بعض الذي نالنا يا دهر يكفينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بعض الذي نالنا يا دهر يكفينا لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة بعض الذي نالنا يا دهر يكفينا لـ ابن المقرب العيوني

بَعضُ الَّذي نالَنا يا دَهرُ يَكفِينا

فَاِمنُن بِبُقيا وَأَودِعها يَداً فِينا

إِن كانَ شَأنُكَ إِرضاءَ العَدُوِّ بِنا

فَدُونَ هَذا بِهِ يَرضى مُعادينا

فَالحَمدُ لِلّهِ حَمداً لا نفادَ لَهُ

إِذ لَم يَكُن ضَعفُنا إِلّا بِأَيدِينا

خافَت بَنُو عَمِّنا أَمراً يُعاجِلُنا

مِن قَبلِ إِلحاقِ تالينا بِماضينا

وَاِستَيقَنَت أَنَّ كُلَّ المُلكِ مُنتَزَعٌ

وَلَو تَمَكَّثَ في أَربابِهِ حِينا

وَحاذَرت دَولَةً في عَقبِ دَولَتِها

تَأتي سَريعاً فَتُلقِي سُمَّها فِينا

فَلَم تَدَع لِمُرجٍّ سَلبَ نِعمَتِها

أَرضاً قَراحاً بِأَيدِينا وَلا لِينا

وَلَم تَزَل هَذِهِ فِينا عِنايَتُها

حَتّى تَساوى اِبنُ سِتٍّ وَاِبنُ سِتِّينا

هَذا هُوَ الحَزمُ وَالرَأيُ السَديدُ فَلا

تَظُنّهُ القَومُ زَهداً في مَغانينا

لِأَنَّ مَن يَتَوَلّى الأَمرَ بَعدَهُمُ

لَيسُوا بِمَأمُونِ شَرٍّ في نَواحينا

وَالفَقرُ في أَرضِنا خَيرٌ لِصاحِبِهِ

مِنَ الغِنى وَالقَليلُ النَزرُ يُرضِينا

لِما يُعانيهِ رَبُّ المالِ مِن تَعَسٍ

في أَرضِنا لا لِأَنَّ المالَ يُطغِينا

وَكَم غِنىً عِندَنا قَد جَرَّ داهِيَةً

دَهياءَ تَترُكُ فَحلَ القَومِ عِنِّينا

فَاِنظُر أَخا العَقلِ وَالتَدبيرِ إِنَّ لَهُ

شَأناً عَظيماً وَدَوِّنهُ الدَواوِينا

لَم يَهتَدِ المَرءُ كِسرى أَن يُدَبِّرَهُ

وَكانَ أَرجَحَها عَقلاً وَتَمكِينا

وَصاحِبٍ قالَ لي وَالعَينُ تَحرُسُهُ

حِيناً وَيَنطِقُ بِالشَكوى أَحايينا

أَما تَرى قَومَنا فِينا وَما صَنَعُوا

لَم يَترُكُوا أَمَلاً فِينا لِراجِينا

مالُوا عَلَينا مَعَ الأَيّامِ وَاِستَمَعُوا

فِينا أَقاوِيلَ شانِينا وَقالِينا

مِن غَيرِ شَيءٍ سِوى قَصرٍ بِأَلسُنِنا

عَمّا يُعابُ وَطُولٍ في عَوالينا

وَأَنَّنا نَرِدُ الهَيجاءَ تَحسَبُنا

مِن زَأرِنا في الوَغى جِنّاً مَجانينا

وَلا نُبالي شَقَقنا في عَجاجَتِها

هَوادِيَ القَومِ أَو شَقَّت هَوادِينا

وَيُكرِهُ الصَعدَةَ السَمراءَ أَصغَرُنا

سِنّاً وَيُفحِمُ كَهلَ القَومِ ناشِينا

نَحنُ المُلوكُ وَأَردافُ المُلوكِ وَفي

بَحبُوحَةِ العِزِّ شادَ العِزَّ بانينا

نَحمي عَلى الجارِ وَالمَولى وَيَأمَنُنا

عَلى اِختِلافِ اللَيالي مَن يُصافِينا

آباؤُنا خَيرُ آباءٍ إِذا ذُكِرُوا

كانُوا المَشاوِذَ وَالناسُ التَساخِينا

أَيّامُنا لَم تَزَل غُرّاً مُحَجَّلَةً

وَلا تُباعُ بِأَيّامٍ لَيالينا

تَرَعرَعَ المُلكُ في أَبياتِنا وَنَشا

حَتّى اِستَوى وَمُرَبِّيهِ مُرَبِّينا

يا لَيتَ شِعري أَيُّ الذَنبِ كانَ لَنا

حَتّى بِهِ اِجتيحَ دانينا وَقاصِينا

أَضحَت بَساتِينُنا نَفدي بِأَحسَنِها

شِقصاً لِأَدنى خَسيسٍ مِن مَوالينا

بِجُلَّةِ التَمرِ وَالشاةِ الرَعُومِ غَدَت

أَملاكُنا وَاِحتَمَت أَملاكُ عادينا

إِنّا إِلى اللَهِ لا أَرحامُنا نَفَعَت

وَلا طِعانُ حُماةِ القَومِ يَحمينا

هَذا الجَزاءُ لِما سَنَّت أَسِنَّتُنا

يا لَلرِجالِ وَما أَمضَت مَواضينا

يَومَ العَطيفَةِ إِذ جاءَت مُغَلِّسَةً

كَتائِبٌ نَحوَنا بِالمَوتِ تُردِينا

تُوفي ثَلاثَةَ آلافٍ مُضَمَّنَةً

وَلا تجاوِزُ في عَدٍّ ثَلاثينا

رِماحُهُم وَظَلامُ النَقعِ يَستُرُنا

وَكَرُّنا وَضِياءُ البيضِ يُبدِينا

طَعناً بِهِ كانَ إِبراهيمُ وَالِدنا

مِن قَبلِ أَن يَنزِلَ البَحرَينِ يُوصِينا

حَتّى تَوَلَّوا وَقَد جاشَت نُفُوسُهُمُ

غَيظاً لِما عايَنُوهُ مِن تَحامِينا

وَقَبلُ رَدَّت رُبُوعَ القَومِ أَربَعَةٌ

مِنّا فَمَن ذا إِلى مَجدٍ يُسامِينا

يَومَ الشَباناتِ لا نَثني أَعِنَّتَها

كَأُسدِ خَفّانَ هِيجَت أَو عِفرِّينا

تَتلُوهُمُ آلُ حَجّافِ وَما وَلَدَت

أُمُّ العَجَرَّشِ مِثلَ الجُربِ طُلِّينا

لَم يَترُكُوا فَضلَ رُمحٍ في أَكُفِّهِمُ

وَنَحنُ نَقصدُها قَرعاً فَتُخَطِينا

هَل غَيرُنا كانَ يَلقاهُم بِعُدَّتِنا

لا وَالَّذي بَيَّنَ الفُرقانَ تَبيينا

وَكَم لَنا مِن مَقامٍ لا نُعابُ بِهِ

وَلا نُذَمُّ بِهِ دُنيا وَلا دِينا

يا ضَيعَةَ العُمرِ يا خُسرانَ صَفقَتِنا

يا شُؤمَ حاضِرِنا الأَشقى وَبادِينا

كُنّا نَخافُ اِنتِقالَ المُلكِ في مُضَرٍ

فَمَرحَباً بِكَ يا مُلكَ اليَمانينا

فَإِن تَوَلَّت مُلُوكُ الرُومِ ما بَلَغَت

مِعشارَ ما صَنَعَت إِخوانُنا فِينا

كُنّا نَضِجُّ مِنَ الحِرمانِ عِندَهُمُ

وَنَطلُبُ الجاهَ فيهِم وَالبَساتِينا

فَاليَومَ نَفرحُ أَن يُبقُوا لِمُوسِرِنا

مِن إِرثِ جَدَّيهِ سَهماً مِن ثمانينا

أَفدي الَّذي قال وَالأَشعارُ سائِرَةٌ

قَبلي يُدَوِّنُها الرَاوُونَ تَدوِينا

يا طالِبَ الثّأرِ قُم لا تَخشَ صَولَتنا

فَما نُراعي بِها مَن لا يُراعِينا

فَسَوفَ يُسقى بِكاساتِ العُقوقِ عَلى

حَرِّ الظَما مَن بِكَأسِ الغَبنِ يَسقِينا

فَما المُعادي لَنا أَولى بِبَغضَتِنا

مِن اِبنِ عَمٍّ مَدى الأَيّامِ يُؤذينا

أَعزِز عَلى اِبنِ عَلِيٍّ وَالأَكارِمِ مِن

آبائِنا أَن يُسيمَ الضَيمُ وادِينا

نالَ المُعانِدُ مِنّا ما يُحاوِلُهُ

سِرّاً وَجَهراً وَتَعرِيضاً وَتَعيينا

رامَت ذَوُو أَمرِنا إِطفاءَ جَمرَتِنا

فَبَعدَها أَلحِقِ الأَحساءَ يَبرِينا

يا قُبحَ آرائِهِم فينا فَلو عَرَفُوا

حَقَّ السَوابِقِ ما اِختارُوا البَراذِينا

فَقُل لَهُم لا أَقالَ اللَهُ صَرعَتَهُم

وَزادَ أَمرَهُمُ ضَعفاً وَتَوهِينا

هَل يَنقِمُونَ عَلَينا غَيرَ أَنَّ بِنا

صارُوا مُلوكاً مَطاعِيماً مَطاعِينا

عَزَّت أَوائِلُهُم قِدماً بِأَوَّلِنا

لِذاكُمُ عَزَّ تاليهِم بِتالينا

كَم قَد كَفَيناهُمُ مِن يَومِ مُعضِلَةٍ

لَوَ اِنَّهُم مَن عَلى الحُسنى يُكافِينا

نَحمي وَنَضرِبُ رَبَّ التاجِ دُونَهُمُ

ضَرباً يُطيرُ فِراخُ الهامِ سِجّينا

فَسَوفَ يَدرُونَ أَنَّ الأَخسَرينَ هُمُ

إِذا اِستَغاثُوا وَنادُوا يالمُحامِينا

شرح ومعاني كلمات قصيدة بعض الذي نالنا يا دهر يكفينا

قصيدة بعض الذي نالنا يا دهر يكفينا لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها اثنان و ستون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي