بي ما بعطفك إذ بدا متمايلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بي ما بعطفك إذ بدا متمايلا لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة بي ما بعطفك إذ بدا متمايلا لـ شرف الدين الحلي

بي ما بِعطفك إذ بدا متمايلا

فدع الشَّمول وقم فهزّ شمائلا

فالفعل يضعف فعلها عن خطرةٍ

ملأت خواطر عاشقيك بلابلا

فونشوةٍ عانية أودعتَها

عِطفاً وطرفاً ما تعدى الواجلا

إني سكرت كما سحرت بمقلة

فتكت فحسبك يا غزال مَغازِلا

فبورد وجنتك الذي أجنيته

منا عيوناً ردهن مناهلا

مُرْ مقلتيك ببرء قلب مدنف

لجنونه مد العذارُ سلاسلا

وَأَبي الهوى لولا الجوى ولواعج

لم يبق إلا نضو شوق ذاهلا

ما بت أستهدي سقام جفونه

برءاً وأستجدي عذاراً سائلا

ولقد كسوت القلب جُنة سلوة

سلبت وقد برز الغرام مُقاتلا

وبدت طلائع للعيون مغيرة

ما أخطأت منها السهام مقاتِلا

فجعلت صبري في الكمين فَفَرَّعَنْ

غمراتها لم يغن عني طائلا

فجرى على الأعناق دمعي ناصراً

لما رأى جيش التجلّد خاذلا

بأبي الذي لولا نوافث سحره

ما صار هزل هواه شغلاً شاغلا

أدنى الغرام إلى الحشا وحمى الكرى

جفني فبات النوم عنه راحلا

فوحقه لو زار زورة عاطف

وعصى كما أَعْصي عليه العاذلا

أحيا بزورته المتيم مثلما

أحييت يا موسى المليك العادلا

أوصاك بالدين الحنيف فشدت من

بنيانه ما كان رسماً ماحلا

وذببت عنه بالسيوف قواضباً

والخيل جرداً والرماح ذوابلا

ورفعت بنيته بعزم ناصب

أبداً يجر إلى الطغاة جحافلا

وغدوت تسلك سيرة عمرية

ردت أباك وقد تزوّد راحلا

ملك قضى ما بين ملتف القنا

والشرك قد ملأ البلاد زلازلا

فأحلّه دار المقامة خوضه

دون الهدى ذاك المقام الهائلا

فورثتموه حماسة وسماحة

وخلفتموه عزائماً ومناصلا

فافخر أبا الفتح الذي أيامه

حسنت ضحى من عدله وأصائلا

فلقد تملكت الأنام بسيرة

أضحت تقيم على الدوام دلائلا

فمن الذي يسمو إلى ما نلتُم

من سؤدد ملأ الزمان فضائلا

عزماً فقد عنت العدا لجلالكم

أي والذي منح الكمال الكاملا

سلطان أرض الله والملك الذي

لم يعدم الإسلام كفئاً كافلا

أسمى الملوك نزاهة ونباهة

وسجاحة ورجاحة وفواضلا

واشدد به أزراً ترى وزراً إذا

ألقى الزمان على بنيه كلاكلا

وادع المعظم للعظيم ودفعه

لترى جسيم خطوبه متضائلا

ودع المظفر للعدو إذا التوى

ثم ادعه لتهيج ليثاً باسلا

واقهر بإخوتك الذين صفاتهم

تغني عن العد والعدوَّ مناضلا

العادليين الذين وجوههم

تهدي إلى سبل النجاح الآملا

السامقين السابقين مناقباً

والناطقين الصادقين مقاولا

ملؤوا قلوب المعتدين مهابة

لهم وأيدي المعتفين هواطلا

كم أججت نار الوغى فتدرعوا

غدر السوابغ حاملين جداولا

يهفو العقاب عليهم فتخالهم

أسداً تحثّ من الجياد أجادلا

شاهر من السلطان دمت لأمة

تدعو لملكك رافعين أناملا

وإذا السنون تتابعت أزماتها

شاموا بنانك لا السحاب الهاطلا

فتمل أعياداً تعود بكل ما

تهوى وتضمر للعداة غوائلا

فوحق دولتك التي نوهت بي

فيها كما نبهت مني خاملا

ما أوجد الرحمن عندك نعمة

إلا وجدت لها لساناً قائلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة بي ما بعطفك إذ بدا متمايلا

قصيدة بي ما بعطفك إذ بدا متمايلا لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي