بين سمر القنا وبيض الصفاح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بين سمر القنا وبيض الصفاح لـ محمد الغيث النعمة

اقتباس من قصيدة بين سمر القنا وبيض الصفاح لـ محمد الغيث النعمة

بينَ سُمرِ القَنَا وبيضِ الصِّفَاحِ

مُنيَةُ النَّفسِ نُزهَةُ الأَرواحِ

قَال خِّلي كيفَ الوُصُولُ لِمَا هُو

بَينَ سُمرِ القَنَا وَبيضِ الصِّفَاحِ

قُلتُ دَعنِي إنَّ الجسُورَ الذي لا

يترُكُ الأمرَ آيلاً للنجاحِ

والطلُوبُ العَزُومُ لا شكَّ عندي

نائِلٌ للذَّاتِ والأفراحِ

والهُمَامُ المقدامُ يَومَ وطيسٍ

فائِزٌ في الأقرانِ عِندَ يَومِ الكِفَاحِ

والمُعَانَاةُ في الأمُورِ كِفَاحٌ

عِندنا أحلى من كؤوس الرَّاحِ

وهي إن كانت في الكفاحِ مُداماً

فلهذا من المُدامِ المُبَاحِ

لا تكُن غرّاً فالغرورُ هيوبٌ

والغَرُورُ الهَيُوبُ في الأَتراحِ

لا ولا تغترِر بكلِّ عذولٍ

فغرورُ من يغتررِ باللَّواحِ

أيُّ شيءٍ على العذولِ إذا ما

أبصرَ الليلَ فوقَ بدرٍ لياحِ

أونبالاً على القُلُوبِ وبالاً

بل رِماحاً ويا لَهَا من رِماحِ

أولئآلٍ تنظَّمَت نَثَرَت عِق

دَ دُمُوعي بجوهرٍ من صحاحِ

أو غصوناً نواعِماً تتهادى

أو فُرُوعاً على أصُولِ مِلاحِ

أو وشاحاً يَجُولُ فَوقَ كَثِيبٍ

بِسَراحٍ وينثني برواحَ

أو كثيباً يموجُ وهوَ مهيلٌ

باهتزازٍ يميلُ تحتَ الوشاحِ

إن يكفَّ الملام عَمَّن قَد امسى

حِلفَ حُزنٍ وَلَوعَةٍ وَنِيَاحِ

عاهَدتُهُ لَدَى الرَّوَاحِ عُهُوداً

وَعُهُودُ المِلاحِ نَارُ الحُباحِ

بِتُّ أرعى النجومَ يا ليتها تر

عى عُهودي إلى انصداعِ الصباحِ

يا صباحي وما يُفيدُ صَباحي

ورواحي وما يُفيدُ رَوَاحي

أين عهدُ الرواحِ هل هُوَ إتٍ

أم صباحي مُمَاثِلٌ للرُّواحِ

يامُنائي من أطلَعَ اللَّهُ بَدراً

فوقَ غُصنِ من قَدِّكِ المَيَّاحِ

بل شُمُوساً من الحَيَا في خُدُورٍ

مِنكِ قُولي متى يَكُونُ نَجَاحي

قالتِ الغَدرُ في العُهُودِ مُبَاحٌ

والوَفَا بالعُهُودِ غَيرُ مُبَاحِ

وَقَضَت ظُلماً أنَّ في الغَدرِ عَدلاً

هكذا الظُّلمُ تحتَ كُلِّ جَنَاحِ

يا وُلاةَ العُهودِ هلا قضيتُم

بِوَفَاءٍ لِمُغرمٍ ذي لُوَاحِ

إن تَفي لي أو لا تَفي لي فإِنِّي

بكِ لا بالعُهُودِ كانَ ارتياحي

ما شَجَاني نَقضُ العُهودِ وَلَكِن

ما تَنَالُ العُذَّالُ مِن أَفراحِ

يا لصبٍّ نَالَ العَذُولُ مُنَاهُ

فيهِ سِلماً يا لَيتَهُ بِسِلاحِ

لجَّ عذلاً فَفاضَتِ العينُ ماءً

هَل وَرا ما العُيُونِ عذلٌ للاحِ

لا ولا يُشبِهُ المُحِيطُ جَدَاهُ

لَو تَغَالي وَطَمَّ مِثل السَّاحِ

كيفَ لي بامتداحِ بَحرٍ خضَمٍّ

مُزبدٍ بالعُلُومِ والأَفراحِ

إن أقُلَّ فيه هوَّ غيثٌ وغوثٌ

مُنعِشٌ للأرواحِ والأدواحِ

أو بَذُولٌ على التَّليدِ جُلاحٌ

وعلى الطِّرف يا لَهُ من جُلاحِ

أو نَحُورٌ لكومِهِ وَوَهُوبٌ

كلَّ يومٍ رغاؤُهُ في المِراحِ

أو حييٌّ لدى النَّدى في اعتذارٍ

أو طليقُ الجبين عندَ السَّماحِ

أو عطُوفٌ على الجوارِ إذا ما

رَمَتِ الشُّهبُ أرضَهَا بالقِداحِ

حاملٌ كله عَفُوٌّ صَفُوحٌ

عن جناياهُ خافِضٌ للجَنَاحِ

أو أقُل فيه هُوَّ ليثٌ شُجاعٌ

بُهمَةٌ في الحرُوبِ شاكي السِّلاحِ

أو جَسُورٌ لدى الطّعانِ ضَرُوبٌ

فاتِكٌ بالسُّيُوفِ والأرمَاحِ

أو جرئٌ على الكثماةِ وثُوبٌ

يلتقيها بأبلجِ وضَّاحِ

أو محيطٌ بكلّش علمٍ خفيٍّ

أو أتى في الصُّكوكِ والأَلواحِ

أو فَعُولٌ للمكرُماتِ قَؤولٌ

بارعٌ في الإبداعِ والإِفصاحِ

فلهذا على الإمامِ قليلٌ

ومن أوصافهِ الحِسَانِ المِلاحِ

إنَّ ماءَ العُيُونِ ماءُ حياةٍ

لحياةِ الأشباحِ والأرواح

مركزُ المَجدِ شيخُنَا الشَّيخُ ما العَي

نينِ بَل صاحِبُ الصَّراطِ الصُّراحِ

نُقطةُ الكُلِّ صاحبُ الفَتقِ والرَّت

قِ فَتى الحقِّ جامعٌ للمناحِ

بحرُ حقٍّ له الشرائع سفنٌ

بر شرع وللبواطل ماحِ

سُكرُهُ صحوٌ محوُهُ في ثَباتٍ

ألمحو ثبتٌ أفي السُّكر صاحِ

تتوالى أسرارُهُ كُلَّ حينٍ

كتوالي عطائهِ السَّحَّاحِ

وسرَت في الأرواحِ منهُ فُتُوحٌ

سَرَيانَ الأرواحِ في الأشباح

فلهذا الأشباحُ سارَت إليه

بينَ فَردٍ ومجمَعٍ وطَّاحِ

وأتتهُ من كُلِّ فَجٍّ عميق

ضاق ذرعاً بها الفَضَا كالبَراحِ

عمَّهَا النُّورُ كُلَّهَا واستنارت

وغدا نورُهُ بكُلِّ النَّواحِ

خائضٌ للغيوبِ في سِفنِ شَرعٍ

قائِدٌ للخيراتِ والإِفلاحِ

قائدٌ للخيراتِ كُلَّ جَمُوحٍ

وغشومٍ وسيِّدٍ جحجَاحِ

طاردٌ عن حماهُ كُلَّ مَريدٍ

وعتيدٍ وظالمٍ جَوَّاحِ

كَم سقى أكؤسَ الوَدادِ صباحاً

وَرَواحاً وأكؤُسَ الأَرواحِ

كُلَّ وقتٍ تَراهُ بينَ ارتقاءٍ

لِمَقَامٍ وأخر عَنهُ راحِ

آمرٌ بالمعروفِ لا عَيبَ فيهَ

غَيرَ تركِ النُّهى وفعلِ المُباحِ

كُلُّ مدحٍ تَراهُ قِيلَ قَديماً

فَلَهُ القائِلُ القديم لَنَاحِ

بَل تعالى مديحهُ وتعالى

مَدحُهُ الأدنى في انتها الأمداحِ

فهوَ رُوحُ الأشباحِ والمدحُ عالٍ

كيفَ وصفُ الأشباحِ للارواحِ

ولهذا ثنيتُ عنهُ عناني

عَكسَ قلبي ومقلتي وجَناحِ

وعلى جدِّهِ الشفيعِ صَلاةٌ

وسلامٌ يُزري بِنُورِ الأقاحِ

وعلى الآلِ ما الجسُورُ تَمَنَّى

بَينَ سُمرِ القَنَا وبيضِ الصِّفَاحِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بين سمر القنا وبيض الصفاح

قصيدة بين سمر القنا وبيض الصفاح لـ محمد الغيث النعمة وعدد أبياتها خمسة و ستون.

عن محمد الغيث النعمة

محمد الغيث النعمة

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي