بيض تسل من الجفون السود

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بيض تسل من الجفون السود لـ العشاري

اقتباس من قصيدة بيض تسل من الجفون السود لـ العشاري

بيض تسل مِن الجُفون السود

وَغُصون بان شكلت بقدود

وَحَديقة راض الجَمال رياضها

فَتكللت قُضبانها بورود

بَرَزت وَقَد صَبَغ الحَيا وَجناتها

فَشَقايق النُعمان فَوقَ خُدود

صنم حوت نار الجَمال صِفاته

فَلِذاك قَد عزيت إِلى نَمرود

وَصَليب حسن لَو تبين لِراهب

في المهرَجان هَوى لَها بِسُجود

تَرنو كَما يَرنو الغَزال لإلفه

وَكَذلك شَأن الطفلة الأملود

نَجلاء رائعة الجَمال رَقيقة

لَكنها أَقسى مِن الجلمود

غِناء كَالظَبي الأَغَن غَريرة

مزجت حَلاوة وَصلها بِصُدود

هَيفاء يثنيها النَسيم فَتَنثَني

وَتَميل ميل الغُصن بِالعنقود

عَرَضت وَقَد نَشَرَ الدُجى أَعلامه

وَنُجومه قامَت مَقام عُقود

في لَيلة طَلعت طَلايع نورها

وَرَمى الزَمان نحوسها بسعود

حَيث الحَسود غَفا وَنامَ رَقيبنا

وَمَضى العذول إِلى ديار ثَمود

فَطَفقت أنثر في الخُدود لآلئاً

سالَت مِن الأَجفان بَعد جمود

وَأضم مِنها قامة ميادة

دلا وَخَصراً يَلتَوي كَالعود

وَأشم عطراً مِن حَواشي طوقها

قَد خل بَين تَرائب وَنهود

مالت عَلي وَحدرت عَن ثَغرِها

وَجمانه المَنظوم وَالمَنضود

فَشَربت نَهلاً مِن سلافة غادة

وَشَربت علاً مِن زُلال الغيد

فَهُناكَ أَظهَرَت العِتاب وَأطنَبَت

بِحَديثها المَقصور وَالمَمدود

فَبثثتها شَكوى الغَرام وَكُل ما

لاقَيتهُ مِن كاشح وَحَسود

حَتّى إِذا أَبدى الصَباح جُيوشه

بيضاً أَتَتنا عَن جيوش سود

قامَت تعانقني عِناق مودع

فَضممتها بِفُؤادي المَفؤود

وَبَقيت مَبهوتاً كَما بَهت الوَرى

بِمحمد نَجل الكِرام الصيد

مِن ضئضئي نَظم الزَمان نُجومه

سَمطاً فَأَودَعَها بِذاكَ الجيد

نسب غَدا يروي الفخار معنعناً

عَن مذجح عَن حمير عَن هود

بيت رَفيع شيدت أَركانه

قدماً بآباء لَهُ وَجُدود

فَمحمد عَين القِلادة مِنهُم

وَمُحمد في الكُل بيت قَصيد

ذو فطنة نَحر العُلوم بحدها

فَأنيل مِنها غاية المَقصود

أَحيا المَدارس مِنهُ بَعد دُروسها

بِمَعارف كَالجَوهر المَنضود

بَحر تلاطم بِالنَدى فَسَقى الوَرى

مِن فَيضه بِدراهم وَنُقود

غَيث يروي الوافدين بسحه

وَيميرهم في الحال عِندَ ورود

جبل رَسا فلك الكَمال بِقعره

فَلِذاك يُدعى في الوَرى بِالجودي

كَيف الوصول إِلى حَقيقة وَصفه

حداً وَلَيسَ علاه بِالمَحدود

أَو كَيفَ ترسم في الطروس صِفاته

عداً وَلَيسَ نَداه بِالمَعدود

لا زالَ مَرفوع اللواء مؤيداً

بَينَ الوَرى بِمجامع التَأييد

ما لاحَ في أُفق الكَمال مكمل

أَو فاحَ في الإصباح عطر ورود

شرح ومعاني كلمات قصيدة بيض تسل من الجفون السود

قصيدة بيض تسل من الجفون السود لـ العشاري وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن العشاري

هـ / 1737 - 1780 م حسين بن علي بن حسن بن محمد بن فارس البغدادي الشافعي نجم الدين أبو عبد الله. يعود أصله إلى العشارة وهي بلدة تقع على ضفة نهر الخابور وكانت تابعة في العهد العثماني إلى لواء دير الزور، ولد وتعلم ببغداد، وفي تاريخ ولادته خلاف إذ وجد رسالة كتبها باسم والي بغداد إلى الشريف مسعود بن سعيد بن زيد المتوفى سنة 1165هـ‍ وهي بالتالي تناقض التاريخ الذي ذكره المرادي أنه ولد سنة 1150هـ‍. وكان من أساتذته الشيخ جمال الدين عبد الله ابن حسين السويدي البغدادي المتوفى سنة 1174 هـ‍ وولده الشيخ عبد الرحمن السويدي المتوفى سنة 1200هـ‍ وكان خطه جميلاً نسخ به كثيراً من الكتب. له: (حاشية على شرح الحضرمية لابن حجر الهيتمي) ، (حاشية على جمع الجوامع في أصول الفقه) ، (رسالة في مباحث الإمامة) ، (ديوان الشعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي