به منك ما أجرى الدموع وما شفا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة به منك ما أجرى الدموع وما شفا لـ محمد توفيق علي

اقتباس من قصيدة به منك ما أجرى الدموع وما شفا لـ محمد توفيق علي

بِهِ مِنكِ ما أَجرى الدُموعَ وَما شَفّا

فَتىً عادَ روحاً جِسمُهُ في الهَوى ضَعفا

يَظَلُّ رَزينَ الحِلمِ كَالطَودِ راسِيا

فَإِن لاحَ بَرقٌ أَو زَقا طائِرٌ خَفّا

إِذا ناحَ أَنساكِ الحَمامَ وَإِن شَدا

بِذِكراكِ أَخزى النايَ وَالعودَ وَالدُفّا

سَقى جَفنُهُ في البُعدِ أَمحَلَ دارَةٍ

فَأَنبَتَها الزَهرَ الجَنِيَّ وَما جَفّا

يُعَذِّبُهُ بُعدُ الحَبيبِ فَإِن دَنا

بِهِ وَطَرٌ يُزري بِشيمَتِهِ عَفّا

يَخافُ عَلَى عَينَيكِ مِن سَهَرِ الدُجى

وَأَن تَفتَحي سِفراً وَأَن تَكتُبي حَرفا

فَما خُلِقَت عَيناكِ لِلعِلمِ وَحده

وَلَكِن لِسِرٍّ عَن ذَكائِك لا يخفى

كَفاكِ عَرَفنا أَنَّ في الشَرقِ غادَةً

إِذا كَتَبَت سالَت عَلَى طِرسِها ظَرفا

مَزَجتِ لَنا كَأسَ الجَمالِ بِحِكمَةٍ

وَعِلمٍ وَشِعرٍ فَاِحتَسَينا الهَوى صِرفا

وَحَلَّقتِ في جَوِّ البهاءِ فَلَم تَعُد

نَرى مِنكِ إِلّا كَوكَباً يحسِرُ الطَرقا

إِذا زارَ أَقطارَ السَماءِ تَهَلَّلَت

لِرُؤيَتِهِ الأَقمارُ وَاِنتَظَمَت صَفّا

وَأَقبَلَ وَفدٌ مِن مَلائِكَةِ العُلا

يطيفُ بِهِ حُبّاً وَيَرنو لَهُ عَطفا

وَرُحنَ لَهُ حورُ الخُلودِ سَوافِرا

فَأَوجَعنَهُ ضَمّاً وَأَظمَأنَهُ رَشفا

وَحَيّاهُ رَبُّ العالَمينَ بِنورِهِ

فَزادَ السَنا إِذ كانَ تَمَّمَهُ ضِعفا

بِنَفسِيَ مَن لا يُثمِرُ الحُبُّ عِندَها

وَلا تَرتَضي إِلّا مَحاسِنَها إِلفا

وَما ذَكَرَتني لَحظَةً في حَياتِها

وَأَذكُرُها في لَحظَةٍ تَنقَضي أَلفا

يَهيجُ شُجوني نَفحَةٌ مِن دَلالِها

وَتَعصِفُ بي أَرواحُ هجرانِها عَصفا

وَيلوي بِعودي في الشَبيبَةِ بُعدُها

وَيَعصرُني عَصراً وَيَقصِفُني قَصفا

تُحَمِّلُني وَحدي دَمي في غَرامِها

وَلَولا الهَوى حَمَّلتُها مِن دَمي النِصفا

فَإِنَّ جَمالَ الرَوضِ يَدعو لِنَفسِهِ

إِذا مَلَأَ الأَرجاءَ عاطِرُهُ عَرفا

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَعيشُ مُعَذَّباً

وَقَد حَفَّ بي مِن ناعِمِ العَيشِ ما حَفّا

فَحَولي جَوقٌ صادِحٌ مِن بَلابِل

وَأَلوانُ وَردٍ ضاحِكٍ بِالنَدى رَفّا

وَلِلرَوضِ نَفحٌ بِالعَبيرِ وَمَنظَرٌ

يَروقُ مَن اِستَجلى وَيَشفي مَن اِستَشفى

وَهَل جَوُّ مِصرٍ غَيرُ صَفوٍ مخَيِّم

وَإِن كانَ قَلبي مِنهُ في هَجرِكُم أَصفى

وِما النيلُ إِلا النيلُ في كُلِّ مَشرع

سِوى أَنَّ دَمعي مِنهُ في بُعدِكُم أَوفي

هُنا الجَوُّ صافٍ لِلعِناقِ هُنا الهَوى

سُلافٌ هُنا ما حُسنُهُ يُعجِزُ الوَصفا

شرح ومعاني كلمات قصيدة به منك ما أجرى الدموع وما شفا

قصيدة به منك ما أجرى الدموع وما شفا لـ محمد توفيق علي وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن محمد توفيق علي

محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي. شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي. نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب. ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف. في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته: شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي