بنا ننشر الأعلام في شكر هائم
أبيات قصيدة بنا ننشر الأعلام في شكر هائم لـ صالح مجدي
بِنا ننشر الأَعلامَ في شكر هائمِ
بِإِحياء إنصافٍ رَصين الدَعائمِ
وَنَطوي سجلَّ الجور في ظل منصف
لَهُ حظ مَشغوف بِإِسعاف قادم
وَنُثني عَلَيهِ في المحافل بِالَّذي
بِهِ يَتَحلَّى في الثَنا عقدُ ناظم
وَنركض في مَدح الوَزير اِبن جَعفر
بِسابق فكر ما لَهُ مِن مزاحم
هُوَ القسوَرُ اليَعروفُ ناظر عائذ
بِهِ مِن مبيرٍ ناكث العَهد ظالم
ولِم لا وَإِنّ الغَدر لَما تمرّدت
شياطينُه وَاِشتدّ بَأس المقاوم
وَكادَ معاذ اللَه لَولاه يَنتضى
بِيمناه في الهَيجا شفار الصَوارم
وَيقضي عَلى الأَبناء بَعدَ أَبيهمُ
وَيَسقيهم بِالذُل مرّ العلاقم
رَماها بِشهب مِن ثَواقب ذهنه
فَأَودَت بِهِ مِن قبل قطع الغَلاصم
وَردّ الرَدى عَنهُم بِأَقوى عَزيمة
تَقصِّر عَنها ماضِيات العَزائم
وَآمنهم مِن كُل خَوف فَأَنشَدوا
يَعيش لَنا صَدر العُلى وَالمَراحم
يَعيش لَنا فَخري وَموسى وَجعفر
وَناصر دين اللَه نسل الأَكارم
وَيَبقى عَزيزاً صادق الوَعد والد
مبيد أَعادينا مذلّ الضَراغم
وَيَزداد عمران البِلاد بِدَولة
أَبو النَصر تَوفيق بِها خَير قائم
هو الملك المَنعوت بالصدق وَالوَفا
وَبِالعَدل وَالتَقوى وَبَث المَكارم
هوَ الراشد المهديّ وَالمرشد الَّذي
لمصر غَدا في الكَون أَعدَل حاكم
هُوَ الطاهر البرّ الرؤف محمد
مجير الرَعايا مِن تجبّر غاشم
هو العلم الفرد الَّذي حبُّه ثَوى
بِأَفئدة مِن عربها وَالأَعاجم
وَنُظّارُه الأَنجاب أَكرَمُ فتية
أَقاموا منار العَدل بَينَ العَوالم
وَحلّوا صِعاب المشكلات بهمة
بِها خف عَن مصرٍ ثَقيلُ الجَسائم
فمنهم رياض وافر الحَزم ماهر
يَجود بِرأي للرشاد ملازم
وَيَمحو بتقدير العَزيز عَن الوَرى
عَلى الفَور ما قَد أَحدثوا مِن مغارم
فنعم الرئيس العادل الكافل الَّذي
يَذود عَن الأَوطان كُلَّ مخاصم
وَمنهم عَليّ بن المبارك وَهو في
مَنافعه للقطر أَصدَق خادم
يَسوق إِلى ريّ الأَراضي بحكمة
مِن النيل ما فيهِ جَميع المَغانم
وَمِنهم عليّ للمعارف دائِماً
يدبِّرها بِالجدّ تدبير عالم
وَينشرها في كل واد بفطنة
وَعزم لَهُ يَنقاد إِدراك جازم
وَمِنهم وَزير الخارجية مصطفى
يردّ بحسن الفهم زحف القَشاعم
وَيحمي حِمى اللاجين في كل مُعضلٍ
بحسن علاقات وَيقظةِ فاهم
وَمِنهم أَبو الإقبال سامي وَقَد حَوى
شَهامةَ مَعْنٍ في سَماحة حاتم
وَساس الجُنود الداورية وَاِهتَدى
لإصلاح أَوقاف بإقدام حازم
وَمِنهم وَزير الحكم ذُو الفَخر من لَهُ
مَناقب لا تُحصى بِأَسفار راقم
سَليل المَعالي من يقرّ بفضله
مِن الناس أَرباب الحجا وَالمَلاحم
وَمَن يَشهد الأَعدا له بامتيازه
عَلى لابسي تيجانها وَالعَمائم
فَكلهمُ في مصر حَول عَزيزنا
كَواكب سَعد في سَماء العَظائم
فَيا أَيُّها الصَدر الَّذي سيفُ عَدله
تَزول بِهِ هامات أَهل الجَرائم
وَيا مَن لَهُ في كُل خَطب صَرامة
تَلين بِها مستصعبات الشَكائم
بحقك بلِّغهم مَدائحَ مخلصٍ
يُترجم فيها عَن ضَمير المَحاكم
وَيُثني عَلَيهم لا لشيء يَرومه
مَدى الدَهر مِنهم غَير رَدّ المَظالم
فلا زلت في الأَمصار مَعهم مؤيداً
بِنَصر لِتَوفيق مِن اللَه دائم
شرح ومعاني كلمات قصيدة بنا ننشر الأعلام في شكر هائم
قصيدة بنا ننشر الأعلام في شكر هائم لـ صالح مجدي وعدد أبياتها أربعون.
عن صالح مجدي
محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية. وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ. وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط) ، و (ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب