بلغتنا يا دهر بعض الأدب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بلغتنا يا دهر بعض الأدب لـ عمر الرافعي

اقتباس من قصيدة بلغتنا يا دهر بعض الأدب لـ عمر الرافعي

بَلَّغتَنا يا دَهرُ بعضَ الأَدَب

فَهَل تَرى نَبلُغُ بَعضَ الأَرَب

رَبَّيتَنا إِذ كُنت في نُصحنا

في كلّ جيلٍ خَيرَ أُمّ وَأَب

وَجِئتَنا بِالواعِظات الَّتي

تَجلو عن المُرتاب كلَّ الرِيَب

بَصَّرتَنا بِالناس بَعد العَمى

فَاِستُبدِلَت رَغبَتُنا بِالرهب

وَلَم تَدَعنا طالِبينَ العُلى

إِلّا وَسَهَّلتَ عَلَينا الطَلَب

فَكانَ تَدريبُكَ عِلماً لَنا

وَكانَ تَأديبُكَ خيرَ الأَدَب

فَشكرُنا الفَضلَ غَدا واجِباً

فَاِقبَل بِمَحض الفَضل شُكراً وَجب

يا دَهرُ لا زِلت محلّ الرجا

لِكُلّ راجٍ آخذٍ بِالسَبَب

رُحماكَ هل نُدرِك ما فاتَنا

فَكَم بَعيدٍ كانَ ثُمَّ اِقتَرَب

رُحماكَ هَل يُقبِلُ يَومٌ بِهِ

يُرجى لَنا إِقبالك المُرتَقَب

رُحماكَ هل من راحَةٍ تُرتجى

بَعد العَنا إِذ نال منّا التَعَب

وَهَل وِئامٌ وَاِتّفاقٌ فَقد

قَصّر منّا العمر طول الشَغَب

وَهل يَفيضُ الخَير في أرضِنا

من بَعد ما غاضَ وَمِنها نَضَب

وَهَل يَزولُ البُؤسُ مِن بَيننا

وَالبُؤسُ من حَظّ رِجال الأَدَب

ظَنّوا الغِنى بِالأَدب المُجتَنى

مَع أَنَّهُ في عَصرِنا بِالذَهَب

فَرزقهم ضاقَ وَمن ضيقِه

جَرى ولكِن من شُقوقِ القَصَب

يا دَهر ما لِلإنقِلابِ الَّذي

نَرى بِهِ العالي هَوى وَاِنقَلَب

هَبَّت هُبوبَ الريحِ خَفّاقَةً

ثائِرَة منهُ تُثيرُ النُوَب

زَعزَعت الشاهِق من جزره

وَأَصبَحَ المخضلُّ مِثل الحَطَب

فَاِربَأ بِنا يا دَهر مُستَمسِكاً

وَاِستَبقنا يا دَهر قبلَ العَطَب

اليَومَ خَمرٌ وَغَداً أَمرُهُ

أَمرٌ عَجيبٌ فيه كلّ العَجَب

وَسَل إله العَرشِ لطفاً بِنا

فَقَد كفانا ما بِنا من كُرَب

كَم ذا صَبرنا وَحملنا الأَسى

لا نَشتَكي من ظَمَأ أَو سَغَب

فَما لَنا لِيَوم سِوى نَفحَةٍ

لِلَّهِ تَأتينا بِنَيل الأَرَب

وَلَن يُضيعَ اللَهُ أَجرَ اِمرئٍ

قَد فَوَّضَ الأَمر لَهُ وَاِحتَسَب

يا أَيُّها العام الجَديد الَّذي

أَظَلَّ بِالخَيرِ رِجال العرب

نَبِّههُم لِلحادِثاتِ الَّتي

مَرَّت بِهِم مِمّا وَراءَ السُحُب

وَقُل لَهُم قَولاً بَليغاً عَسى

تُفيدُهُم إِذ قَد تُفيد الخُطَب

وَاِضرِب لَهُم مِن كلّ شَيءٍ مَضى

أَمثِلَةً من رَهبَةٍ أَو رَغب

قُم واعِظاً فيهِم وَأَنذِرهمُ

أَعذرَ من أَنذَر في ما كتب

أَما تَرى هذا الدخان الَّذي

مندلِعٌ فيهِ لسان اللَّهَب

تَشتَعِل الدُنيا بِنيرانِها

كَأَنَّما يَوم الحِسابِ اِقتَرَب

لا الشَرق شَرقٌ بَعد هذا وَلا ال

غربُ وَكلٌّ نجمهُ قَد غَرَب

فَليَتَّقوا النار بِما تُتَّقى

إِذ لَيسَت النار كَنار الحَطَب

الحرب نارُ اللَهِ إذ يَغضَب ال

لهُ وَتقوى اللَهُ تطفي الغَضَب

يا أَيُّها العامُ الَّذي يُرتَجى

لِلدينِ وَالدُنيا بِأَقوى سَبَب

أَما تَرى اليابانَ في شَرقِها ال

أقصى كَنَجم طالَ مِنهُ الذَنَب

تَصَيَّدُ الأَرنَبَ في حينِها

وَبَعدَها تَأتي لِصَيد الدبب

قَد خافَها من لَم يَخَف رَبَّه

يَهرُبُ لَو كانَ يطيقُ الهَرَب

وَالناسُ كَالأَغنامِ في غَفلَةٍ

وَغَفلَةُ الإِنسانِ أَدهى وَصَب

لِلَّهِ في الخَلقِ شُؤون فَما ال

حكم إِذا حُكمُ القضا قد غَلَب

وَلَم تَكُن تَنجو فِلِسطين من

شَرّ الَّذي قَد دَقَّ فيها الطنَب

فَقُل لِقَومي العُرب مَن يُنجِها

يُنجِ بِفَضل اللَهِ كُلَّ العَرَب

نَبَّهتُم زُرق الأَفاعي فَلا

تَشاغَلوا عَنها بِبَيعٍ وَكَسَب

ما شَمَّ ريحَ الدينِ كُلُّ اِمرئٍ

يَمشي مَعَ الأَعداءِ جَنباً لِجَنب

يا سَيّد السادات ما حالُنا

هذه وَكُلٌّ يَستَحِقّ العَتَب

فَاِنظُر إلينا وَتَشَفَّع بِنا

فَربّنا الرحمن لا شكّ ربّ

كَم كُربَةٍ فَرَّجها عاجِلاً

وَلم يَزَل يُرجى لِكَشف الكُرَب

وَحَسبُنا الحبّ شَفيعاً بِنا

وَالمَرءُ في أخراه مع من أَحب

رُحماكَ رُحماكَ أَجب داعِياً

دعاكَ من يَدعُ كَريماً يُجَب

عَلَيكَ صَلّى اللَهُ ما كاتِبٌ

يَكتب في حاجاتِه ما كتب

وَالصَحب وَالآلِ وَمن يَنتَمي

إلى علاهم بِصَحيح النَسَب

شرح ومعاني كلمات قصيدة بلغتنا يا دهر بعض الأدب

قصيدة بلغتنا يا دهر بعض الأدب لـ عمر الرافعي وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن عمر الرافعي

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. وهو أول من لقب بهذا اللقب وإليه تنسب الرافعية في مصر والشام. قاضي اديب وشاعر ومفتي متصوف نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر حاول إنشاء جريدة باسم باب النصر بحلب سنة 1906 فلم ينجح، عمل محامياً بدمشق سنة 1913م ثم سجنه العثمانيون سنة 1916 بتهمة العمل ضد السلطنة والتعاون مع الجمعية الثورية العربية وصفه الشيخ عبد الكريم عويضة الطرابلسي بقوله: مجد الأدب الروحي في دنيا العرب تقريظاً لكتابه مناجاة الحبيب. انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس وتوجه عمامة الفتوى السيد الحاج عبد الله الغندور. له: مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية.[١]

تعريف عمر الرافعي في ويكيبيديا

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (17 أغسطس 1882 - 1964) (3 شوال 1299 - 1384) فقيه مسلم وقاضي ومتصوف نقشبندي وصحفي وشاعر عربي لبناني. ولد في مدينة صنعاء باليمن حيث كان والده رئيسًا لمحكمة استئناف الحقوق. تلقى دروسه الأولى بطرابلس ثم بيروت. ثم أكمل دراساته الحقوقية في أسطنبول والقاهرة. من مشايخه المصريين محمد عبده، حسين المرصفي ومحمد بخيت المطيعي. مارس المحاماة بمدينة طرابلس. تنقل في محاكم عدة مدن في بلاد الشام. كما مارس التدريس في عدة مدارس وكليات. سجن مدة سنتين أثناء الحرب العالمية الأولى. ثم أطلق سراحه بعد الحرب ليتولي قضاء في عدة مدن لبنانية. سلك النقشبندية في المدرسة الشمسية بطرابلس. توفي بها. له مؤلفات في الأدب وديوان مديح نبوي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عمر الرافعي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي