بكر الحمام يكرر التغريدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بكر الحمام يكرر التغريدا لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة بكر الحمام يكرر التغريدا لـ شرف الدين الحلي

بكر الحمام يكرر التغريدا

فاعطف إلى شرب المدامة جيدا

فالسحب قد نشر لآلئ قطرها

فغدت لأجياد الغصون عقودا

والدوح قد شابت ذوائب فرعه

شيباً له لبس الشباب جديدا

والنَّور يحدق بالحدائق نوره

فترى العيون مباسماً وخدودا

ومشت بأطراف الغدير فصفَّقت

نكباء هزت للغصون قدودا

وبدت تشاهير الربيع كأنما

نشرت رياض النيرين برودا

وتتابعت خيل الغمام وأوقدت

منها إلى باب البريد وفودا

فعلام نومك يا نديم وقد ترى

فرص النعيم أما تملُّ رُقُودا

فاستنطق الوتر الفصيح وقم بنا

نقطع من الزقِّ الطريح وريدا

وامزح لي الكاسات من برد على

برد النسيم وخلِّ عنك يزيدا

في حيث تسمعني الحمامة شدوها

ويهز من عطف الأراكة عودا

وتوقها عند المزاج فنارها

تزداد بالماء القَراح وقودا

فاصدع بمطلع شمسها قلب الدُّجى

كي لا تمرَّ بك الليالي سودا

واشرب على كأس الثريا واصطبح

في حيث تبصر كأسها عنقودا

واستجلها من كفِّ أهيفَ عِطفه

بالفتك أغرى طرفه العربيدا

وافى وقد ضمت ضعاف جفونه

سيفاً قتلت بحده مغمودا

مالي وما لصبابة عذرية

أضحت لعذر معذبي تمهيدا

منح الجوى قلبي ووكل بالضنى

جسمي وألزم جفني التسهيدا

هلا اقتفى سير الكرام فإنها

أضحت تقيم على الدوام شهودا

كعلا أبي بكر تملك إرثها

عيسى فأودع سرها داودا

الناصر المزني بعود ركابه

ما كان منتزح المرام بعيدا

وصلت دمشق به الهناء فلا شكت

من بعدها نأياً له وصدودا

هي جنة المأوى المنى ما زخرفت

إلا لتعطي ملكه التخليدا

ملك إذا غشي الهياج تقاذفت

بعدوه أيدي الفجاج طريدا

ما أنشأت قطع الدجى هَبَوَاتِها

إلا وَقَصَّدَت القنا تَقْصِيدا

أندى الملوك يداً وأغزرهم ندى

وأعزهم مدداً وأصلب عودا

هيهات منها جَدها وإباؤها

إن عد آباء له وجدودا

ثاني أبيه سماحة وحماسة

تسدي حقوقاً أو تَسُلُّ حُقُودا

ملك إذا سبق الوعيد بحلمه

طفق العطاء يسابق الموعودا

ويظلّ في طرق السماح سماحة

متعرضاً يدعو إليه وفودا

مثلت مهابته تمثل شخصه

وتذوب عن مقل الملوك هجودا

فالطرف عندك إذ تقول وقلبه

متحاكم العزمات يطوي البيدا

فافخر صلاح الدين بالبيت الذي

شيدتمُ بنيانه تشييدا

أضحى على كفِّ الثريا سمكه

وغدا له رمح السِّماك عمودا

وابذخ بمجد أبٍ بنى لك رتبةً

جازت محل الفرقدين صعودا

فلسوف تبتهج الممالك عندما

تلقي إليك ملوكها الإقليدا

وتحل فوق سرير ملكك ناشراً

في الخافقين لواءك المعقودا

في حيث لا تلقي الصِّعادُ أسنةً

عنها ولا تضع الجياد لبودا

وتظلّ تشفي الطعنة النجلاء من

ثغر العدا والضربة الأخدودا

والبي محرمة تُصَلِّي حُيَّضاً

فتخر هامات الكماة سجودا

يا من إذا زخرت بحار علومه

بهرت حلوم العالمين مدودا

غُذِّيتَ مُقْتَبَلَ الشبيبة حكمة

فقت الكهول بها وكنت وليدا

ما جهد ما أثني عليك به ولو

ألفت أفراد النجوم قصيدا

سهلت لي وعر القريض ولم أزل

فيه أعثر خاطري مكدودا

بأبيك عذت وباصطناعك من أذى

زمن جوانحه ملئن حُقُودا

فأمنت صرف الدهر حين لقيتكم

وأخذت منه مواثقاً وعهودا

يا من إذا الأمل استظلَّ بظلهم

لم يلف مسلك مطلب مسدودا

زيدوا علاً إن كان يمكن أن يرى

أحدٌ على هذا العلو مزيدا

لا زالت الدنيا لعزَّة ملكهم

داراً وأحرار الملوك عبيدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة بكر الحمام يكرر التغريدا

قصيدة بكر الحمام يكرر التغريدا لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي