بهاء الملك من هذا البهاء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بهاء الملك من هذا البهاء لـ الشريف الرضي

اقتباس من قصيدة بهاء الملك من هذا البهاء لـ الشريف الرضي

بَهاءُ المُلكِ مِن هَذا البَهاءِ

وَضَوءُ المَجدِ مِن هَذا الضِياءِ

وَما يَعلو عَلى قُلَلِ المَعالي

أَحَقُّ مِنَ المُعَرِّقِ في العَلاءِ

وَلا تَعنُ الرُعاةُ لِذي حُسامٍ

إِذا ما لَم يَكُن راعي رُعاءِ

وَما اِنتَظَمَ المَمالِكَ مِثلُ ماضٍ

يَتِمُّ لَهُ القَضاءُ عَلى القَضاءِ

إِذا اِبتَدَرَ الرِهانَ مُبادِروهُ

تَمَطَّرَ دونَهُم يَومَ الجَزاءِ

وَإِن طَلَبَ النَدى خَرَجَت يَداهُ

خُروجَ الوَدقِ مِن خَلَلِ الغَماءِ

حَذارِ إِذا تَلَفَّعَ ثَوبَ نَقعٍ

حَذارِ إِذا تَعَمَّمَ بِاللِواءِ

حَذارِ مِنِ اِبنِ غَيطَلَةٍ مُدِلٍّ

يَسُدُّ مَطالِعَ البيدِ القَواءِ

إِذا أَلقى عَلى لَهَواتِ ثَغرٍ

يَدَي غَضبانَ مَرهوبِ الرُواءِ

تَمُرُّ قَعاقِعُ الرِزينِ مِنهُ

كَمَعمَعَةِ اللَهيبِ مِنَ الأَباءِ

وَمِطراقٍ عَلى اللَحَظاتِ صِلٍّ

مَريضِ الناظِرَينِ مِنَ الحَياءِ

تَنَكَّسَ كَالأَميمِ فَإِن تَسامى

مَضى كَالسَهمِ شَذَّ عَنِ الرِماءِ

وَما يُنجي اللَديغَ بِهِ تَداوٍ

وَقَد أَمسى بِداءٍ أَيِّ داءِ

وَلا قُضُبُ الرِجالِ الصيدِ فَضلاً

عَنِ الأَصواتِ في حَليِ النِساءِ

وَيَومُ وَغىً عَلى الأَعداءِ هَولٌ

تُمازُ بِهِ السِراعُ مِنَ البِطاءِ

رَمَيتُ فُروجَهُ حَتّى تَفَرّى

بِأَيدي الجُردِ وَالأَسَلِ الظِماءِ

فَمِن غُلبٍ كَأَنَّهُمُ أُسودٌ

عَلى قُبٍّ ضَوامِرَ كَالظِباءِ

وَمِن بيضٍ كَأَنَّ مُجَرِّديها

يُمِرّونَ الأَكُفَّ عَلى الأَضاءِ

نَواحِلَ لَم يَدَع ضَربُ الهَوادي

بِها أَبَداً مَكاناً لِلجُلاءِ

وَمِن هاوٍ تَرَنَّحَ في العَوالي

وَعارٍ قَد أَقامَ عَلى العَراءِ

وَآخَرَ مالَ كَالنَشوانِ مالَت

بِهامَتِهِ شَآبيبُ الطِلاءِ

وَعُدتُ وَقَد خَبَأتُ الحَربَ عَنهُ

إِلى سِلمِ الرَغائِبِ وَالعَطاءِ

فَيَومٌ لِلمَكارِمِ وَالعَطايا

وَيَومٌ لِلحَمِيَّةِ وَالإِباءِ

تَقودُ الخَيلَ أَرشَقَ مِن قَناها

شَوازِبَ كَالقِداحِ مِنَ السَراءِ

بِغاراتٍ كَوَلغِ الذِئبِ تَترى

عَلى الأَعداءِ بَيِّنَةِ العَداءِ

عَزائِمُ كَالرِياحِ مَرَرنَ رَهواً

عَلى الأَقطارِ مِن دانٍ وَناءِ

وَقَلبٌ كَالشُجاعِ يَسورُ عَزماً

وَيَجذِبُ بِالعُلى جَذبَ الرَشاءِ

وَكَفٌّ كَالغَمامِ يَفيضُ حَتّى

يَعُمُّ الأَرضَ مِن كَلَإٍ وَماءِ

وَوَجهٌ ماجَ ماءُ الحُسنِ فيهِ

وَلاحَ عَلَيهِ عُنوانُ الوَضاءِ

يُشارِكُ في السَنى قَمَرَ الدَياجي

وَيَفضُلُهُ بِزائِدَةِ السَناءِ

وَمُعتَلِجِ الجَلالِ نَزَعتَ عَنهُ

عَلى عَجَلٍ رِداءَ الكِبرِياءِ

فَأَصبَحَ خارِجاً مِن كُلِّ عِزٍّ

خُروجَ العودِ بُزَّ مِنَ اللِحاءِ

وَحُزتَ جِمامَ نِعمَتِهِ وَكانَت

غِماراً لا تُكَدَّرُ بِالدِلاءِ

بِرَأيٍ ثُقِفَ الإِقبالُ مِنهُ

فَأَقدَمَ كَالسِنانِ إِلى اللِقاءِ

إِذا أَشِرَ القَريبُ عَلَيكَ فَاِقطَع

بِحَدِّ السَيفِ قُربى الأَقرِباءِ

وَكُن إِن عَقَّكَ القُرَباءُ مِمَّن

يَميلُ عَلى الأُخوَّةِ لِلإِخاءِ

فَرُبَّ أَخٍ خَليقٍ بِالتَقالي

وَمُغتَرِبٍ جَديرٍ بِالصَفاءِ

وَلا تُدنِ الحَسودَ فَذاكَ عُرٌّ

مَضيضٌ لا يُعالَجُ بِالهِناءِ

كَفاكَ نَوائِبَ الأَيّامِ كافٍ

طَريرُ العَزمِ مَشحوذُ المَضاءِ

أَمينُ الغَيبِ لا يوكى حَشاهُ

لِآمِنِهِ عَلى الداءِ العَياءِ

أَقامَ يُنازِلُ الأَبطالَ حَتّى

تَفَلَّلَ كُلُّ مَشهورِ المَضاءِ

إِزاءَ الحَربِ يَعتَنِقُ العَوالي

وَيَغتَبِقُ النَجيعَ مِنَ الدَماءِ

إِذا ما قيلَ مَلَّ رَأَيتَ مِنهُ

نَوازِعَ تَشرَئِبُّ إِلى اللِقاءِ

فَجَرِّبني تَجِدني سَيفَ عَزمٍ

يُصَمِّمُ غَربَهُ وَزِنادَ راءِ

وَأَسمَرَ شارِعاً في كُلِّ نَحرٍ

شُروعَ الصَلِّ في يَنبوعِ ماءِ

إِذا عَلِقَت يَداكَ بِهِ حِفاظاً

مَلَأتَ يَدَيكَ مِن كَنزِ العَناءِ

يُعاطيكَ الصَوابَ بِلا نِفاقٍ

وَيَمحَضُكَ السَدادَ بِلا رِياءِ

جَريٌّ يَومَ تَبعَثُهُ لِحَربٍ

وَقورٌ يَومَ تَبحَثُهُ لِراءِ

إِذا كانَ الكُفاةُ لِذا عَبيداً

فَذا كافي الكُفاةِ بِلا مِراءِ

بَهاءَ الدَولَةِ المَنصورَ إِنّي

دَعَوتُكَ بَعدَ لَأيٍ مِن دُعائي

وَكُنتُ أَظُنُّ أَنَّ غِناكَ يَسري

إِلَيَّ بِما تَبَيَّنَ مِن غِناءِ

فَلِم أَنا كَالغَريبِ وَراءَ قَومٍ

لَوِ اِختُبِروا لَقَد كانوا وَرائي

بَعيدٌ عَن حِماكَ وَلي حُقوقٌ

قَواضٍ أَن يَطولَ بِهِ ثَوائي

أَأَبلى ثُمَّ يَبدو بِاِصطِناعي

كَفاني ما تَقَدَّمَ مِن بَلائي

وَذَبّي عَن حِمى بَغدادَ قِدماً

بِفَضلِ العَزمِ وَالنَفسِ العِصاءِ

غَداةَ أَظَلَّتِ الأَقطارُ مِنها

مُضَرَّجَةً تَبَزَّلُ بِالدِماءِ

دُخانٌ تَلهَبُ الهَبَواتُ مِنهُ

مَدى بَينَ البَسيطَةِ وَالسَماءِ

صَبَرتُ النَفسَ ثُمَّ عَلى المَنايا

إِلى أَقصى الثَميلَةِ وَالذَماءِ

رَجاءً أَن تَفوزَ قِداحُ ظَنّي

وَتَلوي بِالنَجاحِ قُوى رَجائي

وَلي حَقٌّ عَلَيكَ فَذاكَ جِدّي

قَديمٌ في رِضاكَ وَذا ثَنائي

وَمِن شِيَمِ المُلوكِ عَلى اللَيالي

مُجازاةُ الوَليِّ عَلى الوَلاءِ

سَيَبلو مِنكَ هَذا الصَومُ خِرقاً

رَحيبَ الباعِ فَضفاضَ الرِداءِ

تَصومُ فَلا تَسومُ عَنِ العَطايا

وَعَن بَذلِ الرَغائِبِ وَالحِباءِ

أَلا فَاِسعَد بِهِ وَبِكُلِّ يَومٍ

يُفَوِّقُهُ الصَباحُ إِلى المَساءِ

وَدُم أَبَدَ الزَمانِ فَأَنتَ أَولى

بَني الدُنيا بِعارِيَةِ البَقاءِ

عَلَيَّ الجَدُّ مُقتَرِبَ الأَماني

عَزيزَ الجارِ مَطروقَ الفِناءِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بهاء الملك من هذا البهاء

قصيدة بهاء الملك من هذا البهاء لـ الشريف الرضي وعدد أبياتها ستة و ستون.

عن الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ. له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل. توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.[١]

تعريف الشريف الرضي في ويكيبيديا

أبو الحسن، السيد محمد بن الحسين بن موسى، ويلقب بالشريف الرضي (359 هـ - 406 هـ / 969 - 1015م) هو الرضي العلوي الحسيني الموسوي. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيباً للطالبيين حتى وفاته، وهو الذي جمع كتاب نهج البلاغة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف الرضي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي