بين الدجى واحمرار شقه الشفق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بين الدجى واحمرار شقه الشفق لـ الهمشري

اقتباس من قصيدة بين الدجى واحمرار شقه الشفق لـ الهمشري

بَينَ الدُجى وَاِحمِرارٌ شَقَّهُ الشَفَقُ

النورُ يَرقُصُ في عَيني وَيَتَأَلَّقُ

لا هَدأَةٌ تُسعِدُ الحَيرانَ لا سَنَةٌ

تَقَرُّ عَينٌ بِها قَد شَفَّها الأَرَقُ

فَلا أَرى غَيرَ أَحلامٍ مُكَوكَبَةٍ

وَغَيرَ رَسمِ سَماءٍ باتَ يَحتَرِقُ

هذا النَهارُ خِلالَ السُحبِ يَظهَرُ لي

لَقَد لَمَحتُ عَلى الوادي بَشائِرَهُ

تَلوحُ شاحِبَةً في الشَرقِ حالِمَةً

تُوَشِّحُ السُحبُ الدَكنا ضَفائِرَهُ

وَأَنتِ نافورَةَ الحُسنِ الَّتي خَفِيَت

أَيّانَ أَلقاكِ أَو أَلقى مَصادِرَهُ

وَكانَتِ السُحبُ الغَيماءُ سارِيَةً

عَلى المُحيطِ خِفافُ الرُكبِ في سَربِ

قَد أَبدَعَت صَبغَ وَشيٍ مِن مَطارِفِها

في حُمرَةٍ عَجَبٍ في فِتنَةٍ ذَهَبِ

وَتَرقُصُ الأَنجُمُ الزَهراءُ رَقصَتَها

في مُطلَقٍ مِن أَثيرِ الجَوِّ مُلتَهِبِ

أَما الَّذي وَشَّعَ الأَمواهِ بِالنورِ

فَزَورَقٌ ناصِعُ الأَلوانِ بَلّوري

بَيناهُ في شائِبِ الأَمواجِ مُضطَرِبٌ

يَختالُ ما بَينَ تَصعيدٍ وَتَغديرِ

بَدا الدَليلُ لَهُ في اللَيلِ مُنبَهِراً

في لُؤلُؤِيٍّ مِنَ الأَنوارِ مَسحورِ

لَم يَشهَدِ الكَونُ في آزالِهِ أَبَداً

هذا الجَلالُ الَّذي يَسري على الماءِ

قَد ظَلَّ نَجمُ الدُجى سَهمانُ يَقذِفُهُ

بَأَسهُمٍ تَتَهادى مِنهُ وَضاءِ

صيغَت مِنَ اللَيلَكِ الغافي أَشِعَّتُها

فَأَصبَحَت بَينَ بَيضاءٍ وَزَرقاءِ

ذَهَلتُ في حُلمٍ غافٍ وَخُيِّلَ لي

أَنّي عَبَرتُ طَريقاً كُلَّهُ ظُلَمُ

لَم يَغِشَها مِن بَني الإِنسانِ مُقتَحِمُ

قَبلي وَما وَطِئَت أَرضاً بَها قَدَمُ

تَحِفُّ دَغلاً تُثيرُ النَفسَ وَحشَتُهُ

الصَمتُ يَحكُمُهُ وَاللَيلُ وَالأَجَمُّ

أَحسَستُ بِالقَلبِ ناراً طافَ طائِفُها

كَما رَأَيتُ عُبابَ البَحرِ قَد سَطَعا

وَقَفتُ مُنذَهِلاً أَرعاهُ مُبتَهِلاً

كَأَنَّ نورَ إِلَهٍ فَوقَهُ طَلَعا

أَحنَيتُ رَأسِيَ إِجلالاً وَتَكرِمَةَ

لَهُ وظَلتُ مِنَ التَقديسِ مُختَشِعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة بين الدجى واحمرار شقه الشفق

قصيدة بين الدجى واحمرار شقه الشفق لـ الهمشري وعدد أبياتها واحد و عشرون.

عن الهمشري

محمد بن عثمان الهمشري. متأدب له شعر، تركي الأصل، مصري المولد والمنشأ والوفاة، ولد برأس البر (مصر) ، ونشأ في القبلاوين، وتعلم بالمنصورة، ثم بكلية الآداب بالقاهرة، وتذوق الأدب الإنكليزي فترجم عنه بعض القصائد ومئات من القصص وكثيراً من روايات (الجيب) . وتولى التحرير في مجلة التعاون سنة 1934 إلى أن توفي بالقاهرة، وجمع نظمه في (ديوان - ط) صغير.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي