بين أحناء دجلة والفرات

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بين أحناء دجلة والفرات لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة بين أحناء دجلة والفرات لـ جميل صدقي الزهاوي

بين أحناء دجلة والفرات

حَييَ البؤس فوق أَرض مواتِ

بعد أن كانَت في القَديم جناناً

باسقات الأشجار مشتبكات

وَرياضاً أَنيقة وحياضاً

مترعات وأَنهراً جاريات

وَبَساتين فوقها الطير تشدو

بشجيّ الألحان والنَغمات

وَرياحين من جميع صنوف ال

زهر تُهدي روائحاً عطرات

فترى الناس ينسلون إليها

رتعاً في مروجها الخضلات

فتحيِّى وجوههم نفحات ال

طيب محمولة على النسمات

موقف لِلغَرام في كل صوب

جامع للفتيان والفتيات

ولديهِ ملاعب لظباءِ

حاليات كثيرة اللفتات

جنة عند جنة عند أُخرى

هكذا يمتددن متصلات

تَحتَوي أَنواعاً من الزهر شتّى

وتعي أصنافاً من الثمرات

ادخلوها يا أَهلها بِسَلامٍ

وكلوا ما شئتم من الطيبات

غادرتها أيدي الجهالة قفراً

بعد تلك الرياض والجنات

من رأى الأرض في العراق مواتاً

ذهبت منه نفسُه حسرات

إن بين النهرين والأرض تشقى

لجناناً تبدَّلت فلَوات

حييت بالعمران دهراً طويلاً

ثُمَّ ماتَت من بعد تلك الحياة

كل كون فانه لفسادٍ

كل جمعٍ فإنه لشتات

أين أنهارها التي كن فيها

جاريات قبلاً على الجنبات

نهر عيسى وبيطر ورُفيل

وَدجيل وطابق والصراة

ما رأينا كمثل دجلة سطراً

لو قرأنا صحائف الكائنات

لا وَلا كالفرات في الأرض نهراً

منعشاً للحيوان أَو للنبات

دجلة دجلة فلم تتغير

وكذاك الفرات عين الفرات

ما نضا الماء غير أن رجال ال

سعي ماتوا في الأعصر الخاليات

وانتهت سلطة البلاد لقوم

خلقوا للرُّشى واللسرقات

خلقوا للفساد والظلم والتخ

ريب والنهب بعد والغارات

خلقوا لو أنا اِنتبهنا قليلاً

في سبيل ارتقائنا عثرات

قد سكنَّا وليتنا ما سكنَّا

في بلاد كثيرة الأزمات

في بلاد نسام فيهن خسفاً

ونطيل السكوت كالأموات

فكأَنَّ الأحرار فيها عبيد

وكأَنَّ الأباة غير أباة

لهف نفسي على صروح جسام

زارَها الهادِمون بعد البناة

لهف نفسي على شباب رماها

ساعد الحيف في فم النكبات

ليت شعري حتام نحن رقود

في فراش النسيان والغفلات

اِرتقت سلم التقدم ناس

ووقفنا في أَسفل الدرجات

فخروا بالعلوم إذ رفعتهم

وفخرنا بالأعظم النخرات

ركدت ريحكم ركوداً ثقيلاً

فسكنتم والناس في حركات

أَيُّها القوم إنكم قد جهلتم

أنكم أمسيتم بوقت الغداة

كم إلى كم كهولُكم في رقادٍ

كم إِلى كم شبابُكم في سبات

أَيُّها القَوم أَيُّها القوم أَنتم

أُمَّةٌ ساقطون في مهواة

استَعينوا بالعلم فالعلم في كل

لِ زمان مفرج الكربات

وهو كالماء غاسل للجهالا

ت وكالنور ماحقُ الظلمات

إن تكونوا يا قوم تنتظرون ال

موت من ربكم لنيل النجاة

فاِعلَموا أن غمرة الموت تأتي

أَيُّها القوم آخر الغمرات

أَيُّها الظلم هل زمانك ماضٍ

أَيُّها العدل هل أَوانك آتي

قل لبغداد قد هُضمت فنوحي

إنما أَنت في أسار الطغاة

يكشف العار عنك حر ولكن

أين حر مر أخو عزمات

يا ابنة القوم قد أصابنيَ الضر

رُ فأسبلت للأسى عبراتي

لا تَلومي على البكاء حزيناً

قومه اخضوضعوا لحكم العداة

لا يرى ثورة لهم قد تميط ال

ضر عنهم وتذهب الويلات

فَسأَبكي قومي وأَبكي بلادي

وقبور الآباء والأمهات

ثم أَبكي بحرقة ثم أَبكي

هكَذا هكَذا ليوم الممات

شرح ومعاني كلمات قصيدة بين أحناء دجلة والفرات

قصيدة بين أحناء دجلة والفرات لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها خمسون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي