بلوغ الأماني في شفار القواضب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بلوغ الأماني في شفار القواضب لـ محمد بن عثيمين

اقتباس من قصيدة بلوغ الأماني في شفار القواضب لـ محمد بن عثيمين

بُلوغُ الأَماني في شِفارِ القَواضِبِ

وَنَيلُ المَعالي في مَجَرِّ السَلاهِبِ

وَمَن حَكَّمَ السُمرِ اللِدانِ تَعَبَّدَت

لَهُ مَع تُقى المَولى رِقابُ المُشاغِبِ

وَمَن قادَها مِثلَ السَراحينِ شُرَّباً

تَناقَلُ بِالشُمطِ الطِوالِ المَناكِبِ

وَكُلِّ فَتىً ضَربٍ خُشاشٍ إِذا سَطا

يَرى المَوتَ أَحلى مِن زُلالِ المَشارِبِ

وَفي ذَملانِ العيسِ في كُلِّ مَهمهٍ

بِكُلِّ جَرٍ عاري الاِشاجِعِ شاحِبِ

حَليفِ سُرىً لا يَثلِمُ اللَيلُ عَزمَهُ

إِذا هَمَّ أَلغى حادِثاتِ العَواقِبِ

إِذا نِيَّةٌ أَوفَت بِهِ الشَرقَ طَوَّحَت

بِهِ نِيَّةٌ أُخرى لِأَقصى المَغارِبِ

وَذاكَ قَريعٌ الدَهرِ إِن ماتَ لَم يُلَم

وَإِن عاشَ أَضحى في سِنِّيِ المَراتِبِ

أَقولُ لِطُلّابِ المَعالي تَأَخَّروا

فَقَد طَمَحَت عَنكُم لِأَكرَمِ خاطِبِ

لِأَروَعَ مِن عُليا رَبيعَةَ أُحكِمَت

تَجارِبُهُ مِن قَبلِ حينِ التَجارِبِ

قَعَدتُم وَلَم يَقعُد وَنِمتُم وَلَم يَنَم

يُساوِرُ هَمّاً كَاِضطِرابِ اللَهائِبِ

وَما نالَ هذا المُلكَ حَتّى تَحَطَّمَت

صُدورُ العَوالي في صُدورِ الكَتائِبِ

فَلَولا دِفاعُ اللَهِ عَنكُم بِسَعدِهِ

لِأَصبَحَ نَجدٌ مُضغَةً لِلنَوائِبِ

لَهُ سَطَواتٌ لَو تَنَحَّينَ مَرَّةً

عَلى يَذبُلٍ هَدَّت شِعافَ الشَناخِبِ

سَبَرتُ مُلوكاً قَد رَأَيتُ فِعالَهُم

وَطالَعتُ أَخبارَ المُلوكِ الذَواهِبِ

فَما نَظَرَت عَيني وَلا مَرَّ مِسمَعي

كَعَبدِ العَزيزِ اِبنِ الهُداةِ الأَطايِبِ

بَعيدِ مَرامِ العَزمِ لا مُتَفَيِّئاً

ظِلالَ الهُوَينا لا ولا بِالمُراقِبِ

وَلا عادِلاً عَن مَنهَجِ الحَقِّ يَمنَةً

وَلا يَسرَةً يَبغي حُطامَ المَكاسِبِ

عَفُوٌّ عَنِ الجانينَ حَتّى كَأَنَّهُم

لَدَيهِ كَأَدنى واشِجاتِ الأَقارِبِ

يُريدُ اِئتِلافَ المُلِمينَ وَجَمعُهُم

عَلى مَسلَكِ المُختارِ مِن جَذمِ غالِبِ

وَإِلّا فلا الواني وَلا مُتَبَلِّداً

إِذا طُرِقَت أُمُّ الدُهَيمِ بِحاطِبِ

مَتى هَمَّ أَمضى هَمَّهُ بِفَيالِقٍ

تَسوقُ إِلى الأَعداءِ دُهمَ المَصائِبِ

كَما ساقَها يَوماً أَبها وَقَد طَغَت

وَغُرَّت بِتَسويلِ الأَماني الكَواذِبِ

رَماهُم بِنَجمٍ زَلزَلَت صَعَقاتُهُ

دِيارَ مُغَيدٍ مَع تِهامَ وَمَأرِبِ

بِشِبلِ مُلوكٍ أَرضَعَتهُ ثُدِيُّها

وَمِدرَهِ حَربٍ عُضلَةٍ لِلمُوارِبِ

فَأَضحَوا وَهُم ما بَينَ ثاوٍ مُجَندَلٍ

وَبَينَ أَسيرِ في الحَديدِ وَهارِبِ

فَلا حَسَنٌ أَجدى عَلَيهِم وَلا اِرعَوى

لِغُرِّ الثَنايا وَاضِحاتِ التَرائِبِ

وَلكِنَّهُ وَلّى يَداهُ عَلى الحَشا

لَهُ خَفَقانٌ مِثلُ صَفقِ اللَواعِبِ

يَؤُمُّ رِعاناً جارَ وَبرٍ إِذا دَعا

يُجاوِبُهُ فيها ضُباحُ الثَعالِبِ

يُحاذِرُ ما لاقى مُحمَّدَ إِذ مَضى

وَأَصحابَهُ جَزراً لِحُمرِ المَضارِبِ

وَيَومَ بَني شِهرٍ عَلى العَينِ غودِروا

وَلائِمِ فيهِ لِلوُحوشِ السَواغِبِ

أَضَلَّهُمُ الغَرّارُ لا بَل شَقاؤُهُم

فَصارَ قُصاراهُم عِضاضَ الرَواجِبِ

فَيا مَلِكاً فاقَ المُلوكَ سَماحَةً

وَعَفواً وَإِحساناً إِلى كُلِّ تائِبِ

إِلَيكَ زَبَرتُ النُصحَ لا مُتَبَرِّماً

بِقَولي وَلا أُهدي نَصيحَةَ خالِبِ

إِذا لَجَأَت يَوماً عَدُوَّكَ حاجَةٌ

إِلَيكَ فَلا تَأمَنهُ عِندَ النَوائِبِ

يُريك اِبتِساماً وَهوَ لِلمَكرِ مُبطِنٌ

وَيومي إِلى الأَعدا بِرَمزِ الحَواجِبِ

وَأَنتَ خَبيرٌ بِالذي قَد تَواتَرَت

بِهِ قَبلَنا أَقوالُ أَهلِ التَجارِبِ

وَلكِنَّهُ مَن يَتَّقِ اللَهَ وَحدَهُ

يَجِد فَرَجاً عِندَ اِزدِحامِ الكَرائِبِ

ضَمَمتَ إِلى عَدنانَ قَحطانَ وَالتَقَت

عَلَيكَ قُلوبُ الناسِ مِن كُلِّ جانِبِ

فَما مُسلِمٌ إِلّا يَراكَ إِمامَهُ

سِوى مارِقٍ عَن مَنهَجِ الرُشدِ ناكِبِ

دَعَوتَ إلى الوَحيِ المُقَدَّسِ حاكِماً

بِما فيهِ مِن حَقٍ مُبينٍ وَواجِبِ

وَشَرَّدتَ قَوماً خالَفوهُ فَحُكمُهُم

بِأَوضاعِ كُفرٍ جُزِّئَت في العَواقِبِ

يَقولونَما شِئتُم مِنَ الفِسقِ فَاِفعَلوا

أَوِ الشِركِ بِالّلاطينَ تَحتَ النَصائِبِ

فَإِنَّكُم حُرِّيَةٌ في فِعالِكُم

وَأَقوالِكُم لا تَحذَروا مِن مُعاتِبِ

إِذا ما تَراضى الفاسِقانِ عَلى الخَنا

فَلَن يَخشَيا ما لَم يَكُن بِتَغاصُبِ

فَيا عَجَباً مِن عالِمٍ يَدَّعي الهُدى

يُواليهِمُ مَع فِعلٍ تِلكَ المَثالِبِ

وَهَل أُنزِلَت كُتبٌ وَأُرسِلَ مُرسَلٌ

بِغَيرِ اِفعَلوا أَو فَاِترُكوا بِالتَراتُبِ

فَيا مَن عَلا فَوقَ السَماءِ بِذاتِهِ

وَيَعلَمُ ما تَحتَ الطِباقِ الرَواسِبِ

أَدِم عِزَّ مَن لِلدّينِ كَهفٌ وَلِلدُّنا

وَأَيَّدهُ بِالإِسعادِ يا خَيرَ واهِبِ

وَصَلِّ إِلهي كُلَّما حَنَّ راعِدٌ

وَما ناضَ بَرقٌ في خِلالِ السَحائِبِ

عَلى خَيرِ مَبعوثٍ إِلى خَيرِ أُمَّةٍ

كَذا آلِهِ الأَطهار مَع كُلِّ صاحِبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بلوغ الأماني في شفار القواضب

قصيدة بلوغ الأماني في شفار القواضب لـ محمد بن عثيمين وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن محمد بن عثيمين

محمد بن عبد الله بن عثيمين. شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم) ، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض) ، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي. وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين) ، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.[١]

تعريف محمد بن عثيمين في ويكيبيديا

محمد بن صالح العُثيمين «الوهيبي التميمي» «أبو عبد الله» (9 مارس 1929 - 11 يناير 2001). عالم فقيه ومفسّر، إمام وخطيب وأستاذ جامعي، عضو في هيئة كبار العلماء ومدّرس للعلوم الشرعية وداعية سعودي من مواليد عنيزة في منطقة القصيم. قرأ القرآن الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ؛ فحفظه ثم اتجه إلى طلب العلم وتعلم الخط والحساب وبعض فنون الآداب.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمد بن عثيمين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي