بين صحو المنى وحلم الخيال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بين صحو المنى وحلم الخيال لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة بين صحو المنى وحلم الخيال لـ علي الجارم

بَيْنَ صَحْوِ الْمُنَى وحُلْمِ الخَيالِ

سَبَح الشعرُ في سماءِ الجمالِ

ومضَى سانحاً يهُزُّ جَناحَيْهِ

عَلَى شاطىء السِنينَ الخوالي

لمح الدهرَ وهو يحبو من المَهْدِ

عليه غَدائرٌ من ليالي

وأزاح التاريخُ عن عَيْنِهِ الحُجْبَ

فَمَرَّتْ تخوض في الأجيال

ورأى الشمسَ طِفْلةً تُرْسِلُ الأضواءَ

فوقَ الكُهوفِ والأدْغال

صَفَحاتٌ من الزمانِ توالَى

وهو يتلو سُطورَها بالتوالي

وتصاوير للحوادثِ تبدو

في شَتيتِ الألوانِ والأشكال

وإذا رَنَّةٌ كما تضحَك الآ

مالُ بعد النوى وطولِ المِطالِ

وقف الشعرُ شاخصاً حين مَسَّتْهُ

بسحرٍ من الفُنونِ حَلال

نَغَماتٌ لم يعهَدِ الروضُ مِثْلاً

لِصَدَاها بين الربا والظلال

ولُحونٌ لها مِثالٌ عجيبٌ

أو إِذا شِئْتَ قُلْ بغيرِ مِثالِ

بَيْنَ عُودٍ كم هَزَّ أعطافَ رَمْسِيسَ

وحَيَّا مَواكِبَ الأَقْيالِ

ودُفوفٍ عَزَفْنَ لابْنَةِ فِرْعَو

نَ فماسَتْ بين الهَوى والدلالِ

ومَزاميرَ أُطْلِقَتْ من فَمِ السحْرِ

فمادَتْ لها رَواسِي الجِبالِ

وَرَنَتْ كُلُّ سَرْحَةٍ تَسْرِقُ السمْعَ

وتَعْطُو بغُصْنِها الميَّالِ

وأهازيجَ رَدَّدَتْها الأزاهيرُ

وغَنَّى بها نسيمُ الشمَال

ذُهِلَ الشعْرُ فاستفاق فألفَى

موكِباً حُفَّ بالسنا والجلال

ساطعاتُ الشمُوس فيه مَشاعِيلُ

وأَضْواؤُهُ بناتُ الهِلال

زَحَمَ الأرضَ بالجِيادِ وغَشَّى

صَفْحَةَ الجَوِّ بالظُبا والعَوالي

وهَفَتْ رايةٌ على قِمَّةِ النجْمِ

وَرَفَّتْ فوقَ السحابِ الثقال

مَوْكِبٌ يجمعُ الشعوبَ وتمشي

تحت أعلامِهِ العُصورُ الأَوالي

سار فيه المُلوكُ من كُلِّ جِيلٍ

في احتفاءٍ ضافي السنا واحتفالِ

ذاكَ مِينا وذاك عَمْرٌو فَتَى العُرْ

بِ وهذا المُعِزُّ جَمُّ النوال

وَبَدا بينَهُمْ محمدٌ الأَكْبَر

مُحْيِي البلادِ مُنْشِي الرجال

صادعُ الجهل هادمُ الظلمِ في

مِصْرَ مُبيدُ القُيودِ والأَغلال

خَلْفَهُ زِينةُ الخلائفِ إِسْما

عيلُ ذُخْرُ المُنَى أبو الأشبال

وفؤادٌ مُجدِّدُ الجِيلِ والآ

مالِ سِرُّ العُلا والاستقلال

سأل الشعْرُ أينَ يقصِدُ هذا الركْبُ

بعد الطوافِ والتجْوال

فأجابَتْ مِنْ فوقِهِ هاتفاتٌ

تملأُ الجوَّ واضِحَاتُ المَقال

أَسْرِعُوا نحوَ عابدينَ مَقامِ

الْمُلْكِ والنُبْلِ والنجارِ العالي

وَقَفَ الرَكْبُ عِنْدَ سُدَّةِ فارو

قٍ فكانَتْ نهايةَ الترْحالِ

ورأَى الشعْرُ مَحْفِلاً لمُلوكِ

الدَّهْرِ ما مَرَّ مِثْلُهُ بِخَيال

جلسوا جاذلِينَ بَيْنَ ابتهاجٍ

ضاحكٍ كالمُنَى وبَيْنَ ابتهال

ثمَّ نادَى ذو أمْرِهِمْ نحن في يو

مٍ سعيدِ الغُدُوِّ والآصال

يَوْمُ يُمْنٍ لمِصْرَ ليس له مِثْلٌ

ولا جَالَ للدهُورِ ببال

وُلِدَ المجدُ فيه والشرَفُ السا

مِي ونُور الحِجا ونُبْلُ الخِلالِ

نَجَلَ السيِّدُ المُمَلَّكُ فيهِ

فَهَناءً بأكْرم الأنجال

قد سَعَيْنا لِسُوحِهِ فقضَيْنا

حاجةً في نفوسِنا للمعَالي

بُهِرَ الشعْرُ فانْثَنَى يَلثِمُ الأرْ

ضَ ويَدْعُو بالعِزِّ والإِقبال

وشدا مِثْلَما شَدَتْ بِنْتُ أيْكٍ

بَيْنَ ظِلٍ وكَوْثرٍ سَلْسالِ

نَعِمَتْ بالأَليفِ لا هو ناءٍ

إِن دَعَتْهُ يوْماً ولا هُوَ سَالي

لم تَرَ النسْرَ في مَخالِبِه الزرْ

قِ ولا رُوِّعَتْ بصَيْدِ حِبال

تحتَها الزهْرُ فاتِنُ اللونِ رَفَا

فٌ جَميمُ الندَى دَمِيثُ الرمال

صَدَحَتْ للدُجَى وللَّيْلِ حُسْنٌ

حينَ يَطْوِي الوُجودَ في سِرْبال

صَدَحَتْ للصباحِ يلمَعُ في الشرْ

قِ طَهُوراً كَبَسْمَةِ الأطفالِ

إِنَّ للطبْعِ والبَديهَةِ سِحْراً

فوقَ طَوْقِ الجُهُودِ والإِيغال

غَرِّدِي كيفَ شِئْتِ يا سَرْحَةَ الوا

دِي وهُزَي فَضْلَ الغُصونِ الطوال

واجْمَعِي اليومَ كُلَّ ذاتِ جَناحٍ

إِنَّ يومَ الفاروقِ في الدهرِ غالي

أرسِلِي البُلْبُلَ الفَرِيدَ يُنَادي

تَسْتَجِبْهُ الطُيورُ في أرْسال

إِنَّ يومَ المِيلادِ يَوْمٌ على الدهْرِ

قليلُ الأَنْدادِ والأَمْثال

صَفَّقَ النيلُ فيه زَهْواً وعُجباً

وجرَى في تَخَطُّرٍ واختيال

ساحباً ذَيْلَه يَمُرُّ على الزهْرِ

فَتَمْضِي الزُهورُ في الأَذيال

لا يُبالي فقد تَمَلَّكَهُ الْحُبُّ

وأوحَى إِليهِ ألاَّ يُبالي

وهو لولا عُذوبةُ الْحُبِّ ما فا

ضَ بعَذْبٍ من النَّمِيرِ زُلال

أنتَ مَوْلاهُ أنتَ عَلَّمْتَهُ البَذْ

لَ وبَذْلُ العبيدِ فَضْلُ الموالي

غمَرَتْنا نُعْماكَ في كلِّ حالٍ

فحمدْنا نُعْماكَ في كلِّ حالِ

أيُّها الراكبونَ في طَلَبِ الْغَيْثِ

سِراعاً والغيثُ مِلْءُ الرِحالِ

لا تَرِيموا مكانَكُمْ لا تَرِيموا

ساحةُ المُلْكِ مَوْرِدُ السُؤَال

يا لَها فَرْقَداً أطلَّ عَلَى الدُنْيا

فأمستْ نجومُها كالذُبالِ

سطعتْ بالسعُودِ تستقبلُ الكَوْ

نَ فتحظَى بأشرفِ استقبال

اِسْتَهلَّتْ بالسِلْمِ واليُمْن والعِيدِ

فكانتْ بَرَاعَةَ استهلال

أُغْمِدَ السيْفُ بعدَ طُولِ جِدالٍ

وجدالُ السُيوفِ شَرُّ جِدال

أنا في السِلْمِ عَبْقَرِيُّ القَوافي

ليس لي في الظُبَا ولا في النِصال

أنا شعري كالطَيْرِ يُفْزِعُهُ الَخُّ

ويرتاعُ من حَفيف النِبال

لا تعيشُ الفُنونُ بينَ كِفاحٍ

راكبٍ رأْسَهُ وبَيْنَ نِضال

خِفْتُ إنْ أُشْعِلَتْ لَظَى الحَرْبِ أَنْ

أُنْشِدَ بَيتاً جرَى معَ الأمثال

لم أكُنْ مِنْ جُناتِها عَلِمَ اللهُ

وإنَي بِحَرِّها اليومَ صالي

فمتَى تَهْدَأُ القُلُوبُ إلى الْحُبِّ

وتُهْدَى النفوسُ بعد ضَلال

أشْرِقي عَابِدينُ فالمُلْكُ زاهٍ

صاعِدُ الْجَدِّ والزمانُ مُوالي

أنتِ أطلعتِ في سمائِكِ بَدْراً

عَلَّمَ ابنَ السماءِ معنَى الكمال

دَوْحَةُ المجْدِ أَنْتِ كَمْ من أصولٍ

راسياتٍ ومن فُروعٍ هِدال

دَوْحَةٌ أَرضُهَا من الطِيبِ والمِسْكِ

وأثمارُها سُمُوط اللآلي

كم أظلَّتْ مِصْراً وحاطَتْ بَنِيها

من هَجيرِ الْخُطُوبِ والأهوال

أنتِ يا عابدينُ خَيْرُ بناءٍ

مَدَّ أفْياءَهُ على خَيْرِ آل

صَفَّقَتْ مِصْرُ حينما جَاءتِ البُشْرَى

فأهلاً بمولدِ الآمال

كم بسطنا الأكُفَّ نَضْرَعُ لِلرَحْمنِ

والليلُ مُسْبِلُ الأسْدال

وسبَقْنا دَقَّ البشائرِ شَوْقاً

وبعثْنا السُؤالَ إِثْرَ السُؤال

ووَدِدْنا لو استقرَّ التَّمَنِّي

واستراح الرَجاءُ بعدَ كَلال

وإِذا أَنْعُمُ الإِلَهِ تَوَالَى

بعميم الإِحسانِ والإِفضال

وإذا الفجرُ صادقٌ يَمْلأُ الشَرْ

قَ فَيَمْحُو غَياهِبَ الأَوْجالِ

وإذا المَهْدُ فيه دُرَّةُ مَجْدٍ

لِكَرِيمِ الْجُدودِ والأَخْوال

وإِذا مِصْرُ أَعْيُناً وقُلوباً

تَقْبِسُ النورَ من سَنا فِرْيال

فهنَاءً مَليكةَ النِيل كم حَقَّقْتِ

للنيلِ من أمانٍ غَوالي

وَهناءً مَليكَ مِصْرَ المُفَدَّى

نِلْتَ فَاشْكُرْ للَهِ خَيْرَ مَنال

عِشْ وعاشَتْ أمِيرَةُ المُلْكِ واسْلَمْ

للمعالي وصالِح الأعمال

شرح ومعاني كلمات قصيدة بين صحو المنى وحلم الخيال

قصيدة بين صحو المنى وحلم الخيال لـ علي الجارم وعدد أبياتها خمسة و ثمانون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي