بنفسي نفوس بين زمزم والحجر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بنفسي نفوس بين زمزم والحجر لـ الصنوبري

اقتباس من قصيدة بنفسي نفوس بين زمزم والحجر لـ الصنوبري

بنفسي نفوس بين زمزم والحجر

تولت فوافاها الردى وهي لا تدري

نفوسٌ مَضَتْ أوْحَى مضيٍّ وغادرتْ

نفوسَ بني الدنيا سَكارى بلا سُكْر

عجبتُ لقلبٍ ما تَصَدَّع حَسْرَةً

ولو كان صخراً أو أَشدَّ من الصخر

سلامٌ على إِخوانِ بِرٍّ مذ انقضت

أُخُوَّتُهُمْ قُلْنَا سلامٌ على البِرِّ

أتَوْا يقطعونَ البدوَ والحضْرَ رغبةً

إلى خيرِ بيتٍ حلَّ في البدو والحَضْر

سَرَوْا وَسَرَتْ أيدي المنايا إِليهمُ

ففازوا لَدُنْ فازوا بأجرٍ على أَجر

رأوا حجَّهُمْ حَجّاً وغزواً فلم تَطِبْ

نفوسُهُم عن كَسْبِ ذُخْرَينِ في ذُخْرِ

بلى وقفوا للضَّرْبِ والطَّعْنِ موقفاً

كأنهمُ فيه وقوفٌ على الجمر

دموعهمُ تجري خشوعاً وخشية

دماءَ غدا من هَوْلها البرُّ كالبحر

فأكْرِمْ بهمْ والموتُ فوقَ رؤوسهمْ

يلوذونَ خَوْفَ الموتِ بالباب والسِّتر

أبى لهمُ إِحرامهمْ لبسَ جُنَّةٍ

فلم يلبسوا شيئاً سوى جُنَّةِ الصَّبرِ

وأَعْجِبْ لهمْ إِذ يُنحرونَ كأنَّهمْ

هديُّهُمُ أيام تُهْدى إلى النَّحر

رفاقٌ أقاموا لا تُشَدُّ لغيرهمْ

رحالٌ ووفدٌ لا يؤوبُ إلى الحشر

غَدَتْ أُزُرُ الإحْرام بيضاً إِليهمُ

فراحوا إلى الأجداثِ في أُزُرٍ حُمْر

وما غُسِلوا بالماءِ بل بدمائهمْ

وما حُنِّطوا إِلا منْ التُّرْبِ لا العطر

فأعْظِمْ به رزءاً ولو كانَ عُشْرَ ما

رُزِئْناه منهمْ من فَراشٍ ومن ذَرِّ

حوى جُلَّهُمْ قبرٌ من الأرض واحدٌ

فيا خيرَ محبُوبِينَ في خيرِ ما قبر

أُلوفٌ من الشبّانِ والشيب ضمَّهُمْ

قَلِيبٌ قريبُالجانبين من القَعْر

فلم أَرَ مَقْبُورِينَ أكثرَ منهمُ

وليس لهمْ قبرٌ يُعَدُّ سوى قَبْر

وما إن هَوَوْا في هُوَّةٍ بل تسابقوا

إلى رَبْوَةٍ خضراءَ بين ربىً خُضْر

إلى جَنَّةٍ زهراءَ تزدادُ زهرةً

بما واجهتْ منهمْ من الأوجِهِ الزُّهْر

أَحُجَّاجَنا ما لي أرى السَّفْرَ آيباً

ولست أراكم آيبينَ معَ السفر

أجاورتمُ البيتَ العتيقَ فحبَّذا

جواركمُ الباقي إلى آخرِ الدهر

جوارُ حجيجٍ لا طوافَ عليهمُ

ولا سَعْيَ في ميقاتِ ليلٍ ولا فجر

وقالوا الأسى مما يُسلِّيك عنهمُ

وأين الأُسى حتى تُسَلِّيَ أو تُغْري

لقد ذُعِروا في حيثُ للطيرِ مأمنٌ

وفي حيثُ لا تَخْشَى الوحوشُ من الذُّعْر

فيا لبَني الإسلامِ كم من سعادةٍ

حَوَوْها بأيدي الأشقياءِ بني الكفر

بأيدي ذوي غدرٍ وغيٍّ كأنني

بأرواحهمْ في قبضةِ الغيِّ والغدر

بهائمُ لم تألفْ سجوداً جباهُهُمْ

ولا ألفوا بَسْطَ الأكفِّ إلى الطُّهر

ولا مرَّ ذكرُ الصَّوْمِ بين بيوتِهِمْ

ولا خاضَ في سمعٍ ولا جالَ في صَدْر

ولا كان حجُّ البيتِ مما تسربلوا

إليه أهاويلَ المهامهِ والقفر

بلى إن حججناه غَزَوْهُ فويلهم

لقد حُمِّلوا وزراً ثقيلاً من الوزرِ

رأوا ما رأوا من نهبهِ مغنماً لهم

وما هو إلا مَغْرَمٌ ليبس بالنزر

وظنُّوا الذي فازوا به أَنّهُ الغنى

وواللهِ ما فازوا بشيءٍ سوى الفقر

فيا ربِّ لا تُمْهِلْ عدوِّك وارْمِهِ

بقاصمةِ الأعناقِ قاصمةِ الظَّهر

ويا ربِّ خُذْ منهمْ لدينك ثأرَهُ

فقد وَتَروهُ مستهينين بالوِتر

إلهي أَعِدْ أيامَ عادٍ عليهمُ

ويوماً كيومَيْ أهلِ مدينَ والحِجْر

وأيِّد أميرَ المؤمنينَ وسيفَهُ

بنصرٍ كما عوَّدتَ يا خالقَ النصر

شرح ومعاني كلمات قصيدة بنفسي نفوس بين زمزم والحجر

قصيدة بنفسي نفوس بين زمزم والحجر لـ الصنوبري وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن الصنوبري

أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي أبو بكر. شاعر اقتصر في أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار. وكان ممن يحضر مجالس سيف الدولة تنقل بين حلب ودمشق وجمع الصولي ديوانه في نحو 200ورقه وجمع الشيخ محمد راغب الطباخ ما وجده من شعره في كتاب سماه (الروضيات -ط) صغير. وفي كتاب (الديارات -ط) للشابشتي زيادات على ما في الروضيات[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي