بكرت عليه ضلة تعذلينه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بكرت عليه ضلة تعذلينه لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة بكرت عليه ضلة تعذلينه لـ مهيار الديلمي

بكَرتِ عليه ضَلَّةً تعذُلينَهُ

متى كان دِينُ الغدرِ قبلَكِ دِينَهُ

ترى عينُه وجهاً صديقاً من الهوى

ويلقَى عدوَّ السمعِ ما تأمرينَهُ

أبَى غيرَ قلبي وابتغَى السرَّ مودِعٌ

أبَى اللهُ إلا أن أكونَ أمينَهُ

مشَى يومَ سلع للوَداع فهل درى

أراكٌ بسلعٍ فيمَ حنَّى غصونَهُ

أذاتَ الرُّضاب العذبِ هل من قضيّةٍ

سوى المطلِ في الدَّينْ الذي تعِدينَهُ

وهل من عطاء والندى الغمرُ فيكُمُ

لذي عُسرة لم يُعطَ ما تمنعينَهُ

يعُدُّ نعيما ما تمنَّى وغبطةً

بأن يرِدَ الماءَ الذي ترِدينَهُ

أُدارِي بجَمع طرفَ عينٍ قضى البكا

عليه انتشارا أن طوَى البينُ عِينَهُ

وهبني أضمُّ بالرداء دموعَهُ

فمن ذا يضمُّ بالرقاد جفونَهُ

أحبايَ والوادي يسيل بأهله

أما من يدٍ في موقفٍ تقِفونَهُ

نفستمْ بلُبنَى واقتراحِيَ كلُّه

حديثٌ بلُبنَى أعلقتني شجونَهُ

أمن حاجةٍ في الدهرِ ظوهرتُمُ بها

قلبتم ظهورَ الغدر لي وبطونَهُ

عقدتُ بكم حَبْلي وإنِّي لعالمٌ

بأن الذي أبرمتُه تنقُضونَهُ

وكيفَ نُزَنُّ بالغباوةِ فيكُمُ

فنجزِيَكم صعبَ الزمان ولينَه

ولكنّكم ماءُ الطريق كددتهُ

على بَرْضه لمَّا عدِمتُ مَعينَهُ

لبستكم بعد ابن عيسى ضرورة

وما جل لبس المرء حتى يزينه

تعوَّضتُكم عنه تعلُّلَ مدنفٍ

إذا خانه البرءُ استغاثَ أنينَهُ

وفارقتُ منه يومَ فارقتُ باذلا

فؤادا برغم الجسم ألَّا يصونَهُ

ولما رأيت السير دوني يصُدّهُ

ولا دفعَ في صدرِ النوى لِيَ دونَهُ

حملتُ عليه الصبرَ مستقبحا له

ويحمِلُه قوم ويستجملُونَهُ

أسائل قلبي كيف كان اشتياقُه

يُميلُ حَمامَ الدَّوح لي وحنينَهُ

رعيتُ الفراقَ حُلوَهُ وهشيمَهُ

وأُورَدُ كُرها مِلحَهُ وأَجُونَهُ

فإن غادرتْ أمسِي نحولا صروفُهُ

فلليوم حتى أستعيدَ سمينَهُ

ويستصعِبُ الأمرَ الفتى من صدوره

فتَقضِي له الأعجازُ أن يستهينَهُ

تبدَّلتُ من حَرِّ الأسى ونفوره

على كبِدي بَرْدَ الغنَى وسكونَهُ

وكنتُ مرُوعا من ذئابٍ تنوشني

فأمناً فقد عاد الهزبرُ عرينَهُ

بنفسي على قرب المزار وبُعدِه

فتىً لم أكنْ بالشوق إلا ضمينَهُ

وزاد بعيني قُرَّةً مذ وجدتُهُ

كَهَمِّ المنى أنّي عدمتُ قرينَهُ

تردَّدَ في سرِّ الوزارة ماجدٌ

نسيبٌ نفَى العرقُ العتيقُ هجينَهُ

إذا حُقَّت الآمالُ ودَّ عدوُّه

على ما طَوى من بُغضه أن يكونَهُ

يضيق اتساعُ الدَّست عن ضمِّ حلمهِ

وفي العين شخصٌ دقَّ أن يستبينَهُ

إذا هز أبناءُ الوغَى ذُبَّلَ القنَا

خِفافا إلى الضيم الذي يدفعونَهُ

يدوسون ظهرَ الخطبِ خيفتْ وُعورُه

يسوقون أبكارَ الكلام وعُونَهُ

فإنك مَن ملَّكتُه الودَّ مُرخِصا

فلم أك مع إرخاص بيعي غبينَهُ

وأقسمتُ أني قد ظفِرتُ ببغيتي

لك الله من خلٍّ صَدَقتُ يمينَهُ

وعندي لك المستغنِياتُ بنشرها

عن الطِّيبِ يكفينَ العلا ما ولينَهُ

يجُبنَ الملا حتى يخضنَ بحورَهُ

بأحمالهنَّ أو يلِجنَ حُصونَهُ

إذا وَسَمتْ بالعزِّ عِرضَك أَلبستْ

عدوَّك ذلَّاً عمَّ وسماً جبينَهُ

تخيَّلْتُ عقلَ الدهر لي مذ كفَلتني

وأغفلتني شيئاً فجُنَّ جُنونَهُ

وحسبُك عتبُ المهرجانِ شهادةً

إذا كنتَ في النيروز تقضي ديونَهُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بكرت عليه ضلة تعذلينه

قصيدة بكرت عليه ضلة تعذلينه لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها أربعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي