بين المرابع لي هوى وشئون

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بين المرابع لي هوى وشئون لـ سعيد بن مسلم العماني

اقتباس من قصيدة بين المرابع لي هوى وشئون لـ سعيد بن مسلم العماني

بَيْنَ المَرابعِ لي هوى وشئونُ

إن الغرامَ صبابةٌ وشُجونُ

قَسما بكم يَا سادتي وبحبِّكم

مَا خنتُ فِي عهدي ولستُ أخون

إِن تُطلِقُوني فِي الهوى فأنا الَّذِي

يهواكمُ طالتْ عليَّ سُجون

ولئن وَفيتُم بالصدود مَطالبي

بقيتْ عليَّ من الوفاءِ ديون

فهَواي فيكم والفؤادُ ومُهْجتي

كيْفَ الخلاصُ وكلُّهن رُهون

إِن صَدَّكم عني الجَفاء عن الوفا

فأنا الَّذِي فِي الحب لست أخون

ما حُلتُ عن نَهْجِ الهوى لَوْ صَدَّني

عن قَطْعه وَعْرُ الجفا وحُزون

يا سادتي رِقُّوا عليَّ تَعطُّفاً

فالصبرُ صابٌ والعذابُ مُهين

ناديتموني فِي الهوى وقعدتمُ

هَذَا لعمرِي فِي الغرام لَهُون

لا والهوى العُذْرِيّ إني لَمْ اَحُل

لَوْ متّ فيكم فالممات يهون

غَرس الهوى فِي مهجتي زَرْعَ الوفا

فلِذاك عهدي ثابتٌ ومَكين

أَيحول صبٌّ لا يزال مُتيَّماً

بهواكمُ والدمعُ منه هَتون

يُمسي رَقيباً للنجوم مُسامِراً

أبداً ويُصبح لا يكاد يَبينُ

بالليلِ يفترش السُّهاد وإن بدا

وجهُ الصباحِ فللهمومِ قَرين

فإِلَى متى ذا البعدُ يَا لَمودتي

فالهجرُ قتلٌ والبعادُ مَنون

لا ترقُبون لمؤمنٍ إِلاَّ ولا

ذِمَماً ولا عهدُ الغرامِ مَصون

أَثْخَنتموني بالصدودِ وقلتمُ

صبٌّ عَراه من الغرام جنون

أوَ مَا طَعِمتم مَا الهوى وعلمتمُ

أن الهوى مثلَ الجنون فنون

لو ذقتمُ طعم الصَّبابةِ والجوى

لعلمتُم كيْفَ الغرام يكون

آهاً عَلَى زمنِ الوصال فإنه

زمن لَهُ تبكي الدماءَ عيون

يَا دهرًُ مَا لَكَ بالفراقِ مُولَّعاً

نرجو وَفاك وللعهود تخونُ

هل لي بذاك العيشِ عَوْدٌ يا تُرى

أم أنت بالتفريق وَيْك ضَنين

أدباً فليس تدوم منك مودةٌ

إِن الزمان قَلاقِلٌ وشُجون

لا تأتينَّ بحالةٍ محمودةٍ

إِلاَّ ستُعقِبها بما سيَشين

إني سئمتُ من الزمان وأهلِه

مَا فيهمُ من للذِّمام يصون

وخَبرتُ كلَّ العالمين فلم أجد

من فِي الزمان عَلَى الزمان يُعين

فأدرت طَرْفي بالسماء مُفتشاً

أَفلاكها فعسى السماءُ تُبين

فرأيتُ فِي فَلك السعادة طالعاً

تيمورُ من هو للزمان أَمين

قد أعربتْ بالفضلِ أيةُ مجدِه

فلِذا إِلَيْهِ العالَمون تَدين

طلعتْ شموسُ المجدِ فِي هالاتِهِ

فعليه من شمسِ الجلالِ يقين

وترنَّمتْ وُرْقُ المَكارمِ سُجَّعاً

فلهنّ فِيهِ تفنُّن وفنونُ

بزغتْ عَلَى عرش الخلافة شمسُه

ولها إذن قبلَ البزوغِ حنين

يختال دستُ الملكِ منه إِذَا بدا

وتَميد منه أَسِرَّةٌ وحُصون

تَتهلَّل الآفاقُ من بَهَجائه

والدهرُ يَبْسم والعدوُّ حَزون

خُلُق لَهُ مثلُ النسيم إِذَا شَذا

وبحورُ فكرٍ مَا لهنّ سَفين

ملكٌ تشدُّ بِهِ الخلافةُ أَزْرَها

فلها إِلَيْهِ تحنُّن وحنين

قد سُلَّ سيفاً من أبيه مُهنَّداً

يسطو بِهِ وَعَلَى الزمان عَوين

سيفٌ نَضَتْه يدُ الزمانِ غِرارُه

عَضْب وَلَيْسَ المتنُ منه يَلين

فاشددْ بِهِ عَضُدَ الخلافةِ إنه

يَا فيصلٌ رَحْبُ الذراعِ مَتين

فلأَنتَ روحٌ والخلافةُ هيكلٌ

وشِمالك التوفيقُ وهْو يمين

فبه افترِسْ أُسْد البُغاةِ فإنه

أَسَدٌ لَهُ النصرُ المُبين عَرين

للهِ من أصلٍ تَفَرَّعَ فيكمُ

مُدَّت إِلَى العَلياء منه غصون

من آل أحمدَ للمكارم والندى

وُلِدوا فنِعْم عناصرٌ وبطونُ

ولَنِعْم مولودٌ ونِعْم بوالدٍ

فكلاهما للمَكرمات خَدين

دُوما مَلاذاً للأَنام وملجأً

مَا بالزمانِ تَحرُّك وسكون

شرح ومعاني كلمات قصيدة بين المرابع لي هوى وشئون

قصيدة بين المرابع لي هوى وشئون لـ سعيد بن مسلم العماني وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن سعيد بن مسلم العماني

سعيد بن مسلم العماني

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي