بريد بيروت

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بريد بيروت لـ نزار قباني

أكتب من بيروت , يا حبيبتي
حيث المطرْ
محبوبةٌ قديمةٌ تزورنا بعد سفرْ
أكتب من مقهى على البحر
وأيلول الحزين
بلل الجريدهْ
وأنتِ تخرجين
كل لحظةٍ من قدح القهوة.. يا حبيبتي
و أسطرِ الجريدهْ

مضت شهورٌ خمسة
هل أنت يا صديقتي بخيرْ؟
أخبارنا عادية جداً
وبيروت كما عرفتها في أول الشتاءْ
مشغولة بحسنها كأكثر النساءْ
عاشقة لنفسها.. كأكثر النساءْ
طيبةٌ . قاسية
ذاكرةٌ . ناسية
كأكثر النساءْ
بيروت في الخريف.. يا حبيبتي
مشتاقة إليكِ
أيتها القريبة البعيدهْ
أيتها المدهشة الحضور , كالقصيدهْ
أمطارها مشتاقةٌ إليكِ
أحجارها مشتاقةٌ إليكِ
وبحرها , سافر من شطآنهِ
و صبّ في عينيكِ

بيروت يا حبيبتي
في هذه الأيام , كالخرافهْ
أوراق أيلول على الأرض نحاسٌ وذهبْ
و (شارع الحمراء) يا حبيبتي
ثوب موَّشى بالقصبْ
الله كم أحتاج يا حبيبتي إليكِ
حين يجيء موسم الدموعْ
كم بحثَتْ يداي عن يديكِ
في زحمة الشوارع المبللهْ
يا زهرة اللاوند في دفاتري
يا وجعي الجميل , يا هوايتي المفضلهْ

أكتب يا حبيبتي من مطعمٍ
كنا اكتشفناه معاً.. في (الرملة البيضاء)
طاولتي تتركني
كراستي تتركني
ذاكرتي تتركني.. وتتبع الغمامْ
والمقعد الثاني الذي ملأتِهِ
بشاشةً و رِّقةً.. في سالف الأيامْ
يرفضني
يرسم حول مقعدي
إشارة استفهامْ

أكتب سطراً باكياً
أبدؤه بالشوق والسلامْ
أشطبه
أعاشق مثلي أنا.. يبدأ بالسلامْ ؟
أكتب سطراً ثانياً
أشطبه
أبحث عن أصابعي
عن لغتي
عن علبة الكبريتِ
عن عبارةٍ ما وردتْ في كتبِ الغرامْ
تسيطر الفوضى على مشاعري
يلفني الظلامْ
ما أصعب الكلامْ
نكتبه لامرأة نحبها
ما أصعب الكلامْ

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي