بيروت روح له لبنان جثمان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بيروت روح له لبنان جثمان لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة بيروت روح له لبنان جثمان لـ جميل صدقي الزهاوي

بيروت روح له لبنان جثمانُ

فليحي للمجد بيروت ولبنانُ

بيروت نسر له لبنان أَجنحةٌ

لبنان عين لها بيروت إنسان

بيروت بيت له لبنان أَعمدة

بيروت صرح له لبنان أَركان

أَبناء بيروت أسد في مرابضها

وَأَهل لبنان في الأطواد عقبان

لبنان صدر من الآكام أَضلعه

بيروت قلب له في الصدر إِرنان

كلاهما وطن للقوم مشترك

كلاهما بلد بالفضل مزدان

كلا الشقيقين معتز بصاحبه

وَفيهما القوم أَصحاب وأخدان

لي فيك يا بلداً حراً نزلت به

بالخل خل وَبالندمان ندمان

قوم لهم من خلال الحمد أَوفرها

وَفي الذكاء على الأقران رجحان

الحزب للحزب لا ينسى تواضعه

كَما تواضعُ للأَقران أَقران

قوم قد اِتحدت للحق وجهتهم

فَلا تفرق بين القوم أَديان

عاشَ النصارى به والمسلمون معاً

وَقَد تصافح إنجيل وقرآن

وَلَيسَ من فئة حيف على فئة

وَلا عَلى هابط ظلم وعدوان

ولا تفرق يخشى بعد وحدتهم

حتى تفرق أَرواح وأَبدان

أَما البلاد فأدنى ما رأَيت بها

حضارة ملأت عيني وعمران

لبنان أم على الأبناء مشفقة

وَأَهل لبنان في لبنان إخوان

إني لأشكر فضل القوم يكرمني

لَو كانَ يوفي حقوق الفضل شكران

اليوم يا نفس لا بغداد منك كما

كانَت وَلا أَهل بغداد كَما كانوا

الناس للمال في بغداد قد عبدوا

كأَنَّما المال في بغداد أَوثان

يبغي القوي افتراساً للضعيف بها

وَهَكَذا الناس ذؤبان وحملان

تلقى على الشر أَعواناً قد اتفقوا

وَما على الخير في بغداد أَعوان

كل امرئ مضمر فتكاً بصاحبه

يَوماً فلا يرحم الإنسان إنسان

إن يكثر الجهل في أَبناء مملكة

تكثر هنالك أَحقاد وأَضغان

ألا شباباً أولى عزم ومعرفة

فَهؤلاء لفجر المجد عنوان

من كان حراً فَلا يرضى بذلته

وَلا على الضيم تغضي منه أَجفان

وإن بغداد فيها أُمَّة صدقوا

وإن بغداد فيها أُمَّة مانوا

الغرب والشرق حتى اليوم ما اِستويا

هَذا نَشيط وَهَذا بعد كسلان

يَفوز من كانَ ذا عزم بمطلبه

أَما نصيب الكسالى فهو حرمان

تغيَّرت بعد حرب ثار ثائرها

على البسيطة أَقوام وَبلدان

الناس في الغرب بعد الحرب قد سعدوا

وَالناس في الشرق بعد الحرب قد هانوا

وَالشرق أَكثره للحق مهتضم

وَالغرب أَكثره للحق مذعان

وَما الحروب بأَطماع كما زعموا

بل الحروب انقلابات وأَكوان

لا تَرتَقي أُمَّة حتى يَكون لَها

يوماً على سيِّئ العادات عصيان

حللت بالأَمس بستاناً فأَفرحني

وَخير ما يفرح الإنسان بستان

حيث البلابل قد كانَت مغردة

وكانَ يطربني منهن أَلحان

إن البلابل بالأدواح مولعة

وَزينة الدوح أَوراق وأَفنان

من موقظات شجوناً فيّ راقدة

وإنما توقظ الأشجان أَشجان

للعَندَليب على الأطيار قاطبة

رئاسة عند ما يشدو وسلطان

نزا على البان غريداً كعادته

فودَّ كل قضيب أنه البان

واهتز من تحته غصن تبوأه

حتى ظننت بأَنَّ الغصن نشوان

لدى الرَبيع تلاقى الروض مكتسياً

أَما الخَريف فَفيه الروض عريان

في الروض من بعد غارات الخريف به

لا الورد ورد ولا الريحان ريحان

يغادر البلبل الغريد روضته

وَالروض للبلبل الغريد أَوطان

أَأَنت من ذكر أَوطانٍ خفقت بها

يا قلب ذو جذل أَم أَنت أَسوان

كَم جاهِلٍ جاء في بغدادَ يوسعني

نقداً فأعوزه علم وعرفان

ومظهرين عداءً لا انقضاء له

كَما تعادي هزار الروض غربان

سبوا وَبالسب راموا الحط من أَدَبي

كأَنَّما السب عند القوم برهان

يزوّرون علي القول من سفه

فتسمع القول في بغداد آذان

وَقَد رَموني بإلحاد وزندقة

وَما رَموني به زور وبهتان

أَمّا الشباب فنشء لا يثبطهم

عن نصرة الحق إيمان وكفران

لَقَد شدوت بريعان المساء أَسىً

وَللمساء كما للصبح ريعان

أَثار فيَّ غنائي مشجياً حزنٌ

وَقَد تثير غناءَ المرء أَحزان

وَاللَيل أَنحى بوجهي من عواصفه

يصيح حتى كأَنَّ الليل غضبان

الهم أُكبره كالليل أَسهره

وَقَد أَنام به والنجم يقظان

الشعر منتقم ممَّن له احتقروا

يدينهم عن قَريب كالَّذي دانوا

كَم ادعى القوم إحسانا بما نظموا

من القريض وما للقوم إحسان

وقدروه بميزان له وضعوا

من العروض وهل للشعر ميزان

وَما القصيد قواف قد تكررها

كلا ولا هي ألفاظ وعنوان

فتلك فيها المَعاني من برودتها

موتى عليها من الألفاظ أَكفان

يعنون بالوزن وَاللفظ المقيم له

كأَنَّما الشعر ألفاظ وأوزان

ما أحسن الشعر مبثوثاً فرائده

كأَنَّه لؤلؤ رطب ومرجان

القوم قد بعتهم شعري بلا ثمن

أَرجوه منهم وَهَل للشعر أَثمان

لبنان قام بتهذيب الفتاة وَما

تهذيبها غير إصلاح له شان

وإن إصلاحها إصلاح مملكة

وإن إهمالها موت وخسران

يأبى تأخرها قوم لهم شمم

وَبالرقيّ لهم دين وإيمان

لا يرفع الشعب من أَعماق وهدته

إلا رجال أولو عزم ونسوان

للمرأة الفضل في العمران نشهده

لولا تقدمها ما تم عمران

فإنما هي للأَبناء مدرسة

وإنما هي للآباء معوان

وإنها هي للمفجوع تعزية

وإنها هي للمحزون سلوان

وإنها الروض مطلولاً له أرج

وإنها لجنى الأثمار بستان

وإنها تارة نار قد اتقدت

وإنها تارة روح وريحان

الخير في أن يعز المرء صنوته

وَالشر أن يهضم الإنسان إنسان

شرح ومعاني كلمات قصيدة بيروت روح له لبنان جثمان

قصيدة بيروت روح له لبنان جثمان لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها اثنان و سبعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي