بكى النار سترا على الموقد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بكى النار سترا على الموقد لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة بكى النار سترا على الموقد لـ مهيار الديلمي

بكى النارَ سَتْراً على المَوْقِدِ

وغار يغالطُ في المُنجِدِ

أحبَّ وصان فَورَّى هوىً

أضلَّ وخاف فلم يَنشُد

بعيد الإصاخة عن عاذلٍ

غنيُّ التفرّدِ عن مُسعدِ

حمولٌ على القلب وهو الضعيفُ

صبورٌ عن الماء وهو الصَّدِي

وقورٌ وما الخُرقُ من حازمٍ

متى ما يَرُحْ شيبُه يغتدي

ويا قلبُ إن قادك الغانياتُ

فكم رسَنٍ فيك لم ينقدِ

أفقْ فكأني بها قد أُمِرَّ

بأفواهها العذْبُ من مَوْردي

وسُوِّدَ ما ابيضَّ من ودّها

بما بيّض الدهرُ من أَسودي

وما الشيبُ أولُ غدرِ الزمان

بَلَى من عوائده العوَّدِ

لَحَا اللّهُ حظِّيَ كم لا يجودُ

بما أَستحقّ وكم أَجتدى

وكم أتعلَّلُ عيشَ السقيم

أذمِّمُ يومي وأرجُو غدي

لئن نام دهرِيَ دون المُنَى

وأصبح عن نَيلها مُقعِدي

ولم أك أحمَدُ أفعالَه

فلي أُسوةٌ ببني أحمدِ

بخير الورى وبني خيرِهم

إذا وَلَدُ الخيرِ لم يُولَدِ

وأكرمِ حيٍّ على الأرض قام

ومَيْتٍ توسّد في مَلحَدِ

وبيتٍ تَقاصَرُ عنه البيوتُ

وطال عَليّاً على الفرقَدِ

تحومُ الملائكُ من حولِهِ

ويُصبحُ للوَحْيِ دارَ النَّدِي

ألا سَلْ قريشاً ولُمْ منهُمُ

من استوجبَ اللومَ أو فنِّدِ

وقل ما لكم بعد طول الضلا

ل لم تشكروا نعمة المرشدِ

أتاكم على فَترةٍ فاستقام

بكم جائرين عن المَقصدِ

وولَّى حميداً إلى ربّه

ومَن سَنَّ ما سنَّهُ يُحمَدِ

وقد جعلَ الأمرَ من بعده

لحيدَرَ بالخبر المُسنَدِ

وسمَّاه مولىً بإقرارِ مَنْ

لو اتَّبعَ الحقَّ لم يَجْحَدِ

فملتم بها حسدَ الفضل عنه

ومن يكُ خيرَ الورى يُحسَدِ

وقلتم بذاك قضى الاجتماعُ

ألا إنما الحقُّ للمفرَدِ

يعزُّ على هاشمٍ والنبيِّ

تلاعُبُ تَيْمٍ بها أو عَدِي

وإرثُ عليٍّ لأولاده

إذا آيةُ الإرثِ لم تُفسَد

فمن قاعدٍ منهُمُ خائف

ومِن ثائرٍ قامَ لم يُسعَدِ

تَسلَّطُ بغياً أكفُّ النفا

ق منهم على سيِّدٍ سيِّدِ

وما صُرِفوا عن مقام الصلاةِ

ولا عُنِّفوا في بُنَى المسجِدِ

أبوهم وأمهُمُ مَن علم

تَ فانقُصْ مَفاخِرَهم أو زِدِ

أرى الدِّينَ من بعدِ يومِ الحسين

عليلاً له الموتُ بالمَرصدِ

وما الشِّرك للّه من قبله

إذا أنت قستَ بمستبعَدِ

وما آل حربٍ جَنَوا إنما

أعادوا الضلال على من بُدِي

سيعلم مَن فاطمٌ خصمُهُ

بأيّ نكالٍ غداً يرتدي

ومَنْ ساءَ أحمدَ يا سِبطَهُ

فباءَ بقتلك ماذا يدي

فداؤك نفسي ومَنْ لي بذا

ك لو أن مولىً بعبدٍ فُدِي

ولَيتَ دمي ما سَقَى الأرضَ منك

يقوتُ الرَّدَى وأكون الرَّدِي

وليتَ سَبقتُ فكنتُ الشهيدَ

أمامَك يا صاحبَ المَشهَدِ

عسى الدهرُ يَشفِي غداً من عدا

ك قلبَ مَغيظٍ بهم مُكمَدِ

عسى سطوةُ الحقّ تعلو المُحالَ

عسى يُغلَبُ النقصُ بالسؤدُدِ

وقد فعَلَ اللّهُ لكنني

أرى كبِدي بعدُ لم تبرُدِ

بسمعي لقائمكم دعوةٌ

يُلبِّي لها كلُّ مستنجَدِ

أنا العبدُ وَالاَكُمُ عَقدُهُ

إذا القولُ بالقلبِ لم يُعقَدِ

وفيكم ودادي ودِيني معاً

وإن كان في فارسٍ مولدي

خَصَمْتُ ضلالي بكم فاهتديتُ

ولولاكُمُ لم أكن أهتدي

وجردتموني وقد كنتُ في

يد الشِّرك كالصارم المغمَدِ

ولا زال شعرِيَ من نائحٍ

يُنَقَّل فيكم إلى مُنشِدِ

وما فاتني نصرُكم باللسان

إذا فاتني نصرُكم باليدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بكى النار سترا على الموقد

قصيدة بكى النار سترا على الموقد لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي