بعينيك يوم البين غيبي ومشهدي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بعينيك يوم البين غيبي ومشهدي لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة بعينيك يوم البين غيبي ومشهدي لـ مهيار الديلمي

بعينيكِ يومَ البينِ غَيبْي ومَشهَدي

وذلُّ مَقامي في الخليط ومَقعَدي

وقَوْلي وقد صاحوا بها يُعجِلونها

نشَدتكُمُ في طارقٍ لم يزوَّدِ

أناخ بكم مستسقياً بعضَ ليلةٍ

ولم يدْرِ أن الموتَ منها ضحى الغدِ

أتحمون عن عضّ الضراغم جارَكم

ويقتُلُني منكم غزالٌ ولا يَدي

وما زلتُ أبكي كيفَ حُلَّت بحاجرٍ

قُوَى جَلَدي حتى تداعَى تجلُّدي

وعنّفني سعدٌ على فرط ما رأى

فقلتُ أتعنيفٌ ولم تكُ مسعدي

أسفتُ لحلمٍ كان لي يومَ بارقٍ

فأخرجه جهلُ الصبابة من يدي

وما ذاك إلا أن عجِلتُ بنظرةٍ

قَتلتُ بها نفسي ولم أتعمّدِ

تحرَّشْ بأحقاف اللوى عُمرَ ساعةٍ

ولولا مكانُ الريب قلتُ لك ازدد

وقل صاحبٌ لي ضلَّ بالرمل قلبُهُ

لعلّك أن يلقاك هادٍ فتهتدي

وسلِّمْ على ماءٍ به بَرْدُ غُلّتي

وظلِّ أراكٍ كان للوصل مَوعدي

وقل لَحمام البانتين مهنّئاً

تغنَّ خليّاً من غرامي وغَرّدِ

أعندكُمُ يا قاتلينَ بقيَّةٌ

على مهجةٍ إن لم تمتْ فكأن قَدِ

ويا أهل نجدٍ كيف بالغور عندكم

بقاءُ تهاميٍّ يهيم بمنُجد

ملكتم عزيزاً رقُّه فتعطَّفوا

على مُنكرٍ للذلّ لم يتعوَّد

أغدراً وفيكم ذمّةٌ عربيّةٌ

وبخلاً ومنكم يستفادُ ندى اليدِ

فليت وجوهَ الحيّ أعدتْ قلوبَهُ

ففجَّرَ لي ماءً بها كلُّ جلمدِ

وليتكُمُ جيرانُ عوفٍ تلقَّنوا

خلالَ الندى والجودِ من آل مَزيَدِ

من الضيّقي الأعذارِ والواسعي القِرَى

إذا ما جُمادى قال للّيلة ابرُدي

ولفَّ على خيشومِه الكلبُ مُقعِياً

يرى الموتَ إلا ما استغاث بمَوقدِ

وشدّ يديه حالبُ الضَّرع غامراً

على مُصفِر قد مسّه الجدبُ مثمِدِ

وباتَ غلامُ الحيّ يُسند ظهرَه

من النَّضَد الواهي إلى غيرِ مُسنِد

هنالك يأوِي طارقُ الليل منهُمُ

إلى كلّ رطْبٍ مُثمرِ النبتِ مُزبِدِ

كريم القِرى والوجهِ ملءِ جفانِهِ

رحيبِ الرواقِ مُنعمِ العيش مُرفِدِ

قليل على الكُوم الصفايا حنوُّهُ

إذا السيف ردَّاهنَّ للساقِ واليدِ

كمثلِ أبي الذوّادِ لا متعلِّلٍ

إذا سُئل الجدوَى ولا بمُنكِّدِ

فتىً بيتُهُ للطارقين وسيفُهُ

لهامِ العدا والمالُ للمتزوِّدِ

ويوماه إما لاصطباحِ سُلافةٍ

تُصفَّقُ أو داعي صياحٍ ملدَّدِ

وَفَى بشروطِ المُلك وهو ابن مَهدِهِ

وسُوِّدَ في خيط التميم المعقَّدِ

وجادَ على العلاَّت والعامُ أشهبٌ

بأحمرَ من خير الرحالِ وأسودِ

ولم تحتبسه عن مساعي شيوخه

سِنُوهُ التي حلَّته حِليَة أمردِ

أناف بجَدَّيه وأسندَ ظهرَهُ

إلى جبلين من عَفيفٍ ومَزْيَدِ

له في ملوك الشرقِ والغربِ منهُمُ

نجومُ السماءِ من ثريَّا وفرقدِ

أيا راكبَ الوجناءِ يخبط ليلَه

على الرزق لم يقصِد ضلالاً لمَقصدِ

ترامت به الآفاقُ ينشُدُ حظَّه

فلم يُعطِه التوفيقُ صفحةَ مُرشِدِ

أنخها تُفرِّجْ همَّها بمفرِّجٍ

وطلِّق شقاءَ العيش من بعدُ واسعدِ

وَرِدْ جَمّةَ الجودِ التي ما تكدَّرتْ

بمَنٍّ ورِدْ ظلَّ المنى المورِق النَّدِي

وبِتْ في أمانٍ أن يسوءَك ظالمٌ

علَتْ يدُهُ أو أن تُراعَ بمعتدي

حَماك أبو الذوّادِ مالكُ أمرِهِ

على كلّ حامٍ منهُمُ ومذوِّدِ

أخو الحرب إمّا مُخمِدٌ يومَ أُوقِدتْ

وإمّا شَبوبٌ نارَها غير مُخمِدِ

له الخطوة الأولى إذا السيف قصَّرتْ

به ظبتاه فهو يوصل باليدِ

إذا ابتدر الغاراتِ كان سهامُها

له من قتيلٍ أو أسيرٍ مصفَّدِ

خفيف أمام الخيلِ رسغُ جوادِهِ

إذا الخوفُ أقعَى بالحِصانِ المعرِّدِ

ولما كفى الأقرانَ في الرَّوع وارتوتْ

صوارمُهُ من حاسرٍ ومسرَّدِ

تعرَّض للأُسدِ الغِضابِ فلم يدعْ

طريقاً لذي شِبلين منها ومُفرَدِ

حماها الفريسُ أن تُطيفَ بأرضه

وشرَّدَها عن غابها كلَّ مَشرَدِ

وهانتْ فصارتْ مُضغةً لسلاحه

ممزَّقةً في صَعدَةٍ أو مُهنَّدِ

ويومَ لقيتَ الأدرعَ الجهمَ واحداً

جرى مُلبِدٌ يشتدُّ في إثر مُلبِدِ

نَصبتَ له لم تستعن بمؤازرٍ

عليه ولم تُنصَر بكثرةِ مُسعدِ

وقفتَ وقد طاش الرجالُ بموقفٍ

متى تتمثَّلْه الفرائصُ تُرعَدِ

فأوْجَرْتَهُ نجلاءَ أبقتْ بجنبهِ

فتُوقاً إذا ما رُقِّعتْ لم تُسَدَّدِ

تَحدَّرُ منها لَبتَّاه وصدرُهُ

على ساعدٍ رِخوٍ وساقٍ مقيَّدِ

فلم تُغنِهِ إذ خان وثبةُ غاشمٍ

ولم ينتقذه منك إقعاءُ مُرصدِ

رأى الموتَ في كفَّيكَ رأْيَ ضرورةٍ

فأوردَ منه نفسَه شرَّ مَوْرِدِ

وأحرزتَها ذكراً يخصُّك فخرُهُ

تَناقَلُه الأفواهُ في كلِّ مَشهَدِ

جمعتَ الغريبينِ الشجاعةَ والنَّدَى

وما كلُّ مُرْدٍ للكُماةِ بمُرفِدِ

وقمتَ بإحكام السيادةِ ناظماً

عُراها فما فاتتك حُلَّةُ سيِّدِ

أتاني من الأنباء أنك مغرمٌ

بفضلِ مديحي عارفٌ بتوحُّدي

حبيبٌ إليك أن تُزَفَّ عرائسي

عليك تَهادَى بين شادٍ ومُنشِدِ

متى ما تَجِدْ لي عند غيرك غادةً

مخدَّرةً تَغبِطْ عليها وتَحسُدِ

فقلتُ كريمٌ هزّه طيبُ أصله

وواحدُ قومٍ شاقه مدحُ أوحدِ

وليس عجيباً مثلُها عند مثلِهِ

إذا هبَّ يقظاناً لها بين رُقَّدِ

فأرسلتُها تُلقِي إليك عنانَها

وغيرُك أعيتْه فلم تتقوَّدِ

لها فارسٌ من وصفِ مجدك دائسٌ

بارساغِها ما بين طَودٍ وفدفدِ

يرى كلَّ شيء فانياً ورداؤه

على عُنْقِ باقٍ في الزمان مخلَّدِ

متى تَجزِها الحسنَى بحقِّ ابتدائها

تَزُرْكَ بعينٍ تملأ السمعَ عُوّدِ

فوفِّرْ على عجز البُعول صَداقَها

وعرّسْ بها أمَّ البنين وأولدِ

وصُنْها وكرِّمْ نُزْلَها إنّ بيتَها

كبيتك في أُفقْ السماء المشيَّدِ

وكن كعليٍّ أو فكن لي كثابتٍ

وفاءً وإعطاءً وإنْ شئتَ فازددِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بعينيك يوم البين غيبي ومشهدي

قصيدة بعينيك يوم البين غيبي ومشهدي لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها تسعة و ستون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي