بنفسي مكحول الجفون رماني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بنفسي مكحول الجفون رماني لـ الستالي

اقتباس من قصيدة بنفسي مكحول الجفون رماني لـ الستالي

بنفسي مكحُول الجفون رماني

بسهمين في الألباب يحتكمان

ورقرقن لي في السقم عينيْ جَدايةٍ

بقلبي وجسمي منهما سقَمان

وأبدرنَ بدراً تحت ليل ذوائب

لستِ ليال بعدهن ثمان

واسفرن عن خدين حازا عبادتي

كأنهما لي في الهَوى صَنَمان

واوضحن لي من بين بَرقَ عوارض

لَهاتا فمٍ ريقاهما شَبِمان

وهزَّ قضيباً في مروط يقلّها

بدْعصي نقي زانتهما قدمان

يخيل بحسناهُ على فَرطِ حُسنه

يُماطل في دين الهوى ويماني

وليل طويل بتّهُ بصبابةٍ

وفكرٍ عن النوم الَّلذيذ حَماني

وعينين منه اعتلَّتا فاستهلَّتا

بدَمعتين في الخدين ينسجمانِ

أرى الليَّل فيه والنهارَ تعاونا

عليّ بطول الهم فاقتسماني

لحسرة يومي منه مع طول ليلتي

لهيبانِ في الأحشاء يَضطْرمانِ

ولم أرَ من خليَّ في الحبّ مُسعداً

على بعضِ ما ألقى فقد ظلَماني

يلومانِ في نادي الهَوى ولو أَنني

أبثُّهما سرَّ الهَوى كتماني

كتمتُ سقاميَّ الّلذين إذا بدا

نحولٌ ودمعٌ ليس يكتتمانِ

كما ليس نخفي فضل ذهل ويعربٍ

وذانكم المجدان والكرمانِ

جوادانِ معلومان بالفضل والنّهيَ

كأنهما بين الورى عَلَمَانِ

ترى في سَنى وجهيهما من بشاشةٍ

مزيدَ بهاء حين يبتسمانِ

مُجدّان في كَسبَ المكارم والعُلى

على شرف الأخلاق مُعتزمانِ

كأَنهما في كل يوم كريهةٍ

لدى الرّوع ليثا غابةِ لحمانِ

وقد أمن المهوفُ في عرصتيهما

كأنهما من منعة حَرَمانِ

وقد الفا بسط اليدين كأنّما

أُقيما لأرزاق الورى بضمانِ

لنفسيهما في فعل كل فضيلةٍ

ضميرا وفاء ليس يُتَّهمانِ

لكفيهما التّقبيلُ من كل ناطقٍ

كأنّهما رُكنان مُستَلمانِ

وسيفان في يوم يثجان من دمٍ

ويوم يمجّان النّدى قلَمانِ

بهذين طورا ينعمان وتارةً

بذينك بالأعداء ينتقمانِ

بفضلين من ذهل ويعرب قد علا

على كل مصرٍ فضل مصر عُمانِ

وإنَّ زماناً فيه ذهل ويعرب

هما سيّدا أهليه خيرُ زمانِ

قد احتبيا في مجد عمرو بن عامرٍ

ببيتي علاء ليس ينهدمانِ

يميناً بذهل مع يمين بيعربِ

وانهما من حالفٍ قسمانِ

لقد أوجبا حباً عليَّ وحبَّبا

إلي من السّادات كُلَّ يماني

هما كَفياني عُسرتي وتكفلا

لرزقي من اقتاره بأمانِ

وكم يمَّمْت نفسي رجاء اليهما

فما بخسا حظّي ولا حرماني

واكثرت زلاّتي فما اكترثا بها

واترت حاجاتي فما سئماني

هما سيدايَ لاعدمت رضاهما

وأرضيهما إن قلت لاعدماني

لأنّي أنا المثني بفضل عُلاهما

وانهما للحمد مغتنمانِ

فعمّرتما من سيدين وعشتما

وشملاكما بالعزّ ملتئمانِ

ولا زلتما في غبطة وسلامةٍ

وحسن سعادات ونيل أَماني

ودونكماها للمعالي قلادةً

مفصلة من عسجد وجُمانِ

ترى كل مصراعيْ عَروض وضَربها

كأنّهما عقدان منتظمانِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بنفسي مكحول الجفون رماني

قصيدة بنفسي مكحول الجفون رماني لـ الستالي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن الستالي

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده (ستال) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم والأدب الكثير. نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الدين ومبادئ العربية، حتى لمع نجمه وشاعت براعته في الشعر وتشوق الناس إلى لقائه. عندها انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال العلم والأدب ولا سيما (سمد) التي فتحت أبوابها لطلاب العلم والأدب في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني. يمتاز شعره بالجودة، والنباغة وقوة الألفاظ والمعاني. (له ديوان - ط)[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي