بكيت أسى لو رد عنك البكا حتفا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بكيت أسى لو رد عنك البكا حتفا لـ ابن معصوم

اقتباس من قصيدة بكيت أسى لو رد عنك البكا حتفا لـ ابن معصوم

بَكيتُ أَسىً لو ردَّ عنكِ البُكا حَتفا

وأعولتُ وجداً لو شَفت عَولةٌ لَهفا

أُغالبُ فيكَ الوجدَ والوجدُ غالبٌ

وَأيد اِصطِباري لم يزَل واهياً ضَعفا

وَهَل لامرئٍ أَودى الرَدى بجنَانِه

عزاءٌ وكفُّ الدَهر جذَّت له كفّا

لكِ اللَهُ من يُمنى طوتها يَدُ البلى

وَعينٍ رَمت عينُ الرَدى نحوها طَرفا

وَدَوحةِ مَجدٍ بالمَعالي وَريقةٍ

أَلَمَّت بها الأَقدارُ حتّى ذَوت عَصفا

وَشَمسِ عُلاً بالمكرُمات منيرةً

أَتاحَت لها الأَيّامُ من خطبها كَسفا

وَذاتِ حجابٍ بالعَوالي منيعةٍ

يَمدُّ عليها المَجدُ من صَونها سَقفا

نُعاني لها الناعونَ حُزناً وإنَّما

سَقاني بها الناعونَ كأسَ الأَسى صِرفا

أَأُختيَ إِن أَمسيتِ رهنَ مقابرٍ

فَقَلبيَ قد أَمسى على حُزنه وَقفا

تكاثرني الأَشجانُ فيكِ وإنَّما

تكاثرُ مضنىً شفّ بالوَجدِ أَو أَشفى

لئن كانَ أَخفى القَلبُ يوماً تجمُّلاً

جَواهُ فقد أَبدى لرزئِكِ ما أَخفى

وَلي كربةٌ قد باينَ الصبرُ لهفَها

فَها أَنا أَنزو في حبائلها رَجفا

أَبيتُ بهاجا في المبيتِ وقد وَرَت

بجَنبيَّ نارٌ من جَنانيَ لا تَطفا

أَراوحُ ما بين اليدين على الحَشا

وأُسبلُ من جَفني لها مَدمعاً وَكفا

وَلَو وعيَت أَذناك كثرَ تأوُّهي

عَلمت إِخائي ما أَبرَّ وَما أَصفى

وَكَم عبرةٍ لا تملكُ العَينُ ردَّها

وَجأتُ بها مَقروحَ جَفنيَ إِذ أَغفى

وَزفرةِ وجدٍ رمت بالصَبر كظمَها

فَما كدتُ حتّى أَعقَبتني الأَسى ضِعفا

فَلِلَّهِ دَهرٌ لا تَزال صروفُه

إِذا ما اِنقضى صَرفٌ أَتاحَت لنا صَرفا

عليَّ لأَصنافِ الرَزايا تناوبٌ

أُساور منها كلَّ آونةٍ صِنفا

أَفي كلِّ عامٍ لي قَريبٌ يَروعُني

برُزءٍ وَإِلفٌ يخلفُ الحزنَ لي أَلفا

إِلى اللَه أَشكوها نوائبَ جمّةً

وَصَرفَ زَمانٍ لا أُطيق له صَرفا

كَذاكَ خطوبُ الدهر تعدو على الوَرى

فَكَم أَسبَلَت طَرفاً وَكَم سَلَبَت طِرفا

وَكَم أَنزلَت من شامخ المَجدِ ماجِداً

تشيد له العَلياءُ من عزِّهِ كَهفا

إِذا رامَ أَمراً هزَّ أَسمرَ عاسِلاً

وإِن سُئِل المَعروفَ هزَّ له عِطفا

أَناخَت عليه لم تراقب له عُلاً

فألوَت به خَسفاً وأَزرت به عَسفا

وَلَم تَرع إِذ أَمّته جرداءَ سابحاً

وأَجردَ يَحموماً وَناجيةً حَرفا

وَكَم قد سَبت من مَعقِل العزِّ حُرَّةً

تَوَدُّ الثريّا أَن تَكونَ لها شَنفا

تخطَّت إِليها مُرهفات بواتراً

وَخَطّيَّةً سمراً وماذيَّة زغفا

فأَخنَت عليها لا تهاب جموعَها

وَلَم تخشَ سِتراً قد أُذيلَ ولا سجفا

وَها أَنا قد حاوَلتُ صَبري تأَسّياً

وَكيف التأَسّي والأَسى لم يزل حِلفا

أَبى الوَجدُ إِلّا أَن أريقَ مدامعاً

تبادرُني لا أَستَطيعُ لَها كفّا

فَيا قَبرَها لا زلتَ أَشرفَ حُفرةٍ

تشبَّثُ أَذيالُ النَسيم بها عَرفا

يؤمُّكَ رضوانٌ من اللَه واسعٌ

يقرِّب من ضُمِّنتَ من رَبِّها زُلفا

وَلَستُ بمُستَسقٍ لكَ المزن ما همى

لجفنيَ دَمعٌ لا أُبالي له نَزفا

لؤمتُ إِذا لَم أسقكَ الدمعَ هاطِلاً

وأَصبحت أَستَسقي لك الديمَ الوطفا

شرح ومعاني كلمات قصيدة بكيت أسى لو رد عنك البكا حتفا

قصيدة بكيت أسى لو رد عنك البكا حتفا لـ ابن معصوم وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن ابن معصوم

علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني، المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن مَعْصُوم. عالم بالأدب والشعر والتراجم شيرازي الأصل، ولد بمكة، وأقام مدة بالهند، وتوفي بشيراز، وفي شعره رقة. من كتبه (سلافة العصر في محاسن أعيان العصر-ط) ، و (الطراز- خ) في اللغة، على نسق القاموس، و (أنوار الربيع- ط) ، و (الطراز- خ) شرح بديعية له، و (سلوة الغريب- خ) وصف به رحلته من مكة الى حيدر آباد، و (الدرجات الرفيعة في طبقات الامامية من الشيعة- خ) ، وله (ديوان شعر- خ) .[١]

تعريف ابن معصوم في ويكيبيديا

السيّد علي خان صدر الدين المدني الهاشمي الشيرازي نسبة إلى مدينة شيراز حيث دَرّس وتوفي، يعرف أيضا بـابن معصوم (10 أغسطس 1642 - ديسمبر 1709)، فقيه وأديب عربي حجازي مسلم عاش معظم حياته في الهند. ولد في المدينة المنوّرة في عائلة هاشمية شيعية اثنا عشرية سكنت في بلاد فارس لفترة من الزمن ثم عادوا إلى الحجاز. ينتهي نسبه إلى زيد بن علي. تلقَّى علومه في مسقط رأسه ثم هاجر إلى حيدر آباد سنة 1658م مع والده وأقام فيها حتى سنة 1703م متنقلاً بين مناصب عدة في سلطنة مغول الهند. ثم استعفى واستوطن شيراز واشتغل بالتدريس فيها إلى آخر أيام عمره حتى توفي فيها ودفن في الجامع الأحمدية (شاه جراغ). له مؤلفات عديدة في الفقه والأدب والشعر:رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين و سلوة الغريب وأسوة الأديب والدرجات الرفيعة في طبقات الإمامية من الشيعة و سلافة العصر في محاسن أعيان عصر إلخ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن معصوم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي