بعادا لمن صاحبت غير المقوم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بعادا لمن صاحبت غير المقوم لـ الشريف الرضي

اقتباس من قصيدة بعادا لمن صاحبت غير المقوم لـ الشريف الرضي

بِعاداً لَمَن صاحَبتُ غَيرَ المُقَوَّمِ

وَبُعداً لِكُلِّ الرَيِّ إِلّا مِنَ الدَمِ

إِذا ظُلَمٌ لَم أَمضِ فيها عَزيمَةً

فَساعَةُ لَيلي مِثلُ حَولٍ مُجَرَّمِ

وَمِن شَغَفي بِالطَعنِ أَغدو وَذابِلي

إِذا قَلَّ جُرمٌ مالَ بي في التَجَرُّمِ

وَما أَنا مِمَّن يَقبَلُ الطَعمَ قَلبُهُ

وَلَم تَعلَمِ الأَرماحُ مِن أَينَ مَطعَمي

سَأُقدِمُ لا مُستَعظِماً ما لَقيتُهُ

تَوَسَّعَ لي في الرَوعِ أَو ضاقَ مَقدَمي

فَقَد فَجَعَ الماضي لَبيداً بِأَربَدٍ

وَعُزِيَ قَبلي مالِكٌ مِن مُتَمِّمِ

وَعَزمٍ أُعاطيهِ العَوالي وَحاجَةٍ

رَمَيتُ بِها ما بَينَ أَرضٍ وَتَنسِمِ

وَلَيسَ الفَتى إِلا الَّذي إِن رَأَيتَهُ

رَأَيتَ غَنِّيَ النَفسِ في ثَوبِ مُعدَمِ

قَليلُ مُقامٍ بَينَ أَهلٍ وَثَروَةٍ

كَثيرُ طُلوعٍ بَينَ وادٍ وَمَخرَم

أَمُطَّلِعٌ يَومي عَليَّ وَلَم أَخُض

دِماءَ الأَعادي بِالوَشيجِ المُقَوَّمِ

وَلَم أَجهَدِ السَيفَ الطَويلَ نِجادُهُ

أَمامَ الظُبى وَالنَقعُ بِالنَقعِ يَرتَمي

وَليسَ شِفاءُ النَفسِ إِلّا مُشَقَّفٌ

بُعَدَّ لِيَومٍ بِالغُبارِمُلَثَّمِ

وَكَم لِيَ مِن رَمّاحَةٍ تُزعِجُ الحَصى

بِوابِلِها في مَعلَمٍ بَعدَ مَعلَمِ

إِذا اللَهُ لَم يَنصُر حُسامي عَلى العِدا

فَما أَنا إِلّا عُرضَةُ المُتَهَضِّمِ

وَإِن هُوَ نَجّى مِن فَمِ المَوتِ مُهجَتي

نَجَوتُ وَإِلّا كُنتُ أَوَّلَ مَطعَمِ

أَبيتُ وَلي في كُلِّ أَرضٍ عَزيمَةٌ

تُزَعزِعُ أَعناقَ المَطِيِّ المُحَزَّمِ

وَمُستَوصِياتِ بِالذَميلِ كَأَنَّما

يُدارِسُ إِدآبَ الجَديلِ وَشَدقَمِ

تَرى كُلَّ حَمراءِ المِلاطِ كَأَنَّما

تَخَلَّجَ في آماقِها عِرقُ عَندَمِ

بِخُفٍّ كَشِدقِ الأَعلَمِ اِسُصعِبَت بِهِ

عَلى ظِلِّ عُنقٍ ذي عَثانينَ مُرجِمِ

كَأَنَّ الغُلامَ الضَربَ في الرَحلِ ريشَةٌ

خَفَت فَوقَ زَورٍ مِن ظَليمٍ مُصَلَّمِ

إِذا أَوجَسَت حِسَّ القَطيعِ وَراءَها

أَلاحَت بِخَيشومٍ كَريمٍ وَمَلطَمِ

تَخَيَّلَ مِن فَضلِ الزِمامِ اِبنَ رَملَةٍ

لَهُ نَهَشاتٌ في مَكانِ المُخَطَّمِ

طَلَعنَ عَلى لَيلٍ بِنا وَوَصَلنَهُ

بِأَبلَجَ لَمّاعِ الجَواشِنِ مُعلَمِ

وَمَن جَعَلَ القَلبَ الجَريءَ دَليلَهُ

فَكُلَّ ظَلامِ عِندَهُ غَيرُ مُظلِمِ

بُليتُ وَأَبلاني زَماني بِعُصبَةٍ

يَخوضونَ بي في كُلِّ غَيبٍ مُرَجَّمِ

مَذايِيعُ لِلسِرِّ المَصونِ وَلَيتَهُم

أَذاعوهُ طَلقَ البُردِ لَمّا يُنَمنَمِ

قَليلُ حَديثٍ مارِقٍ غَيرُ مُكثِرٍ

وَبَدءُ مَقالٍ وارِدٍ مِن مُتَمِّمِ

زَمانُ الأَذى عِش فيهِ تُشجَ بِأَهلِه

وَتُغضِ عَلى ذُلٍّ وَمُت فيهِ تَعظُمِ

عَلى أَنَّني لا غالِبُ الرَأيَ بِالهَوى

وَلا قائِلٌ لِلشَّوقِ إِن ضَلَّ يَمِّمِ

وَلا قاطِعٌ بِالظَنِّ ما كُنتُ واصِلاً

وَرُبَّ مَغيظٍ قاطِعٍ بِالتَوَهُّمِ

وَإِنِّيَ مِمّا آلَفُ الجِدَّ باخِلٌ

بِثَغري فَما يَدري اِمرُؤٌ أَينَ مَبسَمي

فِراقٌ مِنَ الأَحبابِ أَمضى مِنَ الرَدى

وَأَقطَعُ لِلأَقرانِ مِن غَربِ مِخذَمِ

لَكَ اللَهُ مِن وادِ تَوَرَّكنَ عُرضَهُ

وَنَقَّبنَ فيهِ عَن عَرارٍ وَعِظلِمِ

يُبارينَ نَفّاحَ الخُزامى عَشِيَّةً

بِأَطيَبَ مِن ريحِ الخُزامى وَأَنعَمِ

أُغالِبُ دَمعي ثُمَّ يَغلِبُ جارِياً

وَمَن لَم يُسِل دَمعاً عَلى الحُبِّ يَظلِمِ

وَما ذَكَرَتكَ النَفسُ إِلّا وَضَمَّها

إِلى القَلبِ باعُ الموجَعِ المُتَأَلِّمِ

خَليلَيَّ لَيسَ الدَمعُ عَنّي بِدافِعٍ

وُلوعَ غَرامٍ كَالحَريقِ المُضَرَّمِ

وَهَل أَنا إِلّا رَبُّ نَفسٍ مُعارَةٍ

وَقَلبٍ مُعارٍ لِلجَوى وَالتَأَلُّمِ

إِذا ما جَوادي مَرَّ بي في دِيارِها

تَقاضى زَفيري دائِباً بِالتَحَمحُمِ

أَحِنُّ وَلا يُرمى حَنيني بِتُهمَةٍ

وَأَدنو وَلا يُعزى دُنّوي بِمَأثَمِ

وَما مَنظَرُ الحَسناءِ عِندي بِرائِقٍ

وَلا نَيلُها وَالقُربُ عِندي بِمَغنَمِ

إِلى كَم تَصَبّاني الغَواني وَبَينَها

وَبَيني عَفافٌ مِثلُ طودِ يَلَملَمِ

وَإِنّي لَمَأمونٌ عَلى كُلِّ خَلوَةٍ

أَمينُ الهَوى وَالقَلبِ وَالعَينِ وَالفَمِ

وَغَيري إِلى الفَحشاءِ إِن عَرَضَت لَهُ

أَشَدُّ مِنَ الذُؤبانِ عَدواً عَلى الدَمِ

وَمَن كانَ إِنعامُ الوَزيرِ حَبيبَهُ

أَغارَ الغَواني بَينَ بِكرٍ وَأَيّمِ

أَبيتُ بِها هادي الحَشا في نَوائِبٍ

يَبيتُ لَها غَيري بِقَلبٍ مُقَسَّمِ

وَحيدَ العُلىَ لا يَنتَجي غَيرَ نَفسِهِ

إِذا عَنَّ خَطبٌ أَو دَنا يَومُ مَغرَمِ

وَمُنتَصِرٍ يَرعى بِحِلمٍ حُقودَهُ

وَيَطرُدُ أَضغانَ العِدا بِالتَكَرُّمِ

إِذا عَظُمَ الطُلّابُ لَم يَثنِ كَفَّهُ

وَإِن طالَ نُطقُ القَومِ لَم يَتَجَهَّمِ

يَزِمُّ إِلى العافينَ أَعناقَ مالِهِ

وَمالُ رِجالٍ مُقرَمٌ لَم يُخَطَّمِ

كَثيرِ اِرتِياحِ القَبِ في عَقبِ جودِهِ

إِذا جائِدٌ أَلقى يَداً في التَنَدُّمِ

سَريعٍ إِذا داعي الطِعانِ دَعا بِهِ

غَدا طاعِناً قَبلَ العِدا في التَلَوَّمِ

وَما هَمَّ إِلّا قَعقَعَ البَيضَ بِالظُبى

وَرَدُّ القَنا يَجري عَلى كُلِّ مِعصَمِ

وَلا رَكزَ إِلّا أَن تُميرَ زِجاجُها

عَوامِلَها فَضلَ النَجيعِ المُحَرَّمِ

وَكُلُّ صَباحٍ شاحِبٍ مِن عَجاجَةٍ

وَشائِعُ بُردٍ بِالعَواني مُسَهَّمِ

إِذا عَنَّ جودٌ قيلَ دُفّاعُ وابِلٍ

وَإِن عَنَّ رَوعٌ قيلَ تَقحيمُ ضَيغَمِ

يَشُنُّ وُجوهَ البيدِ في كُلِّ مَسلَكٍ

بِجَرِّ العَوالي وَالرَعيلِ المُسَوَّمِ

فَعالٌ جَريٌّ لا يَزالُ مُدافِعاً

إِلى المَجدِ طَلّاعاً إِلى كُلِّ مُعظَمِ

وَلَكِنَّهُ بِالعِزِّ وَالمَجدِ وَالعُلى

أَحَقُّ وَأَولى مِن سَماءٍ بِأَنجُمِ

أَتَتهُ وَلَم يَمدُد يَداً في طِلابِها

وَما اِنقادَ مَن قادَ العَوالي بِمَخطَمِ

وَلَو لَم يُقِرُّ الغابِطونَ بِمَجدِهِ

أَقَرّوا عَلى رُغمٍ بِفَضلِ التَقَدُّمِ

وَما كَذِبُ الحُسّادِ لِلبَدرِ ضائِراً

وَليسَ يَضُرُّ الذَمُّ غَيرَ المُذَمَّمِ

وَحَيٍّ حِلالٍ قَد ذَعَرتُ بِكُبَّةٍ

مِنَ الخَيلِ وَلا تَرعى ذِماماً لِمَحرَمِ

عَلى حينَ حاصَرتُ الظَلامَ إِلَيهِمُ

بِأَرعَنَ يَردي في الحَديدِ المُنَظَّمِ

وَما اِفتَرَّ يَومٌ قَطُّ إِلا لَقيتُهُ

بِوَجهٍ جَلِيٍّ أَو بِكَفٍّ مُغَيِّمِ

إِذا مارِقٌ لا قاكَ غَضَّ عِنانَهُ

وَرَدَّ أَظافيرَ القَنا لَم تُقَلَّمِ

وَرُبَّ نَسيبٍ لِلرِماحِ مُغامِرٍ

خَفيفِ الشَوى عاري الجَناحَينِ أَعلَمِ

إِذا هُزَّ يَوماً لِلغَوارِ رَأَيتَهُ

أَنَمَّ إِلى الأَرواحِ مِن كِلِّ لَهذَمِ

يَسُرَّكَ في فَلِّ الصَوارِمِ وَالقَنا

وَيُرضيكَ في رَدِّ اللُهامِ العَرَمرَمِ

لَهُ ريقَةٌ تَجري بِما شاءَ رَبُّهُ

كَما حالَ سُمٌّ بَينَ أَنيابِ أَرقَمِ

أَمالىءَ أَيّامِ النَدى كُلَّ عارِضٍ

وَمالىءَ أَيّامِ الوَغى كُلَّ مُلجَمِ

تَهَنَّ قُدومَ المِهرَجانِ فَإِنَّهُ

إِلَيكَ عَلى الأَيّامِ يُنمى وَيَنتَمي

وَما زارَ هَذا العيدُ إِلا صَبابَةً

إِلَيكَ بِقَلبٍ طامِحِ الوَجدِ مُغَرَمِ

أَتى يَستَفيدُ الجُوَدَ مِنكَ وَيَجتَلي

مَحاسِنَهُ مِن ثَغرِكَ المُتَبَسِّمِ

فَلا عارَ أَن تَستَنجِدَ الكَأسَ راحَةٌ

أَضَرَّ بِها حَملُ الجُرازِ المُصَمِّمِ

أَراكَ بِعَينِ لِصٍ يَسوءُكَ لَحظُها

وَأَرعاكَ بِالوُدِّ الَّذي لَم يُذَمَّمِ

وَفي نَظَري عُنوانُ ما بَينَ أَضلُعي

وَرُبَّ لَحاظٍ نائِبٍ عَن تَكَلُّمِ

وَكَم نَظرَةٍ تَستَوهِبُ القَولَ مِن فَمي

تُكَلَّفُ نُطقي في جَوابِ المُكَلَّمِ

وَلَستُ وَلَو خادَعتَني عَن مَطالِبي

مُطاوِعَ عُذّالي عَليكَ وَلُوَّمي

وَأَكرَمُ مَأمولٍ وَأَشرَفُ ماجِدٍ

جَوادٌ مَتى يُندَب إِلى الجودِ يُقدِمِ

أُعيذُكَ أَن تُظمي فَتَىً كانَ طَرفُهُ

عَقيداً لِبَرقِ المَعارِضِ المُتَرَنِّمِ

وَمَن غَرَّهُ مالٌ رَضي بِبَشاشَةٍ

وَعادِمُ ماءٍ قانِعٌ بِالتَيَمُّمِ

أَِلا إِنَّ شِعري فيكَ يَبقى وَغَيرُهُ

تَطيرُ بِهِ أَيدي اللَيالي وَتَرتَمي

وَتَعقِدُ طَرفي مِنكَ في كُلِّ نَظرَةٍ

طَلاقَةُ بَدرٍ بِالمَعالي مُعَمَّمِ

وَلَولاكَ ما فاقَت بِبَغدادَ ناقَتي

وَلا كُنتُ إِلّا لاحِقاً بِالمُقَطَّمِ

وَأَولى بِلادٍ بِالمُقامِ مِنَ الدُنا

بِلادٌ مَتى يَنزِل بِها الحُرُّ يَغنَمِ

مَدَحتُ أَميرَ المُؤمِنينَ وَإِنَّهُ

لَأَشرَفُ مَأمولٍ وَأَعلى مُؤَمَّمِ

فَأَوسَعَني قَبلَ العَطاءِ كَرامَةً

وَلا مَرحَباً بِالمالِ إِن لَم أُكَرَّمِ

وَإِنّي إِذا ما قُلتُ في غَيرِ ماجِدٍ

مَديحاً كَأَنّي لائِكٌ طَعمَ عَلقَمِ

وَإِنَّ رَجائي زَينَ مِلَّةِ هاشِمٍ

لَنُعمى وَحَسبي مِن جَوادٍ وَمُنعَمِ

فَكُن شافِعي يَوماً إِلَيهِ لَعَلَّهُ

يَريشُ العَواري مِن نِبالي وَأَسهُمي

أَغارُ عَلى عَليائِهِ مِن مُقصِّرٍ

يَقولُ وَلَم يُرزَق مَقالي وَلا فَمي

فَإِن شاءَ فَالوَسمُ الَّذي قَد عَرَفتُهُ

مُبينٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بعادا لمن صاحبت غير المقوم

قصيدة بعادا لمن صاحبت غير المقوم لـ الشريف الرضي وعدد أبياتها ثلاثة و تسعون.

عن الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ. له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل. توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.[١]

تعريف الشريف الرضي في ويكيبيديا

أبو الحسن، السيد محمد بن الحسين بن موسى، ويلقب بالشريف الرضي (359 هـ - 406 هـ / 969 - 1015م) هو الرضي العلوي الحسيني الموسوي. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيباً للطالبيين حتى وفاته، وهو الذي جمع كتاب نهج البلاغة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف الرضي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي