بشرى بمقدمها الإسلام يبتهج

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بشرى بمقدمها الإسلام يبتهج لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة بشرى بمقدمها الإسلام يبتهج لـ ابن فركون

بُشْرى بمَقْدَمِها الإسْلامُ يبْتَهِجُ

بها سَبيلُ العُلى والعزّ يُنتَهَجُ

مَواهِبٌ في الوَرى جلّتْ مواقِعُها

فقلّ أنْ تُبْذَلَ الأرواحُ والمُهَجُ

لطْفٌ من اللهِ قد عمّ الوجودَ فما

جاءَتْ بأمثالِهِ الأعْصارُ والحِجَجُ

فضْلٌ من اللهِ قد حيّتْ فواضِلُهُ

فقصّرَتْ في مَدى أوْصافِهِ الحُجَجُ

لذلكَ الدّينُ والدُنْيا قد ابتَهَجا

كِلاهُما راقَ منْهُ المنْظَرُ البهِجُ

واستَشْرفتْ أوْجُهُ البُشْرى تروقُ سنىً

بالبشْرِ والفرَحِ الآتي بهِ الفرَجُ

بحيثُ أفْقُ المَعالي رائقٌ بهِجٌ

بحيثُ روْضُ المَعاني عاطِرٌ أرِجُ

والدّوْحُ منعَطِفٌ والزّهْرُ مُبتَسِمٌ

والغُصْنُ معْتَدِلٌ والنّهْرُ منْعَرِجُ

الشّهْبُ تحْكي يَواقِيتاً منظّمةً

حُمْراً تضمّنَها من ليلِها سَبَجُ

وللقُلوبِ هُدوٌّ بالأمانِ كَما

بالشُكْرِ ألسنةُ القُصّادِ تخْتَلِجُ

ما ذاك إلا لبُشْرى صحّةٍ وردَتْ

بالنّجْحِ للدّينِ والدنْيا بها لهَجُ

بُعْداً له ألَماً أمْسى يُلِمُّ بمَنْ

به السّبيل لنَصْرِ الدّين مُنْتَهَجُ

أهلاً بمنْ أُعْمِلَتْ في فتْحِهِ يدُهُ

للهِ من فُرَجٍ وافَى به فرجُ

موْلايَ كُلُّ لِسانٍ شاكِرٌ نِعَماً

جلّتْ وكُلُّ فؤادٍ بالمُنى لهِجُ

ما كان عبدُكَ يستَدْعي تصبُّرَهُ

إلا وعن قلبِهِ للصّبْرِ منْعَرَجُ

ما كان عبدُكَ يستَدْني مآمِلَهُ

إلا ترامَتْ بهِ طوْعَ الأسَى لُجَجُ

حتّى غَدا البُرْءُ يجْلو الحادِثاتِ كما

يجْلو ظلامَ الدُجى من صُبْحِهِ البلَجُ

وإنْ ألمّ بمَوْلاك الرّضى ألَمٌ

كم أزمَةٍ عندَما تشْتَدُّ تنفَرِجُ

هذي المناهلُ لا عَلٌّ ولا ثمَدٌ

هَذي المناهِجُ لا أمْتٌ ولا عِوَجُ

هذي الحوادثُ لا عيْنٌ ولا أثَرٌ

هَذي الأحاديثُ لا ذنْبٌ ولا حرَجُ

فاليُسْرُ مقتَبِلٌ والعُسْرُ مُنتقِلٌ

والسّتْرُ مُنسدِلٌ والدّهْرُ مُبْتَهِجُ

فالخَلْقُ تحْمَدُ من أولَى الجَميل وقدْ

سُرّوا بناصِر دينِ اللهِ وابْتَهَجوا

هذا وإنّ وليَّ الكُفْرِ أرسلَها

سُفْناً لنارِ الوَغى في مائِها وهَجُ

هذا العدوُّ الذي وافَتْ مراكِبُهُ

للحرْبِ يرْفَعُها من بحْرِها ثبَجُ

أقامَ في صدْرِ مرْسىً لا حَراكَ لهُ

كأنّهُ الصّدْرُ منْهُ ضيّقٌ حرِجُ

أتى بقوْمٍ قدِ اسْتَهواهُمُ أمَلٌ

يعْتادُهُمْ هوَسٌ يقْتادُهُمْ هوجُ

كأنّهُم كلّما همّوا بمنزلةٍ

لوقْعِ سيفِ الهُدى في هامِهِمْ هوَجُ

واليوسُفيُّ الحُلَى أهْلاً به ملِكاً

أشعّةُ الصُبْحِ عن مرآهُ تنبَلِجُ

هذا الجِهادُ فلوْلا ما ألمّ بهِ

من التألُّمِ ما انحطّوا ولا عرَجوا

فكُلُّ طَرْفٍ إلى مرْماهُ منْصَرِفٌ

وكلُّ طِرْف إلى لُقياهُ منزَعِجُ

كأنْ بموْلايَ قد خفّتْ كتائِبُهُ

إلى العِدَى وصَباحُ العزْمِ منْبَلِجُ

كأن بأسْيافِهِ بيضاً مضارِبُها

حُمْرُ الحُلَى برقابِ الصُفْرِ تمتَزِجُ

كأنْ بأعْلامِه تعْلو معالمَها

يسُدُّ دونَ الأعادي أيّةً نَهَجوا

وللقلوبِ سُكونٌ من مَهابتِهِ

وللحروبِ على أعدائِه رهَجُ

وهُزّجُ الخيْلِ قد غنّتْ صواهِلُها

بحيثُ لا رمَل يُغني ولا هَزَجُ

وفي العوامِلِ زُرْقٌ من أسنّتِها

لم تدْرِ أعيُنُها ما الغُنجُ والدّعَجُ

مواقفٌ لجّتِ الحرْبُ العَوانُ بها

وحاكِمُ السّيفِ مرْفوعٌ به اللّجَجُ

مَواردٌ لا تعافُ الخيلُ مَشْرَعَها

وماؤها بدَمِ الأعْداءِ ممْتَزِجُ

والفتْحُ أبْهَجَتِ الدنيا حدائِقُهُ

فمِن نواسِمِها يُسْتَنشق الأرَجُ

يا شمْسَ هَدْيٍ بأفْقِ المعلُواتِ بدَتْ

عنْها غَمائِمُ نقْعِ الحرب تنفَرِجُ

يا حُجّةً قامَتِ الدنيا بصحَّتِها

في طيّها حُجَجُ الأمْلاكِ تندرِجُ

أخْفَيْتَ ذِكْرَ المُلوك الأكْرَمينَ وقدْ

تَخْفى إذا وضَحَتْ من شمْسِها السُّرُجُ

ولم تزَلْ مُظْهِراً في كلِّ آونةٍ

منَ المكارِمِ ما يُنْسي الأُلَى درَجوا

فدُمْتَ يا ملكَ الإسْلامِ صُبْحَ هُدىً

معْنى وجودٍ وأمْلاكُ الوَرى همَجُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بشرى بمقدمها الإسلام يبتهج

قصيدة بشرى بمقدمها الإسلام يبتهج لـ ابن فركون وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي