بين الشقيقة فاللوى فالأجرع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بين الشقيقة فاللوى فالأجرع لـ البحتري

اقتباس من قصيدة بين الشقيقة فاللوى فالأجرع لـ البحتري

بَينَ الشَقيقَةِ فَاللِوى فَالأَجرَعِ

دِمَنٌ حُبِسنَ عَلى الرِياحِ الأَربَعِ

فَكَأَنَّما ضَمِنَت مَعالِمُها الَّذي

ضَمِنَتهُ أَحشاءُ المُحِبِّ الموجَعِ

لَو أَنَّ أَنواءَ السَحابِ تُطيعُني

لَشَفى الرَبيعُ غَليلَ تِلكَ الأَربُعِ

ما أَحسَنَ الأَيّامَ إِلّا أَنَّها

يا صاحِبَيَّ إِذا مَضَت لَم تَرجِعِ

كانوا جَميعاً ثُمَّ فَرَّقَ بَينَهُم

بَينَ كَتَقويضِ الجَهامِ المُقلِعِ

مِن واقِفٍ في الهَجرِ لَيسَ بِواقِفٍ

وَمُوَدِّعٍ بِالبَينِ غَيرِ مُوَدِّعِ

وَوَراءَهُم صُعَداءُ أَنفاسٍ إِذا

ذَكِرَ الفِراقُ أَقَمنَ عوجَ الأَضلُعِ

أَمّا الثُغورُ فَقَد غَدَونَ عَواصِماً

لِثُغورِ رَأيٍ كَالجِبالِ الشُرَّعِ

مَدَّت وِلايَةُ يوسُفَ بنِ مُحَمَّدٍ

سوراً عَلى ذاكَ الفَضاءِ البَلقَعِ

لا يَرهَبُ الطَرَفَ البَعيدَ تَطَرُّفاً

عادَ المُضَيَّعُ وَهوَ غَيرُ مُضَيَّعِ

وَهيَ الوَديعَةُ لا يُؤَمَّلُ حِفظُها

حَتّى تَصِحَّ حَفيظَةُ المُستَودَعِ

وَأَعِنَّةُ الإِسلامِ في يَدِ حازِمٍ

قَد قادَها زَمَناً وَلَم يَتَزَعزَعِ

أَمسى يُدَبِّرُها بِهَديِ أُسامَةٍ

وَبِكَيدِ بَهرامٍ وَنَجدَةِ تُبَّعِ

فَكَفاكَ مِن شَرَفِ الرِياسَةِ أَنَّهُ

يَثني الأَعِنَّةَ كُلَّهُنَّ بِإِصبَعِ

أَدمى فِجاجَ الرومِ حَتّى ما لَها

سَيلٌ سِوى دُفَعِ الدِماءِ الهُمَّعِ

قَطَعَ القَرائِنَ وَاللِواءُ لِغَيرِهِ

بِالمَشرَفِيَّةِ حُسَّراً في الأَدرُعِ

وَلِواؤُهُ المَعقودُ يُقسِمُ في غَدٍ

أَن سَوفَ يَصنَعُ فيهِ ما لَم يُصنَعِ

صَديانَ مِن ظَمَإِ الحُقودِ لَوَ انَّهُ

يُسقى جَميعَ دِمائِهِم لَم يَنقَعِ

ماضٍ إِذا وَقَفَ المُشَهَّرُ لَم يَقِف

يَقِظٌ إِذا هَجَعَ السُها لَم يَهجَعِ

وَمُهيجُ هَيجاءٍ يُبَلِّغُ رُمحَهُ

صَفَّ العِدى وَالرُمحُ خَمسَةُ أَذرُعِ

وَيُضيءُ مِن خَلفِ السِنانِ إِذا دَجا

وَجهُ الكَمِيِّ عَلى الكَمِيِّ الأَروَعِ

بَحرٌ لِأَهلِ الثَغرِ لَيسَ بِغائِضٍ

وَسَحابُ جودٍ لَيسَ بِالمُتَقَشِّعِ

نُصِروا بِدَولَتِهِ الَّتي غَلَبوا بِها

في الجَمعِ فَانتَصَفوا بِها في المُجمَعِ

وَإِذا هُمُ قَحَطوا فَأَعشَبُ مَربَعٍ

وَإِذا هُمُ فَزِعوا فَأَقرَبُ مَفزَعِ

رَجَعوا مِنَ الشِبلِ الَّذي عَهِدوا إِلى

خَلَفٍ مِنَ اللَيثِ الضُبارِمِ مُقنَعِ

ما غابَ عَنهُم غَيرُ نُزعَةِ أَشيَبٍ

مَكسُوَّةٍ صَدَأً وَشَيبَةَ أَنزَعِ

هَذا اِبنُ ذاكَ وِلادَةً وَأُخُوَّةً

عِندَ الزَعازِعِ وَالقَنا المُتَزَعزِعِ

مُتَشابِهانِ إِذا الأُمورُ تَشابَهَت

حَزماً وَعِلماً بِالطَريقِ المَهيَعِ

عوداهُما مِن نَبعَةٍ وَثَراهُما

مِن تُربَةٍ وَصَفاهُما مِن مَقطَعِ

يا يوسُفَ بنَ أَبي سَعيدٍ لِلَّتي

يُدعى أَبوكَ لَها وَفيها فَاسمَعِ

إِلّا تَكُنهُ عَلى حَقيقَتِهِ يَغِب

عَمرٌو وَيَشهَد عاصِمُ بنُ الأَسقَعِ

وَلتَهنِكَ الآنَ الوِلايَةُ إِنَّها

طَلَبَتكَ مِن بَلَدٍ بَعيدِ المَنزَعِ

لَم تُعطِها أَمَلاً وَلَم تَشغَل بِها

فِكراً وَلَم تَسال لَها عَن مَوضِعِ

وَرَأَيتَ نَفسَكَ فَوقَها وَهيَ الَّتي

فَوقَ العَلِيِّ مِنَ الرِجالِ الأَرفَعِ

وَصَلَتكَ حينَ هَجَرتَها وَتَزَيَّنَت

بِأَغَرَّ وافي الساعِدَينِ سَمَيدَعِ

وَمَهاوِلٍ دونَ العُلا كَلَّفتَها

خُلُقاً إِذا ضَرَّ النَدى لَم يَنفَعِ

فَقَطَعتَها رَكضَ الجَوادِ وَلَو مَشى

في جانِبَيها الشَنفَرى لَم يُسرِعِ

سَعيٌ إِذا سَمِعَت رَبيعَةُ ذِكرَهُ

رَبَعَت فَلَم تَذكُر مَساعِيَ مِسمَعِ

أَعطَيتَ ما لَم يُعطِ في بَذلِ اللُهى

وَمَنَعتَ في الحُرَماتِ ما لَم يَمنَعِ

وَبَعَثتَ كَيدَكَ غازِياً في غارَةٍ

ما كانَ فيها السَيفُ غَيرَ مُشَيَّعِ

كَيدٌ كَفى الجَيشَ القِتالَ وَرَدَّهُم

بَينَ الغَنيمَةِ وَالإِيابِ المُسرِعِ

جَزِعَت لَهُ أُمُّ الصَليبِ وَمَن يَصُب

بِحَريمِهِ وَبلُ المَنِيَّةِ يَجزَعِ

أَعطَوا رَسولَكَ ما سَأَلتَ فَكَيفَ لَو

شافَهتَهُم بِصُدورِهِنَّ اللُمَّعِ

وَاستَقرَضوا مِن أَهلِ مَرعَشَ وَقعَةً

فَقَضَوكَ مِنها الضِعفَ مِمّا تَدَّعي

مِن أَيِّهِم لَم تَستَقِد وَلِأَيِّهِم

لَم تَنجَرِد وَبِأَيِّهِم لَم توقِعِ

بَل أَيَّ نَسلٍ مِنهُمُ لَم تَستَبِح

وَثَنِيَّةٍ مِن أَرضِهِم لَم تَطلُعِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بين الشقيقة فاللوى فالأجرع

قصيدة بين الشقيقة فاللوى فالأجرع لـ البحتري وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي