بصائرنا في القضا خامده

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بصائرنا في القضا خامده لـ أبو مسلم العماني

اقتباس من قصيدة بصائرنا في القضا خامده لـ أبو مسلم العماني

بصائرنا في القضا خامده

وكل قضيته واحده

ففيم التصور تحت العمى

وفيم الدعاوي ولا شاهده

رأيت التقصي بآرائنا

بحتم القضا فضلة زائده

ولو فاز رأي بموهوبة

فأم القضاء له والده

وكل الوجود ببحر الشئون

حقيقته نقطة راكده

وخبطك بالرأي تحت القضا

ذهول وعجرفة بادره

وما وهب اللّه من مكنة

فتلك محركة جامده

وإن كشف الرأي محجوبة

فتلك برفق القضا وارده

فسلم إلى اللّه أفعاله

لتجري الأمور على القاعده

فما لك حول يرد القضا

وذائدة العجز كالقائده

وما لك في الأمر من شركة

تأدب ولا ذرة واحده

تلاقي القضاء بغير الرضا

وأنت على قدرة نافده

إذا دبر اللّه أمراً جرى

برغم تدابيرنا الفاسده

أتنهض رأيك ضد القضا

فأوهن بها نهضة قاعده

وفكرك في قدر فائت

وفي مقبل رتبة واحده

وأفكارنا وسياساتنا

وتدبيرنا شرر خامده

وجد النفوس وكل القوى

إلى نسبة فوقها عائده

وإن كان لا بد من فكرة

ففي هذه البرهة البائده

وفي النشأتين وعقباهما

وصادرة الموت والوارده

أما ترعوي في مراعي الغرور

وصائدة المنتهى راصده

تعيش بها بين مفقودة

وراقبة حتفها فاقده

نهش غل زخرف منقض

وتعرض عن دارنا الآبده

وتنسى المنايا وقد أنفذت

مقاتلنا الأسهم الصادره

نروح ونغدو على مأمن

وآساد آجالنا حارده

ننازع أيامنا صفوها

وما للصفاء بها واجده

ونأمن فيها هجوم الردى

وليس لهجمته جاحده

وتنعي الجنائز أرواحنا

ودمعة أعيننا جامده

تثير السوافي علينا الثرى

وذاك السفا الأعظم الهامده

نوى الأصل والفرع في بطنها

وقد بقيت نوبة واحده

وهيهات قد بادرت زرعها

ومدت مناجلها الحاصده

علام التهافت في حائل

وقد علق القيد بالآبده

سيعلو البلاء إلى الفرقدي

ن ينتهب الصحبة الخالده

ويصدع في قبة الشمس من

غوائله صدعة صاعده

وتبلى الجديدين مقدورة

من الخطب بارقة راعده

ويدهى الوديع بنعمائه

زوال معيشته الراعده

كأن الردى حاسد للمعا

ش وحتى على شظف الهابده

إلى أين يسمو علو البنا

وقرح المعول بالقاعده

ترفق بطينة هذا البنا

فهاتيك أجسامنا الهامده

نشاهد تفتيت أجسامنا

وليس لأرواحنا شاهده

ولكنها حبست في العمى

وسوف تعود لها عائده

متى ينزع الموت عن فتكه

فتبقى لمولودها الوالده

يحز الحياة شباً قارظ

ولم تنتبه هذه الراقده

وإن حياة إلى منتهى

خيال يحول بلا فائده

حظيرة مفتقد ما بها

هناء سوى صرخة الفاقده

وتفتأ تعقد آمالنا

وينجل ما تعقد العاقده

يصال على صيحة المعتدي

فتنشب بين اللها الزارده

يلم السوابغ سرادها

فتفرجها الطعنة السارده

ويفري المدجج حد الردى

فما تدفع الشكة الهامده

وما يحفز الدهر إلا البلا

وإن أسجحت يده الآبده

ممض فما تنقضي ليلة

ولم تكن الليلة العامده

لياليه كالسفن ميادة

ببلواه غامدة آمده

دهت ذات روقين من خطبة

بموئد مقصدة قاصده

فكرت ولا رأي في ردها

ولا فاتها مهرب الشارده

أتت لا يؤبسها قارص

ولا تنقي الأبرج المارده

تؤز الصياخيد أهوالها

فما بال أكبادنا الكابده

فما استنزفت من دماء القلو

ب كما استنزفت من أسى الواجده

ولا امترست لسماء العلو

م حتى تكدكت الماهده

لها أجهشت بالبكاء السما

تناوح أجفاننا الساهده

رزيئة دهر فجعنا بها

لأفظع مفجعة حاشده

نحت مستقر الندى والهدى

فدكتهما دكة واحده

فهل صادف الدهر ثاراً بها

وداوى بها علة عامده

تحزمت المجد في غارة

شناخيب رضوى بها مائده

أغارت شعوب على خيرنا

وكانت لميقاتها راصده

رزئنا المرزء طود العلا

أبا صالح عيلم الوارده

رزئناه غيثاً يعم الملا

وقد أعدمت غيثها الرائده

تخطف أحمد ريب الردى

فيا حرب الحمد والحامده

حمدنا الزمان به برهة

فصالت عليها يد صائده

فما أسوأ العيش من بعده

وما أصغر النوب الوافده

فيا لحياة قضت نحبها

وكل حياة أمريء نافده

حياة القلوب بتلك الحيا

ة واصلاح أنفسنا الفاسده

بضن بها الكون في حجره

فصارت إلى جدث خامده

ويوم الضنين كيوم المه

ين وفي المنتهى تقف القاصده

وما بيد أحمد بيد امريء

ولكن نفوس الورى بائده

لقد كان يرجح ميزانه

وذات الكمال به شاهده

يجلي بابلج ذي فرجة

من العلم مشكلة عانده

شداد العوارض آراؤه

إذا اعتزمت خطة ناهده

فيا للمعارف حسن العزا

لقد أصبحت سوقها راكده

لقد كان نير أفلاكها

فخر إلى حفرة رامده

فواحربا لصروف القضا

لقد طعنت طعنة عامده

وما من صروف القضا وائل

وما لصروف القضا كارده

ولا بد من نهش صل الردى

وما للرقى عنده فائده

وكيف نضن بأرواحنا

وتلك غنيمته البارده

فيا لهف نفسي على أحمد

إذا نفعت لهفة الفاقدة

سلوت السلو ورشد الأسى

وأحمد أنفاسه خامدة

لد زهدت نفسه في الوجو

د فهل للحياة معاً زاهدة

تعبد حتى أتاه اليق

ين فذابت له الأنفس العابده

تحالفت الأرض في عمره

وآرابه الزهر الساجده

فليت حليفة آرابه

وقته بلى التربة الرامده

لقد دهش الكون لما ثوى

فما وجدت رشدها الراشده

وزلزت الأرض زلزالها

وضاقت بأجزائها هامده

وما ضاقت الأرض من رزئه

كما ضاقت المنن الخالده

طوى العالمين إلى ذاته

بطارفة المجد والتالده

شرح ومعاني كلمات قصيدة بصائرنا في القضا خامده

قصيدة بصائرنا في القضا خامده لـ أبو مسلم العماني وعدد أبياتها اثنان و تسعون.

عن أبو مسلم العماني

أبو مسلم البهلاني العماني. شاعر عماني الأصل له ديوان فيه ما يربو المائتي قصيدة فيه الكثير من الحكم والوجدانيات والإلهيات ودلائل التوحيد والأخلاق. ومن ذلك قوله: لو تلمحت حكمة الله فيما تقتضيه الأقدار في الأطوار ويقول: افض لي من العلم اللداني يا عليم بحراً وحقق يا عليم حقيقتي[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي