بوأت رحلي في المراد المبقل
أبيات قصيدة بوأت رحلي في المراد المبقل لـ أبو تمام
بَوَّأتُ رَحلي في المَرادِ المُبقِلِ
فَرَتَعتُ في إِثرِ الغَمامِ المُسبِلِ
مَن مُبلِغٌ أَفناءَ يَعرُبَ كُلَّها
أَنّي اِبتَنَيتُ الجارَ قَبلَ المَنزِلِ
وَأَخَذتُ بِالطِوَلِ الَّذي لَم يَنصَرِم
ثِنياهُ وَالعَقدُ الَّذي لَم يُحلَلِ
هَتَكَ الظَلامَ أَبو الوَليدِ بِغُرَّةٍ
فَتَحَت لَنا بابَ الرَجاءِ المُقفَلِ
بِأَتَمَّ مِن قَمَرِ السَماءِ وَإِن بَدا
بَدراً وَأَحسَنَ في العُيونِ وَأَجمَلِ
وَأَجَلَّ مِن قُسٍّ إِذا اِستَنطَقتَهُ
رَأياً وَأَلطَفَ في الأُمورِ وَأَجزَلِ
شَرخٌ مِنَ الشَرَفِ المُنيفِ يَهُزُّهُ
هَزَّ الصَفيحَةِ شَرخُ عُمرٍ مُقبِلِ
فَاِسلَم لِجِدَّةِ سُؤدُدٍ مُستَقبَلٍ
أُنُفٍ وَبُردِ شَبيبَةٍ مُستَقبَلِ
كَم أَدَّتِ الأَيّامُ مِن حَدَثٍ كَفَت
أَيّامُهُ حَدَثَ الزَمانِ المُعضِلِ
لِلمَحلِ يَكشِفُهُ وَلَم يَبعَل بِهِ
وَالثِقلُ يَحمِلُهُ وَلَيسَ بِمُثقَلِ
وَالخَطبُ أُمَّت مِنكَ أُمُّ دِماغِهِ
بِالقُلَّبِ الماضي الجَنانِ الحُوَّلِ
وَمَقامَةٍ نَبلُ الكَلامِ سِلاحُها
لِلقَولِ فيها غَمرَةٌ لا تَنجَلي
قَولٌ تَظَلُّ مُتونُهُ مُنهَلَّةً
سَمَّينِ بَينَ مُقَشَّبٍ وَمُثَمَّلِ
فَرَّجتَ ظُلمَتَها بِخُطبَةِ فَيصَلٍ
مَثَلٌ لَها في الرَوعِ طَعنَةُ فَيصَلِ
جُمِعَت لَنا فِرَقُ الأَماني مِنكُمُ
بِأَبَرَّ مِن روحِ الحَياةِ وَأَوصَلِ
فَصَنيعَةٌ في يَومِها وَصَنيعَةٌ
قَد أَحوَلَت وَصَنيعَةٌ لَم تُحوِلِ
كَالمُزنِ مِن ماضي الرَبابِ وَمُقبلٍ
مُتَنَظَّرٍ وَمُخَيِّمٍ مُتَهَلِّلِ
لي حُرمَةٌ والَت عَلَيَّ سِجالَكُم
وَالماءُ رِزقُ جِمامِهِ لِلأَوَّلِ
إِن يَعجَبِ الأَقوامُ أَنّي عِندَكُم
مِن دونِ ذي رَحِمٍ بِها مُتَوَصِّلِ
فَبَنو أُمَيَّةٍ الفَرَزدَقُ صِنوُهُم
نَسَباً وَكانَ وِدادُهُم في الأَخطَلِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة بوأت رحلي في المراد المبقل
قصيدة بوأت رحلي في المراد المبقل لـ أبو تمام وعدد أبياتها عشرون.
عن أبو تمام
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.[١]
تعريف أبو تمام في ويكيبيديا
أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 803-845م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء». في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ أَبو تَمّام - ويكيبيديا