بشرى بوعد لنصر الدين مرقوب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بشرى بوعد لنصر الدين مرقوب لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة بشرى بوعد لنصر الدين مرقوب لـ ابن فركون

بُشْرى بوعْدٍ لنصْرِ الدين مرقوبِ

أتى به مُلْكُ يَعقوبَ بْنِ يعقوبِ

ولّيْتَهُ المُلْكَ والأعْداءُ راغِمَةٌ

ومُلْكُها بين مغْلوبٍ ومَسْلوبِ

وهَبْتَهُ العزَّ فارْتاعَتْ لمَقْدَمِهِ

فمُلْكُهُ بينَ موْهوبٍ ومرْهوبِ

أنَلْتَهُ من نَدى كفّيْكَ صيّبةً

تَجودُهُ بينَ تشْريقٍ وتغْريبِ

كثّرتَ سائِلَهُ إذ جُدتَ ماحِلَهُ

فروْضُهُ بين مَطْلولٍ ومطْلوبِ

شرعْتَ بابَ النّدى للقاصدينِ فكمْ

من مُوردٍ بيْنَ مشْروعٍ ومشْروبِ

مَكارِمٌ ردّدَ الرُكْبانُ حيثُ سَرَوْا

حديثَها بينَ إدْلاجٍ وتأويبِ

يتلونَ من حمدِها ذِكْراً مُردَّدُهُ

راقَ النُهى بين ترتيلٍ وترْتيبِ

كم ألسُنٍ ردّدَتْ من قبْلِ وجْهَتِهِ

حديثَهُ بينَ ترْغيبٍ وترْهيبِ

تومي وتُفْصِحُ بالأمْرِ الذي اعتقدَتْ

والسّرُّ ما بينَ مكْتومٍ ومكْتوبِ

فتهْتَدي منهُمْ الأفكارُ نازعةً

لقَصْدِها بينَ تحقيقٍ وتغْليبِ

حتى أزَلْتَ وللأبْصارِ تبْصِرَةٌ

بمخبَر الصّدقِ أخْبارَ الأكاذيبِ

أرْسَلتَ سابقَ حزمٍ غيرَ متّئِدٍ

هزَزْتَ صارِمَ عزْمٍ غيرَ مقْروبِ

فلا يَروعُ حُسامٌ غيرُ مُنصَلتٍ

ولا يَروقُ سِنانٌ غيرُ مَخْضوبِ

هَذي مَرينٌ وأشْياخُ القبائِلِ قدْ

شكَتْ بما نالَها من طولِ تَثْريبِ

أهْدَتْ لبابِكَ من أبْنائِها زُمَراً

قُلوبُها هدأتْ من بعدِ تَقْليبِ

أفعالُ موْلىً غَدا كِسْرى بمَن لهُمُ

قدِ انتَمى بين مَغْلولٍ ومغْلوبِ

مَنْ لم يقِسْ ببني نصرٍ مُلوكَ هُدىً

ما نورُ شمْسِ الحِجى عنهُ بمحْجوبِ

كم دافعَ الخطْبَ منهُم من وَليِّ ندىً

طلقِ المحيّا إلى العَلْياءِ مخْطوبِ

إن استقلّتْ ببذْلِ الجودِ راحَتُهُ

للقاصدينَ استقلتْ كُلَّ موْهوبِ

حَمى الحقيقةَ منهُ أرْوَعٌ بطَلٌ

راعَ العِدى فحِماهُ غيرُ مَقْروبِ

كمْ معْتدٍ بعْدَ نصْرِ الأولياءِ غَدا

خِيامُهُ بيْنَ تقْويضٍ وتطْنيبِ

كمْ فَعْلةٍ آثروها قبْلَ أن نطَقوا

وموْعِدٍ أنْجَزوهُ غيْر مَضْروبِ

لا كالذي لمْ يَفُهْ يوماً بمكْرُمةٍ

ولم يعِدْ قطُّ إلا وعْدَ عُرْقوبِ

ولا كيعْقوبَ إذ طالتْ خِلافَتُهُ

بما استحقّتْهُ من فرْضٍ وتعْصيبِ

أنهَجْتَهُ سُبْلَ آباءٍ لهُ درَجوا

حتّى استقلّ بأمْرٍ غيرِ مغْصوبِ

هل في مُلوكِ الوَرى أسْمى وأشْرَفُ منْ

ملْكٍ لما نالَ منْ نعْماكَ مَنْسوبِ

وهذه نسبةٌ أغْنَتْهُ رِفْعَتُها

عن شُهْرةِ اسْمٍ وإفصاحٍ بتلقيبِ

أرْكَبتَهُ البحْرَ قصْداً أن تُبلِّغَهُ

من صهْوةِ المُلْكِ أسْنى كلّ مرْكوبِ

والريحُ بالسُفْنِ قد جدّتْ كما لعِبَتْ

أيْدي السُرى وسَطَ البيداءِ بالنّيبِ

تعْلو وتنحَطّ حيثُ الهوجُ تمنحُها

قصْدَ الصّوابِ لتصْعيدٍ وتصويبِ

كأنّها الجُرْدُ لا تلوي أعنَّتها

إلا إلى خبَبٍ في إثْرِ تقْريبِ

في السِّلْمِ تختالُ كالخيْلِ العِرابِ وفي

حرْبِ الأعاجِمِ تأتي بالأعاجيبِ

كأنّ خافقَةَ الأعلامِ ما رُفِعَتْ

إلا على علَمٍ في البحرِ منصوبِ

وكم جيادٍ إذا جالتْ نَمَيْتَ إلى

جمْرٍ أمامَ هُبوبِ الريحِ مشْبوبِ

جلَبْنَ كُلّ كميٍّ للجِهادِ وقدْ

أحْرَزْنَ حُسْنَ شِياتٍ غيْرَ مَجْلوبِ

هذا وقد جاءَ عيدُ الفِطْرِ يشكُرُ ما

أوْلَيْتَ وافِدَهُ من فضلِ موْهوبِ

وكان من قبْلُ شهْرُ الصّومِ مُلتمساً

لديْكَ رتْبةَ تقْريظٍ وتقريبِ

كم صُمْتَ واليومُ قد شُبّتْ هواجِرُهُ

وقُمْتَ والليلُ مسْدولُ الجَلابيبِ

واللهُ قد ضاعفَ الأجْرَ الجزيلَ بما

ألمّ من ألَمٍ في اللّوحِ مكْتوبِ

خُذْها مجدّدةً عهْدَ الشّبابِ وقدْ

أغْنى مديحُكَ عنْ وصفٍ وتَشْبيبِ

فمَدْحُ موْلايَ قد راقَ النّظامُ بما

إحْسانُهُ زادهُ من حُسْنِ تهْذيبِ

كذلك الرّوضُ إن مرّ النسيمُ به

زَها بما نالَهُ من نفحةِ الطّيبِ

لازلْتَ تستقبلُ العُمْرَ الجَديدَ وما

يمرُّ منهُ عَطاءٌ غيرُ محْسوبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بشرى بوعد لنصر الدين مرقوب

قصيدة بشرى بوعد لنصر الدين مرقوب لـ ابن فركون وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي