بيض الظبا سلت من الجفون

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بيض الظبا سلت من الجفون لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة بيض الظبا سلت من الجفون لـ شرف الدين الحلي

بيض الظبا سلت من الجفون

فخُذْ أماناً من عيون العِين

وخذ عن الوُرْق إذا ترنمت

في عذبات الدوح من يَبْرِين

فكم فؤاد طار وجداً وأسى

ما بين ذاك السجع والحنين

فكل قلب عن غرام وهوى

يعرب إذ تغرب في اللحون

فحبذا ما اخضرَّ من بان اللوى

وما صفا من مائه المعين

فلي صبابات به يهيجها

مجتمع الأفياء والغصون

ونفحة نجدية كأنها

جاءت بنشر المسك من دارين

وصبوة عذرية خطرتها

دلت على داء الهوى الدفين

ولي ديون عند سكان النقا

حلت فما للشوق يقتضيني

وعاذل عَنَّفَنِي وما دَرَى

أن أليم لومه يغريني

قال اسْلُ عن أهل الحمى لأنه

لم يدر ما أجنّ من جنوني

وفي فؤادي لهم نار هوى

لم يطفها ما سحَّ من شؤوني

فأين أيام اللوى سقياً لها

والدهر يرضيه الذي يرضيني

حيث البدور لم تزل مشرقة

من الشعور في ليالٍ جُون

سقى الإله في دمشق جيرة

صاحبتهم دهراً على جيرون

وحبذا بالغُوطتين مسرح

كان شفاء القلب من قُلْبِين

أيام أستنشق من رياضها

ما شئت من ورد ومن نِسرين

في حيث ذاك الظلّ يبدي صدا

والماء مثل الزَّرَد الموْضون

ما صافحته الريح إلا وبدا

في جبهة الجدول كالغصون

وبانها إذ ينثني كأنني

طارحته مدح نظام الدين

مدح وزير لم أجد لي وَزَرا

سواه من ضلالتي يهديني

بَدَّلَ شكّي باليقين فاغتدى

من كل ما أحذره يقيني

أبلج مذ لذت به معتصماً

أحمدت عطف المشفق الأمين

سمح إذا ما فاض في أكرومة

أخجل شؤبوب الحيا الهتون

فيالها من مكرمات لم تزل

تقتاد صعب الأمل الحرون

سوغتني ماء المنى من بعد ما

ظننت أن الدهر لا يرويني

فاليُسر في يمناي مقرون بما

خولتني واليُمن في يميني

يا ابن الحسين كم يدٍ أوليتني

ظلت لماضي فاقتي تنسيني

ولو سواك بعته مدائحي

ما نلت إلا صفقة المغبون

تجنبت حربي الخطوب وانثنت

لما رأت جودك في الكمين

وخيمت عندك أنضاء المنى

بغير منّان ولا ضَنِين

فحبذا عواطف تكفلت

بمطلبي وصدقت ظنوني

حسبي كريم الفضل فياض الندى

أبلج طلق الوجه والجبين

ذو رأفة معروفة وسطوة

تكفُّ كفَّ الزمن الخَؤون

لم يخل لفظ جوده مع علمه

يوماً من الإيطاء والتضمين

يا منقذي من الليالي بعد ما

كادت عوادي صَرفها تؤذيني

أوليت نعمى صدقت أمنيتي

واستنقذتني من يد المنون

وقد تقدمت بفنٍّ واحد

عند فريد العصر في فنون

شرح ومعاني كلمات قصيدة بيض الظبا سلت من الجفون

قصيدة بيض الظبا سلت من الجفون لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي