بكر العارض تحدوه النعامى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بكر العارض تحدوه النعامى لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة بكر العارض تحدوه النعامى لـ مهيار الديلمي

بَكَرَ العارِضُ تحدُوه النُّعامَى

فسقاكِ الرِّيَّ يا دارَ أُماما

وتمشَّتْ فيك أرواحُ الصَّبا

يتأرَّجنَ بأنفاس الخُزامَى

وإذا مَغنىً خلا من زائرٍ

بعدما فارق أو زير لِمَاما

فقضى حفظُ الهوى أن تُصبحي

للمحبّين مُناخا ومُقاما

أجتدِي المزن وما ذا أرَبي

أن تجودَ المزنُ أطلالاً رِماما

وقليلاً فيكِ أن أدعو لها

ما رآني الله أستجدي الغماما

أين سكانك لا أين هُمُ

أحجازا أقبلوها أم شآما

صُدِعوا بعد التئامٍ فغدت

بهمُ أيدي المَوامي تترامَى

وتبقُّوا كلّ حيرانَ بليدٍ

يسأل الجندل عَنهم والرَّغاما

يا لُواةَ الدَّين عن ميسَرةٍ

والضنيناتِ وما كنَّ لئاما

قد وقفنا قبلكم في ربعكم

فنقضناه استلاما والتزاما

سَعِدَ الراكبُ تحتَثُّ به

جَسْرةٌ تخلط وَهْداً وإكاما

تطَأ العسفَ فتُدمِي خفَّها

جبَهاتُ الأرض شجّاً ولطاما

تَتَنزَّى أَنَفاً في خُلْقِها

أن تُطيع السوطَ أو تُرضِي الزِّماما

تُطعِمُ البيد إذا ما هجَّرتْ

شِبَعَ البيداء نِقْياً وسُلامَى

ماؤها بَسْلٌ على أظمائِها

أو تَرَى بالنَّعف هاتيك الخياما

وبجرعاء الحمى قلبي فعجْ

بالحمى فاقرأ على قلبي السلاما

وترجَّلْ فتحدَّثْ عَجَبا

أن قلباً سار عن جسمٍ أقاما

قلْ لجيران الغضا آهِ على

طيب عيش بالغضا لو كان داما

نصِل العامَ وما ننساكُمُ

وقُصَارَى الوجد أن نسلَخَ عاما

حمِّلوا ريحَ الصَّبا نشرَكُمُ

قبلَ أن تحمِل شيحاً وثُماما

وابعثوا أشباحَكم لي في الكرى

إن أذِنتم لجفوني أن تناما

وقَفَ الظامي على أبوابكم

أفيَقضِي وهْو لم يشفِ أُواما

ما يبالي مَن سقَيْتُنَّ الَّلمَى

منَعكُنَّ الماءَ عذباً والمُداما

واعجبوا من أن يَرَى الظَّلْمَ حَلالا

شاربٌ وهو يَرى الخمرَ حراما

أشتكيكم وإلى من أشتكي

أنتم الداء فمن يشفي السَّقاما

أنتمُ والدهرُ سيفٌ وفمٌ

ما تملّانِ ضِراباً وخِصاما

كلّما عاتبتُ في حَظِّيَ دهِري

زاده العتبُ لجَاجا وعُراما

وإذا استرهفتُ خِلّاً فكأني

منه جرَّدتُ على عُنْقي حُساما

لمتُ أيّامي على الغدرِ فقد

زادت الإجرامَ حتى لا مَلاما

ولزِمتُ الصمتَ لا أشكو وصمتي

بعدَ أن أفنيتُ في القول الكلاما

قعد الناسُ بنصري في حقوقٍ

قعدَ المجدُ يبَكِّيها وقاما

دفعَ اللهُ وحَامَى عن رجالٍ

قد رعَوْني لم يُضيعوا لي سَواما

كفَّنِي جودُهمُ أن أجتدى

وأبى عزّهُمُ لي أن أُضاما

طَلَعوا في جُنح خَلَّاتي نجوماً

وانتحوا نحو مَراميَّ سهاما

وأضاءت لي أمانيُّ بم

عَشِيَتْ في الناس تِيهاً وظلاما

عُرِفوا بالجود حتى أصبحوا

من وضوحٍ في سواد الدهر شاما

لمَ أذمِّم حُرمةً سالفةً

في معاليهم ولا عهداً قُدامَى

ما استفادوا كرما فيّ ولكن

خُلِقوا من طينةِ المجد كِراما

من رجال لبِسوا الملكَ جديدا

وافتلَوا ناصيةَ الدهر غلاما

روَّضوا العلياءَ حتى اقتعدوا

ظهرَها الذُروةَ منه والسَّناما

وإذا الأيامُ غمَّت أقبلوها

غُرَرا تقدَح في الخطبِ وِساما

ببني عبد الرحيم استُحلبتْ

مزن الجود وقد كن جهاما

أولدوا أم الندى فالتقحت

ببنيها بعدَ أن حالت عقاما

ورِثوا أصلَ العلا فافترعوا

بنفوس ضمِنَتْ فيها التّماما

تركوا الناس قعودا للحبى

يشتكون العجز أفواجا قِياما

فتحوا باب الندى واستشهدوا

بزعيم الدين إذ كان ختاما

جاء مأموما وقامت آية

فيه دلت أنه جاء إماما

سبق الناسَ قُروما قُرّحا

جذعٌ رِيضَ وما عضَّ اللجاما

وحوى السؤددَ من أطرافه

فكلا جنبيه أيمانا وساما

وانتهى في الفضل من حيث ابتدا

ما تثنَّى غصنُه حتى استقاما

ورعَى الدولةَ من تدبيره

يقِظ العين إذا الذائدُ ناما

لو رأى الذئبُ قريبا سرحَهُ

لعَمِي من فَرقٍ أو لتعامى

حاطها سيفاً ورأياً والساناً

إن تَداهَى وتَلاحَى وترَامى

وشفَي أدواءَها من معشرٍ

قبلُ طَبُّوها فزادوها سَقاما

فهو فيها وأخوه وأخوه

يذبُلٌ سانَدَ رَضوَى وشَماما

عزماتُ كالمقادير مضاءً

وقضايا كالأنابيب انتظاما

ويدٌ يرتعد السيفُ بها

وسماحٌ لقَّنَ الجودَ الغماما

وسجايا تشرَب الصهباءَ منها

كلّما أرعشَ رأساً وعِظاما

ومعالٍ كَمُلتْ ما تبتغي

لك فيها زائدا إلا الدواما

شرفٌ كان عِصامِيّاً فلم

يرضَ عن كسبك أوصرتَ عِصاما

أنتَ من جاثيتُ أيّامي به

وهي خَصمٌ فتحامتني احتشاما

وتروَّحتُ من الثقل وقد

حفيتْ جنبايَ ضغطا وزحاما

كم يدٍ أرضَعْتَنِي دِرَّتَها

بعدَ أن قد كنتُ عوجلتُ الفطاما

أدركتْ حالي فكانت بالندى

في ضِرام الفقر بردا وسلاما

كنتَ لي أمتنَهم حبلَ ودادٍ

في الملمَّاتِ وأوفاهم ذماما

فعلام ارتجعَ الإعراضُ مني

ذلك الإقبالَ والعطفَ علاما

وكم النسيانُ والشافعُ لي

يَخفِرُ الذّكرةَ بي والإهتماما

وإذا سُحْبُك عني عَبستْ

فمتى آملُ من أَرضِي ابتساما

والملالُ المرُّ لِمْ فاجأني

من فتىً كان بحبي مستهاما

ونَعمْ أعذرُكم فالتمسوا

عِذرةَ المجد إذا ما المجدُ لاما

وانظروا أيَّ جوابٍ للعلا

إن أتت تغضَب لي أو تتحَامَى

فتمنَّوْا فَضلتي واغتنموا

ما وجدتم من بقاياي اغتناما

واستمدّوها نِطافا حُلوةً

تُنهلُ الإعراضَ غَزْرا وجَهاما

تنفُض الأرضَ بأوصافكُمُ

طَبَقَ الأرض مسيراً ومقاما

لو أُقيمت معجزاتي فيكُمُ

قِبلةً صلَّى لها الشعرُ وصاما

أو زقا الأمواتُ يستحيونها

نشرت بالحسن رِمّاتٍ وهاما

فاسمعوها عُوَّداً وابقوا لها

وَزَراً ما صرَفَ الصبحُ الظلاما

واستماحت روضةٌ ربعيّةٌ

صبحةَ النيروز وَطْفاً ورُكاما

وسعى الوفدُ يَحُلُّون الحُبَى

نحو جَمْع ويزِفّون جِماما

كلَّ يوم للتهاني عندكم

سوقُ ربح في سواكم لن تُقاما

شرح ومعاني كلمات قصيدة بكر العارض تحدوه النعامى

قصيدة بكر العارض تحدوه النعامى لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها واحد و ثمانون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي