بعزمك لذ إذا عز النصير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بعزمك لذ إذا عز النصير لـ إبراهيم اليازجي

اقتباس من قصيدة بعزمك لذ إذا عز النصير لـ إبراهيم اليازجي

بِعَزمك لُذْ إِذا عَزَّ النَصيرُ

وَلا يَعبثْ بهمَّتِكَ الفُتورُ

وَأُسهَرُ في ظَلام الخَطب جفناً

لَهُ مِن فكرِهِ قَمَرٌ مُنيرُ

وَلا تَكلِ الأُمورَ إِلى بَنانٍ

تَكون لِغَيرِها تِلكَ الأَمورُ

فَأَصدقُ مِن سَعى لَكَ أَنتَ فيما

تُحاولُه وَأَنتَ بِهِ الجَديرُ

وَقَد تَلقَى الأُمور إِلى غيورٍ

وَلَكن رُبما سئمَ الغيورُ

أَتمَُّ مُناكَ ما تَسعى إَلَيهِ

بِنَفسكَ عامِداً لا تَستَعيرُ

تَناوَلت البُدورُ ضياءَ شَمسٍ

فَلَم تَستَغنِ بِالشَّمسِ البُدورُ

وَلَسنا الجاحِدينَ لَفَضلِ قَومٍ

لَهُم ما بَينَنا فَضلٌ شَهيرُ

رِجالٌ أَحسَنوا صُنعاً وَلَكِن

بِما في البَيتِ صاحِبهُ الخَبيرُ

بَني أُمي أَفيقوا مِن سُباتٍ

لِطولِ زَمانِهِ سئمَ السَّريرُ

إِذا مَضَتِ الحَياةُ عَلى رُقادٍ

تَشابَهَتِ المَضاجعُ وَالقُبورُ

مَعاذَ اللَهِ مِن أَمرٍ عَظيمٍِ

بَغى إِدراكُهُ همٌّ صَغيرُ

فَإِن الأَمرَ حَيثُ غَدا خَطيراً

يُرامُ ازاءهُ الجُهدُ الخَطيرُ

فَقم بِالأَمرِ عَن قَلبٍ سَليمٍٍ

يُعاضدُ صِدقَهُ العَزمُ الجَسورُ

وَلا تَذهَبْ بِكَ الأَهواءُ يَوماً

فَراكِبُ سبلِها غاوٍ عَثورُ

أَرانا بَاللسانِ قَد اِشتَبَهنا

وَما يُجدي إِذا اِختَلَفَ الضَميرُ

لِكُل الطَّير أَجنِحَةٌ وَريشٌ

وَلَكِن بَينَها ما لا يَطيرُ

وَإِن الحَقَّ بَينَ الناسِ شَمسٌ

عَلى أُفُقِ العُقولِ لَها ظُهورُ

فَمِنهُ لأَكبُدِ الجهلاءِ نارٌ

وَمِنهُ لِأَعيُنِ العُقلاءِ نُورُ

فَهُبوا بِالتَّعاضُدِ يا لِقَومي

ليحسُنَ مِن عَواقِبِنا المَصيرُ

وَنَظفَر بَعدَ طُولِ عَناً وَجُهدٍ

بِما سلَبتَهُ أَيدينا الدُّهورُ

وَنَرفَعُ لِلحَضارةِ كُلَّ صَرحٍ

تَمرُّ بِهِ السَّحائبُ إِذ تَسيرُ

أَلَسنا مِن سُلالةِ مَن تَحَلَّتْ

بِذكرِهُمُ الصَّحائفُ وَالعُصورُ

وَأَبدوا في المَعارفِ كُلَّ شَمسٍ

يُزانُ بِحُسنِ بَهجَتِها الأَثيرُ

لِنَقْفُ سَبيلَهم وَنجدُّ دَهراً

بِعَزمٍ لا يَملُّ وَلا يَخورُ

وَلا نَفخَرْ بِمَجدِهِمُ قَديماً

فَذَلكَ عِندَنا عارٌ كَبيرُ

أَيَنشئُ مِن تَقدُّمِنا المَعالي

فَإِن بِلَغَتْ أَيادينا تَبورُ

كَأَنّي بِالبِلادِ تَنوحُ حُزناً

وَقَد أَودى بِبَهجَتِها الثُّبورُ

يَحِنُّ الأَرزُ في لُبنانَ شَجواً

وَتَندُبُ بَعدَ ذاكَ المَجد صُورُ

وَتَدمُرَ في دَمارٍ مُستَمرٍ

وَما سُكَّانها إِلّا النُّسورُ

وَأَضحَتْ بَعلَبَكَّ وَلَيسَ فيها

سِوى خِرَبٍ لِعزَّتها تُشيرُ

تُهاجِمُها الحَوادثُ كُلَ يَومٍ

كَما هَجَمَتْ عَلى الرَّخمِ الصُقورُ

فَلَو دَرَتِ البِلادُ بِما عَراها

لَكادَتْ مِن تَلَهُّفِها تَمُورُ

فَيا لِلّهِ مِن حَدَثٍ مُريبٍ

بِهِ تُشجَى المَآقي وَالصُدورُ

وَلِذةُ أَعيُنٍ نامَت وَلَكن

سَيعقُبُ نَومَها دَمعٌ حَريرُ

بِكُم وَبِسَعيِكُم تُبنى المَعالي

وَينمي رَوضها الزَّاهي النَضيرُ

وَظلُّ الدَولةِ العُظمى عَلَينا

بِإِدراكِ النَّجاحِ لَنا بَشيرُ

فَذَلك فَوق دَوحِ العَدلِ غَيثٌ

وَذَلِك حَولَ رَوضِ العلمِ سورُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بعزمك لذ إذا عز النصير

قصيدة بعزمك لذ إذا عز النصير لـ إبراهيم اليازجي وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن إبراهيم اليازجي

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام. وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر -ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.[١]

تعريف إبراهيم اليازجي في ويكيبيديا

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم إذ إن أباه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي. يعدّ إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور إذ تلقى تعليماً ممتازاً منذ نعومة أظفاره أهله لأن يناقش كبار الأساتذة في اللغة والشعر ومن ذلك ما أوردته الصحف ولفتت إليه الأنظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الأبيات التي وردت في ديوان أبيه وعلى ما يبدو أن هذه المناظرة قد أثرت فيه إذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الأدبية واللغوية وجاءت دعوة الآباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية فانكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. إبراهيم اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي