بمن يقيل عثارا بعدك الزمن

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بمن يقيل عثارا بعدك الزمن لـ جعفر الحلي النجفي

اقتباس من قصيدة بمن يقيل عثارا بعدك الزمن لـ جعفر الحلي النجفي

بِمَن يُقيل عثاراً بَعدك الزَمَنُ

وَمِن سِواك عَلى الإِسلام يؤتمنُ

قَد كُنت في بَدن الإِسلام رُوحَ هُدى

وَالرُوح إن تلفت لا يَلبث البَدن

يا شُعلة الطور قَد طارَ الحِمامُ بِها

وَآية النُور عفّى رَسمَها الزَمَن

أَكسدت سوق حَياة المُسلمين فَلا

دين يسام وَلا دُنيا لَها ثَمَن

وَلا صَلاة وَلا بَيتٌ يَحجُّ لَهُ

وَلا كتابَ وَلا فَرضٌ وَلا سِنَن

اليَوم منكَ طَوى الإِسلام قبلته

فَاللَه يَحفظ مِن أَن يُعبدَ الوَثَن

أنَّى تَقوم لدين اللَه قائمةٌ

وَلَيسَ فيها الإِمام السَيد الحَسَن

لا صَح بَعدك جَنبٌ لانَ مضجعُه

وَلا رأَى الصُبحَ طَرفٌ زارَهُ الوَسَن

ما سرت وَحدك في نَعش حُملت بِهِ

بَل أَنتَ وَالعَدل وَالتَوحيد مقترن

حفَّت بكرسيك السامي مَلائِكةٌ

حَفيفها ظاهر وَالشَخص مكتمن

وَأَنت يا آية الكرسي محتمل

عَلى الرِقاب وفي الأيمان محتضن

تَحرَّكوا بِكَ أَرقالاً وَلو عَلموا

أنَّ السَكينة في تابوتهم سَكَنُوا

تابوت طالوت ما كانَت سَكينته

سِواكُمُ لَو وَعاها مَن لَهُ أذن

مُدَّت إِلى نَعشك الأيمانُ قاصرةً

وَمال بِالرقبات الذل وَالوَهَن

أَناملٌ مِنكَ بِالجَدوى مختمةٌ

لَكَ اِرتَقَت وَرقاب طوقُها منن

يا غادياً بِقُلوب لا يعوج بِها

سوى الضَريح الَّذي استوطنته وَطَن

سرِ الهُوينا فَكَم في الحَيِّ أَرملةٌ

حنَّت إِليكَ وَشَيخ شفه الحزن

رفقاً بِأَهليك أَعني الناس كُلِّهمِ

فَهُم يتاماك إِن ساروا وَإِن قَطَنُوا

غذيتَهم بأفاويق الرَشاد كَما

يَغذي الرَضيعَ بِثديي أَمِّه اللَبَن

ضاقَت بِهم سعة الغَبراء حينَ رَأوا

قَبراً بِهِ وَجهك الدريّ مُرتهن

فَهُم بِأَضيق مِن قَبر دفنت بِهِ

كَأَنَّهُم وَهمُ أَحياء قَد دُفِنوا

مَضيت أَطهر مِن ماء السَماء رِداً

إِذ كُلُّ ثَوب مِن الدُنيا بِهِ دَرَن

وَرُحت أَطيب مِن رُوح النَسيم شَذىً

تَندى بنفحتك الأَمصار وَالمُدُن

لا أَبعدتك اللَيالي يا اِبن بَجْدَتِها

وَلا استقلَّ عَن العَليا بِكَ الظعن

قَد كُنت كَالسَيف لَكن هاشميَّ شَباً

يَفلُّ ما طَبعته الهَندُ وَاليَمَن

وَرَأيك الرُمحُ إِن ثقفت صعدتَه

بِهزّةٍ دُقَّ مِنها الأَسمرُ اللَدِن

كَم بت تَسهر وَالإِسلام في سنةٍ

مُطاعناً عَنهُ من لَو أُهملوا طعنوا

وَكَم حميت ثُغور المُسلمين وَهُم

ما بَينَ أَنياب خمص الأَسد لو فطنُوا

قُدت السَلاطين قود الخَيل إِذ جَنَبَت

وَما سوى طاعة الباري لَها رَسَن

لَكَ استقيدوا عَلى كره لَما علموا

بِالسوط أَدبارهم تَدمى إِذا حرَنوا

لا خَوف بَعدك أَمسى في صَدورهم

فَليفعلوا كَيفَ شاءوا إِنَّهُم أَمِنوا

مَن لِلوفود الَّتي تَأتي عَلى ثقة

بِأَن وَاديك فيهِ العارض الهتن

إِلَيكَ قَد يَمموا مِن كُل قاصية

بِالبر وَالبَحر تَجري فيهمُ السُفُن

يُلقون في حيك الزاهي عصيَّهمُ

كَأَنَّهُم بِمَجاني أَهلهم سَكَنُوا

فَينزلون عَلى خصب إِذا نَزَلوا

وَيَظعنون بشكر مِنكَ إِن ظعنوا

فَلا ببذلك ماء الوَجه مبتذلٌ

وَلا بمنِّك تنكيدٌ وَلا منن

كَأن آباء أيتام الوَرى تَرَكوا

لَهم كُنوزاً بِسامراء تختزن

تَسعي إِلَيهم برزق فيهِ ما تَعبوا

كَالعُشب تَتعب في أَرزاقهِ المزن

يا دَهر قد جئت فيها اليَوم قارعة

مِنها تَدكدكت الأَعلام وَالقنن

هَذا الفَناء الَّذي عَم البَرية فال

أحياء مِنّا سواءٌ وَالَّذين فنُوا

قَد كادَت الفتنة العَميا تَحلُّ كَما

بَعد النَبي فَشت بِالملة الفتن

حَتّى أتى النَصُّ أن الدين رتبته

مَوروثة لحسين إِن قَضى الحَسَن

العيلم العلَم العلامة الوَرع ال

حبر الهزبر الخَطيب المصقع اللسن

درت مَنابر أَهل البَيت أن لَهُ

أَمر النِيابة حتم وَهُو مؤتمن

إِلَيهِ دين الهدى ألقى مَقالده

وَإِنَّهُ بِمَقاليد الهُدى قمن

يُسِرُّ أَعماله وَاللَه يُعلنها

فَكان لِلّه مِنهُ السر وَالعَلَن

لَولاه ما كَفكف الإِسلام مدمعه

وَلا رقى لِلمَعالي مَدمع هتن

كَأَنَّما حسنٌ ما بَين أَظهرنا

لَما تبلج مِنهُ المَنظر الحَسن

تَعز يا حجة الإِسلام في خَلف

لِمَن فَقَدناه فيهِ يَطرد الحزن

عليٍّ المتجلي في فَضائله

كَالشَمس أَقلع عَنها العارضُ الدَجِن

هب دوحةَ العلم جُذَّت فَهيَ سالمةٌ

إِذا سمى لِلعُلا مِن أَصلِها غُصن

تَفطَّن العلم من إملاء والده

طفلاً فَأَصبَح وَهوَ الحاذق الفطن

أَومى إِلَيهِ أَبوه حينَ قيل لَهُ

بِمَن يُقيل عثاراً بعدك الزَمَن

شرح ومعاني كلمات قصيدة بمن يقيل عثارا بعدك الزمن

قصيدة بمن يقيل عثارا بعدك الزمن لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن جعفر الحلي النجفي

جعفر الحلي النجفي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي