بين الشنوف الحمر والأقراط

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بين الشنوف الحمر والأقراط لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة بين الشنوف الحمر والأقراط لـ السري الرفاء

بَين الشُّنوفِ الحُمْرِ والأَقراطِ

أجيادُ فاترةِ الجُفونِ عَوَاطي

وصلَتْ بنا سُكرَ الصَّبابَةِ وانثَنَتْ

سَكرى القُدودِ نَحائِفَ الأَوساطُ

وعَلَتْ ثِمارُ صُدورِها أجسادَها

فحُرِمْنَ مَسَّ مَجاسِدٍ ورِياطِ

لم أَرْضَ سُقيا الدَّمْعِ وهو رِضىً لها

فشَرَطْتُ سُقياها على الأَشراطِ

ولقد تُسلِّفُني الجَوى وتُرينَه

بِسَوالفِ الرَّشإِ الأَحَمِّ العاطي

وحِقاقِ عاجٍ نُقِّطَتْ أطرافُها

بالمِسْكِ لم تُنْسَبْ إلى خَرَّاطِ

ومُرَجَّلٍ لا صُبحَ في ظُلُماتِه

إلا حلمة الأمشاطِ

صُقِلَتْ سَلاسِلُهُ وكُسِّرَتْ

بأناملٍ مثلِ اللُّجينِ سِباطِ

أيَّامَ للقلبِ المُفَرِّطِ في الصِّبا

ما شاءَ من فَتْكٍ ومن إِفراطِ

إذ للعواذلِ غَفلَتي وتماسُلي

وإلى الغَوايَةِ نَهضَتي وَنَشاطي

أختالُ بينُ جآذِرٍ ومَزاهِرٍ

وأرودُ بين دساكِرٍ وَبَواطِي

والرَّوْضُ قد نشرَ الحَيا أنماطَه

فكأنَّهُنَ غَرائبُ الأنماطِ

ما للزَّمانِ سطَا على أشرافِنا

فُتخُرِّموا وعَفا عن الأَنباطِ

أَعداوَةٌ لذوي العُلى أَم هِمَّةٌ

سَقَطَتْ فمالَ بها إلى السُّقَّاطِ

خضَعَتْ رِقابُ بَني العَداوَةِ إذ رَأَتْ

آسارَها يتعد تحتَ سياطي

حتى إذا نَكَصَتْ على أعقابِها

دَلَفَ النَّبيطُ إليَّ من شِمْشاطِ

صَدَقَ المعلِّمُ أنه من أسرَةٍ

عربٍ يَسُوسُهُمُ بنو سُنباطِ

آباؤُكَ الأشرافُ إلا أنهم

أشرافُ موشَ وشاطحٍ وخِلاطِ

نَسَبٌ يُبَيِّنُ عن سُقوطِكَ نَشرُه

كالثَّوْبِ تَنشُرُهُ عن الأسفاطِ

ثَكِلَتْكَ داميَةُ القَرا مجلودَةٌ

نَبَذَتْكَ خائِفَةً بغَيِر قِماطِ

عَجِلَتْ فلم تَخْتَطْ عليكَ من الرَّدى

ورَجَتْ حِياطَةَ مُسلمٍ مُحتاطِ

جَفَتِ الخَلوقَ فليسَ يَعرِفُ جسمُها

إلا خَلوقَ مواقعِ الأَسواطِ

قد كانَتِ الدُّنيا عليكَ فَسيحَةً

فاليومَ أضحَتْ وهي سُمُّ خِياطِ

أَسْخَطْتَني وجناةُ عَيشِك حُلوَةٌ

فجنَيْتَ مُرَّ العَيْشِ من إسخاطي

وعَلِمْتَ إذ كلَّفْتَ نفسَك غايَتي

أنَّ الرِّياحَ بعيدةُ الأشواطِ

أَتَرومُني وعلى السِّماكِ مَحلَّتي

شَرَفاً وبينَ الفرقَدَيْنِ صِراطي

من بَعْدِ ما رَفَعَ الأكابرُ مَجلِسي

فجلَسْتُ بين مُؤَمَّرٍ وَسِماطِ

وغَدَتْ صوارِمُ مَنْطِقي مشهورةً

بينَ العِراقِ تُهَزُّ والفُسطاطِ

وحَطَطْتُ مَنزِلَةَ العَدُوِّ بِمِقْوَلٍ

كشَبا الأَسِنَّةِ رافعٍ حَطَّاطِ

هيهاتَ دونُ مُنَاكَ حَزُّ مَفاصِلٍ

وجِراحُ أفئِدَةٍ ونَزعُ نِياطِ

أَغراكَ جَهلُكَ بالقَريضِ وَرَثِّهِ

حتَّى انتحَاكَ بِمخلَبٍ عطّاطِ

وقد امتحنْتَ دَعاوِياً لكَ بيَّنَتْ

عن بَحْرِ تَمويهٍ بَعيدِ الشاطي

فرأيتُ عِلمَكَ من خَراً وخَراطَةٍ

ووَجَدْتُ سَعدَكَ من فُسا وضِراطِ

وغَريبَةٍ أضحَتْ لعِرْضِكَ شامةً

عَلَماً كما أعلمتَ ثَوبَ قِباطي

ترَكَتْكَ نَزرَ القِسْطِ من طيبِ الكَرى

ومِنَ الهُمومِ مُوفَّرَ الأَقساطِ

لَفْظٌ تَراه عَقارِباً مبثوثةً

ويَراهُ غيرُكَ جَوهَرَ الأَسفاطِ

فاصبُرْ لتَقطيعِ القَذالِ ومَنْ أَصُنْ

عنه الحُسامَ أَدَعْهُ للمِشراطِ

قُلْ للغُواةِ المُسرِعينَ لِنَصْرهِ

إسراعَ وارِدَةِ القَطا الفُرَّاطِ

سأعيدُ بسطَ القولِ في أعراضِكم

والجَوْرُ للسُّفهاءِ خيرُ بساطِ

شامُوا بَوارِق َحَيْنِهم واستنبطوا

ماءَ المَنِيَّةِ أَيَّما استِنْباطِ

حُرَّاثُ مَزْرَعَةٍ وأحمَقُ لِحيَةٍ

ومُعَلِّمٌ يُنْمى إلى خيَّاطِ

لو حُدَّ مُنْتَهِبُ القَريضِ تجاوَزوا

في الحَدِّ أو قُطعوا منَ الآباطِ

كُفُّوا فلستُ أُعَرِّضُ الحَسَبَ الذي

لا خِلْطَ فيه لمَعْشَرٍ أَخلاطِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بين الشنوف الحمر والأقراط

قصيدة بين الشنوف الحمر والأقراط لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي