بشرى بعيد أتى والنصر يقدمه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بشرى بعيد أتى والنصر يقدمه لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة بشرى بعيد أتى والنصر يقدمه لـ ابن فركون

بشرى بعيدٍ أتى والنصْرُ يَقدُمُهُ

ورائِدُ العزّ يَسْتدعيهِ مَقْدَمُهُ

عيدٌ يعود بما شاءَتْ عُلاكَ فقدْ

سَما بعزّكَ للعلياءِ موسِمُهُ

فالنّصْرُ قد بهَرَ العَلياءَ مصنَعُهُ

والصُنْعُ قد أبْهجَ الدُنيا مُتَمَّمُهُ

هذا هو الفتْحُ قد راقَتْ مطالِعُهُ

واستَشْرَفَتْ من ثَنايا العزْمِ أنجُمُهُ

هذا هوَ الصُنْعُ قادَتْهُ العُلَى فَعلا

بُيوسُفٍ ملِك الأمْلاكِ معْلَمُهُ

فانْهَضْ يُحيّيكَ أبْهاهُ وأبهَرُهُ

سنىً وأوثَقَهُ عقْداً وأحْكَمُهُ

فالدّينُ سيْبُكَ مُجْديهِ وموجِدُهُ

والكفْرُ سيفُكَ مُفْنيهِ ومُعْدِمُهُ

حُكْمٌ يجدّدُهُ القصْدُ الحَميدُ فَما

يَبْلى على كَثرَةِ التّردادِ مُحْكَمُهُ

وإنّ مالَقَةَ الغرّاءَ حلّ بها

موْلَى الخلائِفِ والأمْلاكُ تخدُمُهُ

لهُ وإن عَظُموا قدْرٌ تعظّمُهُ

وصْفٌ تُقدّسُهُ ذِكْرٌ تُقدّمُهُ

ترْجو نَداهُ وتخْشى بأسَهُ فإذا

ما جدّ في عزْمِهِ يُرْجى تكرُّمُهُ

فيقْبُضُ السيفَ حيثُ الرّزق يبسُطُهُ

كبارِقِ السُحْبِ يُزْجيها تبَسُّمُهُ

كم مَقصَدٍ حينَ ضنّ الدّهْرُ جادَ به

فعمّتِ المُنْعِمَ الوهّابَ أنعمُهُ

فكُلُّ مَلْكٍ وإن جلّتْ مواهِبُهُ

يُمْناهُ كعْبَتُهُ رُحْماهُ زَمْزَمُهُ

ما رُدّ عن أمَلٍ إلا ولاذَ بهِ

فالمَنْحُ يوجِدُهُ والمنْعُ يُعْدِمُهُ

يكْسوهُ ثوْبَ اعتِلاءٍ غيْرَ مُنتَهَجٍ

حتّى يَروقَ على عِطْفَيْهِ مُعلَمُهُ

وسَبْتةٌ حلّ جُندُ الكافرينَ بها

فأصْبَحتْ وأقاصِيها مُيمَّمُهُ

يا هلْ يُجدَّدُ عهْدٌ في معاهِدِها

مضَى حَميداً وهلْ يَبْلى مُذمَّمُهُ

وهلْ لمَعْقِلِها إنْ لمْ تُلمَّ به

رُجْعى وللشّركِ أحْزابٌ تُيمّمُهُ

نادَتْكَ يا ملِكَ الدّنيا لتوضِحَ ما

ظلَّ العدوُّ قُبَيْلَ الفتْحِ يُبْهِمُهُ

واستَنْشَقَتْ منْكَ ريحَ النصْرِ حين غَدا

مُسْتَقبَلُ الفتحِ يُهْديهِ تنَسُّمُهُ

هذي أحاديثُهُ وافَتْكَ من كثَبٍ

لمَظْهَرِ الدّينِ تُعليهِ وتُعْلِمُهُ

حيثُ القبائلُ تدْعو منكَ ناصِرَها

وتَرتجيكَ لشمْلِ الدّين تنظِمُهُ

للقُطْرِ تفتَحُهُ للأمْنِ تمْنَحُهُ

للعزّ توفِدُهُ للنّصْرِ تُقدِمُهُ

للمُلْكِ تنْجِدهُ للرّفْدِ توجِبُهُ

للدّين توجِدُهُ للكفْرِ تُعْدِمُهُ

للأجْرِ تُحْرِزُهُ للوعْدِ تُنجزُهُ

للجيْشِ تُنْهِدُهُ للرّشْدِ تُلْهِمُهُ

كم ردّها الكُفْرُ عنها حين تقْصدُها

كالطّيرِ تُمْنَعُ عذْبَ الوِرْدِ حُوَّمُهُ

وما دَجى ليلُ خطْبٍ في معاهِدها

إلا انجَلى بصباحِ العزْمِ مُظْلِمُهُ

رأيٌ تُصيبُ إذا الرّاياتُ قد نُشِرَتْ

لديْكَ شاكِلةَ الأغْراضِ أسْهُمُهُ

قد أقسَمَ النّصْرُ أن يحْتلَّ أرْبُعَها

والنّهْبُ لا يسَعُ الأيدي مُقسَّمُهُ

والبحْرُ من رهَجٍ يُبْدي تجهُّمَهُ

والموْجُ عن ثَبَجٍ يفْترُّ مَبسِمُهُ

وبارقُ السّيفِ من يُمْنى يديْكَ إذا

تجهّمَ الروْعُ يجْلوهُ تبسُّمُهُ

كم قائمٍ بجزيلِ النّصرِ قائِمُهُ

ومُعْرِبٍ عن جميل الصُنْعِ أعجَمُهُ

يخْطو ليخْطُبَ في حفلِ العِدى عجباً

ما راقَ أسْماعَهُمْ إلا مُصمِّمُهُ

هيْهاتَ يشمَخُ فيها بعْدَما أنِفَتْ

للكُفْرِ أنفٌ وسيفُ النّصْرِ يرْغِمُهُ

وهلْ يقودُ وليَّ الكافرينَ سوى

مُغْراهُ بالقدِّ في الهَيْجاءِ مُغرَمُهُ

إن ساقَ حزْبَ العِدى للحرْبِ غادَرَهُ

نهْباً وقد راقَ في مغْناهُ مغنَمُهُ

وكيف لا يرْتَضي حُكْمَ الهوانِ وقدْ

هَوى لهُ الأسْمَرُ الخطّي يَخْصُمُهُ

دارِكْ به رمَقَ الإسْلامِ فهو على

شفاً وإنّ بهِ يُشْفَى تألُّمُهُ

كمْ عامِلٍ عمِلتْ أيْدي الكُماةِ به

ما الدّهْرُ في صحُفِ العَلْياءِ يرْسُمُهُ

قامَتْ على ساقِها الحَرْبُ العَوانُ فما

ثنَتْهُ لمّا انثَنى فيها مُقوَّمُهُ

ومُرْسَلٍ قيّدَ الأسْماعَ منْ طرَبٍ

كأنّهُ طائِرٌ يُشْجي ترنُّمُهُ

تحلُّهُ القوْسُ عندَ الرّميِ أبْهَرَها

كأنّ صَدراً به ظنٌّ يُرجّمُهُ

وسابِقٍ في مجالِ الرّوْعِ مُتّئِدٍ

يخْتالُ حيثُ العِدى زهْواً مُطهَّمُهُ

للبرْقِ في سرْعةٍ للنّارِ في لهَبٍ

للرّيحِ في قوّةٍ يُعْزى مُجسَّمُهُ

إذا عَلا البَطلُ المرْهوبُ صهْوَتَهُ

فجمعُهُمْ ظلّ يَثْنيهِ تقدُّمُهُ

أو جرّ من خلْفِهِ الخطّيَّ تحْسِبُهُ

صِلّاً تقَدَّمَهُ في القفْرِ ضيغَمُهُ

نامَ العدوّ وليلُ الأمْنِ يكْنُفُهُ

بها وقد راقَهُ فيها تلوّمُهُ

ولو تجلّى صباحُ العزْمِ منكَ إذاً

لاستَيْقظَتْ بعْدَ هدْءٍ منه نُوَّمُهُ

وسوفَ يكْبو به طِرْفُ العزيمةِ إذْ

يُجْريهِ في طلَقِ التّقْصيرِ مُجْرِمُهُ

إنّ الفِرارَ وإن سُدّتْ مذاهِبُهُ

يُسْليهِ عن وطَنٍ بالرّغْمِ يُسْلِمُهُ

كأنْ به قبلَ أن يحتلَّ حِلَّتها

يَثْنيهِ واهي القُوَى عنْها توهُّمُهُ

كأنْ بمَعْقلها يُلْقي ممنَّعُهُ

يداً ويرْتاحُ بالبُشْرى منعَّمُهُ

ويُظْهرُ الدّهْرُ ما يُمْنايَ تكْتُبُهُ

للفتْحِ عنك وكان الدّهْرُ يكتُمُهُ

تبُثُّها في أقاصي الخافقَيْنِ بما

تخُطُّهُ يدُكَ العُليا وترْسُمُهُ

فانهَضْ وعزْمُكَ يثْني قصْدَ ساكنها

مُخيباً حيثُ مَغناها مُخيَّمُهُ

لا يُضْمِرُ الدّهْرُ معْنَى الفتْحِ عنْكَ وقدْ

توضّحَ الآن طوْعَ النّصْرِ مُبْهَمُهُ

وإنّ عبدَكَ يُبْدي الدُرَّ من كلِمٍ

في مدْحِ عُلْياكَ أفكاري تُنظّمُهُ

لوْلا نَداكَ وما أوْلَيْتَ من نِعَمٍ

ما راقَ منهُ فُراداهُ وتوْأمُهُ

فخُذْ حديقَةَ طرْسٍ والثّناءُ بها

مِسْكٌ يُفَضُّ بأمْداحي مُخَتَّمُهُ

واهنأ به موسِماً جلّتْ مواهِبُهُ

وراقَ في أفْقِ العَلْياءِ مِيسَمُهُ

لازالَ مُلْكُكَ للأمْلاكِ يُنْجِدُها

في كُلّ ما أحْكَمَتْ عهْداً يُحكّمُهُ

ودامَ رأيُكَ للرّاياتِ يعْقِدُها

والنّصْرُ لا يَنثَني عنْها مُحَتَّمُهُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بشرى بعيد أتى والنصر يقدمه

قصيدة بشرى بعيد أتى والنصر يقدمه لـ ابن فركون وعدد أبياتها ثلاثة و ستون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي