بشرى الورى بالأمن بعد مخاف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بشرى الورى بالأمن بعد مخاف لـ ابراهيم الرياحي

اقتباس من قصيدة بشرى الورى بالأمن بعد مخاف لـ ابراهيم الرياحي

بُشْرَى الورى بِالأَمْنِ بعد مَخَافِ

وقفوا به في موقف الأعراف

قرّت به عين الهُدَى أمّا الهوى

فَلِحُزْنِه حزنت بنو الإِرجاف

أغفت جُفون الرّشد ثم تنبّهت

بلطائِفٍ قد كُنّ تحت سجاف

ما صحّ لولا ذاك في حقّ امرئٍ

رؤيا سليمانٍ بعين خلاف

وهُوَ الذي عمّ البريَّةَ فضلُه

فأحاط بالدّنيا إحاطةَ قاف

والدّين في عِزٍّ به والنّاس من

بركاته في جنّةٍ أَلْفَافِ

قُلْ للمغارب هل جهلتِ كمالَه

وكمالُه في الكون ليس بِخَافِ

أَضْحَكْتِ سِنَّ الشّرق إِذْ أَبْكَيْتِ في

ما قد أتيتِ مدامعَ الإِنصاف

رُمتِ القياسَ بغيرِ معنى جامعٍ

وغرستِ لاستثمار غُصْنِ خلاف

فأتيتِ بِالخطإ الذي لا يُرْتَضَى

حتّى لأحمقَ في المدارك جاف

إنّ الكواكبَ في السّماء كثيرةٌ

لكنْ ذُكاءُ فريدةُ الأوصاف

وكذلك الأشراف كلٌّ جوهرٌ

وأبو الرّبيع فريدة الأصداف

أَنَقِمْتُمُ منه التُّقى فسئمتمُ

نِعَماً سَوابِغَ سُتْرُهُنّ ضواف

أَمْ علمَه أم حلمَه أَمْ عدلَه

أَمْ وَكْفَ كَفِّ يَمِينِهِ المِتْلاَفِ

أم رُمْتُمُ بطراً وكم من قرية

بَطِرَتْ فَجُرَّ بها إلى الإتلاف

فنقضتمُ العهدَ الذي قد أَوْثَقَتْ

كفُّ الشّريعة في يد الأسلاف

ونسِيتمُ يومَ الولاية وهو في

كَرْهٍ لها والقوم في إلحافِ

لم يَرْضَهَا لولا صلاحٌ رامَه

وتَضَرُّعُ العلماءِ والأشرافِ

حتّى إذا استولى كما شاء الهُدى

وبَشِمْتُمُ بِالْبِرِّ والألطاف

قلتم نخالفه وأيّ فضيلة

في منهلٍ عذبِ الموارِدِ صاف

لم يُرْضِني والعالَمين بأسْرهم

إدٌّ أَتَيْتُمْ للرّشاد مُنَافِ

تستوجبون بذاك لولا حِلْمُهُ

ما اسْتَوْجَبَتْهُ الْقَوْمُ بالأحقاف

لكن عفا والعفوُ منه سَجِيَّةٌ

وأتى بِصَفْحٍ وافرٍ وعفافِ

لم يلتفت لنفاذ قدرته التي

بالنّون مدّ مديدها والكاف

لو شاء قَهْرَ عَدُوِّهِ لم يفتقر

لقعاقع الأرماح والأسياف

وأُمِدَّ من جند السّماء وراثةً

من جدّه المختارِ بالآلاف

لكنّ طَوْدَ ثَبَاتِه لم يهتزز

بعواصفٍ من غيّهم أصناف

ورعى حقوقَ اللّهِ والأرحامِ في

قَوْمٍ زعانفَ للضّلالِ خِفاف

كرهوا الهدى والحقَّ لمّا جاءهم

جَنَفاً إلى الإِهمال والإِسراف

ولوِ انَّمَا اتَّبَعَ الْهُدَى أهواءهم

جاؤوا بِسُمٍّ للأنام زُعافِ

يا خاتَمَ الخلفاءِ لا تَحْفِلْ بهم

واصْدَعْ بأمر اللّه صدعَ مُصَافِ

واصْبِرْ كما صَبَرَ الهُدَاةُ فإنّها

مِحَنٌ يَلِدْن مَنَائِحَ الإِتحاف

فاللّه حسبُك والذين استيقنوا

فتصامَمُوا عن ناعقِ استخفاف

واحْلُمْ على المولى السّعيدِ فإنه

بَرُّ البُنُوَّةِ صادق الإِسعاف

أنت اليزيدُ وإن يقولوا عمُّه

والابنُ قد يَهْفُو وليس بجاف

مثل اليزيدِ هفا فجاء بصارفٍ

في فيه للسّلطان ذا استعطافِ

فَأَنَالَهُ بالحلم واسعَ عطفه

عطفَ الأُبّوَّةِ سابغَ الأعطاف

لا تَيْأسِ الْقُرْبَى حَنَانَكَ بعدما

فاضت سحائبُها على الأطراف

إنّ السّعيدَ مُبَرَّأ لكنّها

أطماعُ قَوْمٍ مُسْنِتِينَ عجافِ

ما هَمُّهم نَصْرٌ له لكنّهم

نَصَروا سَخَائِمَ في النّفوس خوافِ

مَنَّتْهُمُ الأحلامُ أَنْ سَيَنَالُهُمْ

عِزٌّ لأنَّهُمُ ذو سفساف

فاستيْقظوا من نومهم في خَيبةٍ

وندامةٍ ممتدّةِ الآساف

ولهم إذا انكشف الغطا يومَ اللّقا

خِزْيٌ بأنواع المكاره واف

ولك الثّناءُ مخلّداً في هذه

والفتح والنّصر العزيز مُوَافِ

أمّا بتلك فلا تُرَعْ بل دُمْ لَنَا

فلك الهنا بنهاية الأزلافِ

يا من إذا تُلِيَتْ محاسنُ مَدْحِهِ

طَرِب النّهى من كأسها بسُلاف

ومتى يَرُمْ مُثْنٍ عليك بلوغَه

في الأرض قال له المديح أُنَا فِي

دامت حياتُك للقلوب مسرّةً

واللّه جلّ بنصره لك كاف

خُذْها جِناناً في جَنانِ أجلّةٍ

ولها لهيبٌ في قلوبِ سخافِ

قَصُرَتْ نِبالي أن تُناضٍلَ دُونَكُمْ

فَبَرَيْتُ من نَبْع الجدال قَوافِ

ترمي العُدَاةَ بكلّ معنىً مُصْعِقٍ

وبكلّ لفظ مُبْرِقٍ خَطَّافِ

شكراً لأَِنْعُمِكَ التي أَسْبَغْتَهَا

ولوَ انّهُ لِعُلاَك غَيْرُ مُكَافِي

أُهْدِي إليك تحيَّةً عِطْرِيَّةً

تغشى منازلَ آلِ عبدِ مَنَافِ

بعد اختصاص المصطفى بصفّيها

وَتَعُمُّ نَشْراً كلَّ من هو قافِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بشرى الورى بالأمن بعد مخاف

قصيدة بشرى الورى بالأمن بعد مخاف لـ ابراهيم الرياحي وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن ابراهيم الرياحي

إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد الرياحي التونسي أبو إسحاق. فقيه مالكي من أهل المغرب، له نظم، ولد في تستور ونشأ وتوفي في تونس، وولي رئاسة الفتوى فيها. له رسائل وخطب جمع أكثرها في كتاب سمي (تعطير النواحي بترجمة الشيخ سيدي إبراهيم الرياحي - ط) . من كتبه (ديوان خطب منبرية) ، و (حاشية على الفاكهي) ، و (التحفة الإلهية -خ) نظم الأجرومية بدار الكتب، وله نظم في (ديوان - خ) .[١]

تعريف ابراهيم الرياحي في ويكيبيديا

هو إبراهيم بن عبد القادر بن سيدي إبراهيم الطرابلسي المحمودي بن صالح بن علي بن سالم بن أبي القاسم الرياحي التونسي، ولد بتستور بتونس عام 1180 هـ، وأخذ العلم والمعرفة عن جماعة علماء وفقهاء تونس منهم : حمزة الجباص، وصالح الكواش، ومحمد الفاسي، وعمر بن قاسم المحجوب، وحسن الشريف، وأحمد بو خريص، وإسماعيل التميمي، والطاهر بن مسعود، وغيرهم. أما الطريقة الأحمدية التجانية فقد أخذها أولا بتونس عن العارف بالله سيدي الحاج علي حرازم برادة الفاسي عام 1216 هـ. وبعدها بسنتين حدثت مسغبة ببلاد تونس، فرشح للذهاب للمغرب وملاقاة سلطانه قصد طلب المعونة، ولما جاء لمدينة فاس كان أول عمل قام به هو زيارة دار شيخه أبو العباس أحمد التيجاني، حيث رحب به وأكرمه غاية الإكرام، كما أجازه في طريقته الأحمدية، ولإبراهيم الرياحي العديد من الأجوبة والتقاييد العلمية المفيدة منها :

مبرد الصوارم والأسنة في الرد على من أخرج الشيخ التجاني عن دائرة أهل السنة، وديوان شعر مرتب على الحروف الهجائية، ومنظومة في علم النحو، وحاشية على الفاكهاني، وغير ذلك من المصنفات الأخرى.وكانت وفاته في 27 رمضان عام 1266 هـ بحاضرة تونس ودفن بها. و يوجد ضريحه بالبلاد التونسية في نهج الباشا بتونس العاصمة في بيته الموجود في نهج سيدي إبراهيم الرياحي والذي سمي باسمه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابراهيم الرياحي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي