بسط الربيع خمائل لزهر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بسط الربيع خمائل لزهر لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة بسط الربيع خمائل لزهر لـ أحمد تقي الدين

بسطَ الربيعُ خمائلَ لزَّهرِ

فوقَ الرُّبى كالأنجمِ الزُهْرِ

فحكتْ فتاةَ العصرِ مائسةً

أَردانُها بنوافِحِ العِطْر

خُضْرٌ أَزاهِرُ بالنُّهى لعبتْ

نغماتُها كتلاعبِ الخمر

فكأنَّها والقَطرُ باكرهَا

جنَّاتُ عدنٍ من على نَهرْ

تَفترُّ عن بَرَدٍ لزائرهَا

كالثَّغرِ مُبتسماً عن الدُّر

والورُقُ تشدو فوق أَيكتها

كالغيدِ فوقَ مسارحِ الثَّغْر

تُشجي فؤادي وهو في قفصٍ

غَرِدٌ على عِيدانه الخُضْر

والزَّهرُ في الأَكمامِ يُنشدُهُ

طيرُ الأراكةِ آيةَ الفَجْر

فيهبُّ كالمشتاقِ أيقظهُ

مفتونُهُ من غَفلةِ الهَجْر

وندى الصَّباحِ يبلّ غُلَّتّهُ

حتى تبينَ طلائعُ الحَرّ

ويعودُ منهزماً يطيرُ بهِ

ساري النَّسيمِ لمسقطِ القَطْر

هذي الرياضُ غشيتُها سَحَراً

فوحتْ إليَّ الشِّعر بالسَّحرِ

وتلوتُ آي الحُسنِ يرقُمُها

كفُّ الهوى سطراً على سَطْر

والزَّهرُ يُعربها ويُعجمها

والعِطرُ يشرحُها إلى صدري

حتى تجلَّتْ في محاسِنِها

شمسُ الضُّحى بمطارفِ التِّبْر

لا أّنثني إلاَّ وترشقُني

سهماً يفلُّ كتائِبَ الصَّبْر

وتحلُّ أَزْري وهي مائسةٌ

بين الرُّبى مشدودةُ الأَزر

لا ذنبَ لي إلاَّ مُطارحَتي

وجدي ولا عفوٌ سوى هجْري

أَرضى وتغضبُ وهي مالكتي

هيهاتِ ليس العَبدُ كالحُرّ

ما للرقيقِ تحررتْ يدُهُ

والحرُّ بات بربقةِ الأَسْر

ما للغَرامِ نضَى مُهنَّدَهُ

وفرى الحَشا بالفَتْكَةِ البِكْر

في حينَ لا أَدري له خبراً

يُروي الغليلَ بمبتدا عُمري

هي كالغزالةِ في الضُّحى رمحتْ

تزري الغصونَ بمائلِ الخصْرِ

فعلقتُها كالظبيِ شاردةً

تذرُ الفؤادَ يَتيهُ من سُكر

أَرتادُ نجعتَها كمُطَّلِبٍ

مجداً يؤمُّ مرابع الفَخْر

يبدو له ماءٌ فيَنشُدُهُ

وهو السَّرابُ بدا لمغترِّ

والروضُ لما سامَهُ كَلفي

بالزَّهرِ نَمَّ شذاهُ بالأَمر

ما كنتُ أَعلمُ قبل زورِتِهِ

أَنَ النباتَ يبوحُ بالسْرِّ

فعلمتُ أَنَّ الحبَّ مجلبةٌ

للهمِّ في عُسرٍ وفي يُسر

وفقِهْتُ أَنَّ الشعرَ منتجعٌ

للوهمِ في مدٍ وفي جَزْر

والقلبُ مثلُ الفُلْكِ يقذِفهُ

تيَّارُهُ في لُجَّةِ البَحْر

رُدُّوا سِهامَ اللّومِ عن كَبِدي

إنْ تعذروني فالهوى عُذري

هذي الحقيقةُ صارَ شارِدُها

قيدَ الخيالِ بغيرِ ما خِدْر

لا وِزرَ للشعراءِ إنْ كلِفوا

بالماءِ والخضراءِ والبَدْر

وقفلتُ مشغوفاً وقد ملكتْ

أطواقُهُنَّ الرقَّ من نَحري

والحسنُ يكتبُ بالغصونِ على

وَرَقِ الرياضِ بأحرُفِ الزَّهْر

هذي عروسُ الزَّهرِ قد برزتْ

تتلو الغَرام بروضةِ الشِّعْر

شرح ومعاني كلمات قصيدة بسط الربيع خمائل لزهر

قصيدة بسط الربيع خمائل لزهر لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي