بي هلالا فضل البدر سناء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بي هلالا فضل البدر سناء لـ عبد المحسن الكاظمي

اقتباس من قصيدة بي هلالا فضل البدر سناء لـ عبد المحسن الكاظمي

بي هِلالاً فضل البَدرَ سَناءَ

وَغَزالاً عَلَّمَ النفرَ الظباءَ

فَإِذا ما رَوّضَ الجزع عَطا

وَإِذا ما أَظلَمَ الكَونُ أَضاءَ

وَبِنَفسي قَمَرٌ إِمّا بَدا

أَو رَنا أَغضَت له الشَمسُ حَياءَ

لَم يَزَل يَنسَخُ آيات الضُحى

نوره أَو يلبس اللَيل رِداءَ

بَينَما كنت أَرى إِيضاحه

يَخطُفُ الأَبصارَ إِذ عاد خفاءَ

وَخَليط قَد وَصَلنا ودَّهُ

وَقَطَعنا في هَواه الخلطاءَ

أَلفَ الصَدَّ فَقُلنا رشأ

شأنه الصدّ تَدانى أَو تناءى

غاله صرف اللَيالي فاِنطَوى

فَطَوَينا الودَّ فيهِ وَالوَلاءَ

كُنتُ أَرعاهُ صَباحاً وَمَساء

صِرتُ أَنعاهُ صَباحاً وَمَساءَ

وَإِذا أَنعاهُ أَو أَندبُهُ

أَندبُ العزَّ وَأَنعي الكِبرياءَ

كانَ ملويّ السرى إلّا لَنا

فَلَوى عنّا اِلتفاتاً واِنثناءَ

أَتراهُ قَد تَناءى عَن قِلىً

ما عَهِدنا في تَدانيه قِلاءَ

أَم تَرى ترحاله كانَ جفاً

لا وَعينيه فَما كانَ جَفاءَ

إِنَّما الحادي دَعا حَتّى لَقَد

طبقت دعوته الدنيا زقاءَ

ثُمَّ ما أَمهله أَن جاءَه

مستحثّاً فَتَولاه وَفاءَ

وَكَذا الأَيّام إِمّا حاوَلَت

قطع أَمرٍ واصلَت فيهِ العَداءَ

وَخطوبُ الدهر إِمّا نزلَت

في فناءٍ أَقفَرَت ذاكَ الفناءَ

وَدَواعي البين إِمّا قويت

جعلت أَنديَة الحيّ قواءَ

وَرياحُ الجدب إِمّا عصفت

في أَلاء قلعت ذاكَ الأَلاءَ

وَلِجاجُ الحبّ لا يبقي عَلى

مَن تَفانى في الهَوى إِلّا الفَناءَ

وَكَذا يَلقى الأَسى من لَم يَكُن

دون من يَهواه حرزاً أَو وَفاءَ

قل لحاديه أَجِب تسآلنا

قَد نَراك اليَوم أَعجلت الحِذاءَ

أَتعوّدتَ النَجا عند السرى

أَم تعمّدتَ بمسراك النَجاءَ

ما نَراك اليَوم إِلّا ظالِماً

أَخذَ الغصن وأَعطانا الغثاءَ

قَد طويتَ البشر عنّا وَالهَنا

وَنَشرتَ الهمَّ فينا وَالشَجاءَ

وَزجرتَ الطيرَ عَن أَوكارِهِ

غلطاً جرَّ عَلى الوكر العفاءَ

خلّه فَهوَ فَتىً يافِع

ثُمَّ ذرنا نَحتَفِظ ذاكَ الفتاءَ

خلّه تنعم به أَوطانُه

واِبقه نحمد به هَذا البَقاءَ

وَإِذا ما رمت من ذاك فَدىً

فَخُذ الدنيا وَما فيها فِداءَ

بنت بالريّ وَغادرت لَنا

مهجاً حرقها الوجد ظماءَ

قَد كذبنا ما وَفينا معه

إِذ وَأدنا الصدق فيهِ وَالوَفاءَ

واِنقَلَبنا من ذرى عادية

لِربى أَحدثن للذلّ وعاءَ

وَظَللنا في زَمان كلّه

سقم أفقدن أَهليه الشفاءَ

وَكَذا من لم يَكن ذا مِرَّةٍ

باللَيالي كابد الداء العياءَ

وَالَّذي هذّبه العلمُ فَلا

يَأَلَف الداء وَلا يَعدو الدَواءَ

وَفّه يا عين فَرضاً واجِباً

وَاِحذري أَن تهملي فيه الأداءَ

وَأَريني كَيفَ تسكاب الحَيا

يجعل الأوداء غدراً ونهاءَ

وَاِقض يا نَفسُ عليه جزعاً

وَتعزّي عنه أَو فاِقضي عزاءَ

هَل لَنا وَالعَيش أَمسى خشناً

غير أَنّا نذكر العَيش الرخاءَ

ونُمنّي النفس في فاقتها

أن سَيملا الدهر كفّيها غناءَ

هَكَذا فليهج الذكر الأسى

وَليثر بَينَ الحَشا داءً فَداءَ

قَد ذكرنا مَجدنا العذب الرواء

واِنثَنينا نندب العذب الرواءَ

وكَنينا عنه تخواف العدى

تلفت الطرف لكانيه اِشتِفاءَ

أَيُّها المَجدُ تراجع وَأَقِم

واِقصر اللبثَ علينا وَالثواءَ

لا تَكُن مغتَرِباً عَن عصب

أَصبَحوا منك جَميعاً غرباءَ

بنت لا بنت فَهَل بعدَ النَوى

نَلتَقي أَم أَنتَ لَم تنو اللقاءَ

هَذِهِ الأَوطان تَدعوك فَعُد

وأعد في أَهلها ذاكَ البَهاءَ

لا تَدَع عين العدى تنظرنا

نظر الغرب إِلى الشرق اِزدِراءَ

أَيُّها الرامي إِلى غاياتِها

مُحسناً عَن قوس فكريه الرماءَ

أَجل الطرفَ وَجُل بين الوَرى

وَاِبعثِ الفكر هبوطاً واِعتلاءَ

تَجِد الشَرقَ هوى من صرحه

وَتَرى الغَربَ تَعالى حيث شاءَ

إِنَّ ذا من كَسَلٍ نامَ وَذا

قامَ يشأى عزمه السَيف مضاءَ

وَكَذا من كانَ في يَقظته

ترك الراقِد في الشوط وَراءَ

وَالَّذي يَرجو المَعالي راقِداً

فاته اليَقظان عزّاً واِعتلاءَ

ظلّ هَذا يَنشق الهوج وذا

راح لا ينشقها إِلّا رَخاءَ

أَبَداً من جال في أَنحائه

لا يَرى غير رَزايا تَتَراءى

لا يَرى غير أَسىً يَتلو أَسى

وَعناءً لا يَلي إِلّا عَناءَ

وَفَتىً من جبنه بَعدَ فَتى

يَترُكُ الجمَّ وَيَرتاد اللغاءَ

وَحمىً منهتك بعد حمىً

لَيسَ يَلقى فيه ذو الروع اِحتِماءَ

كُلُّ يَوم أَزمة تفرسه

بنيوب تدع الطود هباءَ

يَسرق الأَزلم من أَحداثهِ

لَمحة الطير إِلى الفخ اِقتِذاءَ

ويردّ اللّحظ في أَجفانه

دامياً يعثر بالفجر عشاءَ

وَأُولي الأَمر كَما تنظرهم

أَغفَلوا الأَمر وَعدوا أمراءَ

قرّبونا للبلى واِبتَعَدوا

قاتل اللَه الطغاة البعداءَ

من يدٍ للظلم أَقوى من يَدٍ

لَم تَنَل إِلّا العباد الضُعَفاءَ

من أُقاضي وَغَريمي ذو القَضا

فَخُذوني وَالقضاة الغُرَماءَ

أَينَ لا أَينَ الأُلى قَد أَنفوا

وَأَبوا إِلّا المَعالي والإباءَ

رجحوا حلماً وَخفّوا همماً

وَنشوا صيداً وَشبوا زعماءَ

للهدى كانوا أَدلّاء وَلل

عدل وَالمَعروف كانوا خلفاءَ

فَكأن لَم يخلفوني أَوَّل ال

خلق إِلّا لِيَكونوا عُظَماءَ

لَو دَعاهم صارخ لاِنتَفَضوا

عَن بطون الأَرض واِحتلّوا السَماءَ

أَطلَقوا كلّ أَسيرٍ مثلَما

مَلَكوا الأَحرار جوداً وَسَخاءَ

لَو تبعنا في العلا آثارهم

لَزحمنا الشرقَ وَالغربَ علاءَ

تَرَكوا المَنزِل مَعموراً لَنا

ثُمَّ جئنا فَتَركناهُ خلاءَ

ضَربوا العزّ لَنا أَخبية

فَنقضناها خباءً فَخباءَ

وبَنوا المجد علينا صُرُحاً

فَعقرناها بناء فَبناءَ

وَبقينا صوراً جامدة

لا يَرى فيها أَخو الرشد ذماءَ

كلّنا نلهج بالعلم وَلا

أَحَد منّا يباري العلماءَ

لَيسَ للفضل نصيب عندنا

غير أَن نعرف منه الفضلاءَ

ندّعي العلم وَلَو أَنفُسُنا

أَنصَفتنا لدعتنا جهلاءَ

علماء الأَرض قوم علموا

أنّ في الأَرض نَعيماً وَشَقاءَ

علموا مِن أَينَ يجتاح الشَقا

فأَزاحوه وَعاشوا سُعَداءَ

شمّروا وَالشَكّ في حندسه

فَأَحالوا ظلم الشكّ ضياءَ

كشفوا كلّ غطاً واِكتَشَفوا

كُنُزاً كانَ بِها الترب ملاءَ

سخّروا البرق فَأَضحى طوعهم

واِستَقادوا من لَظى النار العِصاءَ

وَأَذابوا من حَديد زبراً

وَأَعادوه رشاءً فَرشاءَ

ثمّ مدّوه عَلى هام الوَرى

وَأَمدوا في حشاه الكَهرباءَ

جَعَلوا البحر قصوراً وَالثَرى

أَبحُراً تزخر صَيفاً وَشِتاءَ

وَلَقَد عبّوا بأصفى مائها

وَشربنا فضله الرنق حساءَ

وَخَليق بالرَوى من صرم ال

كَدَرَ الآجِنَ عذبا وَرواءَ

لَيتَ شِعري ما الَّذي أَطلقهم

من عقال وَدَعانا أسراءَ

ما لَنا نَحن ضَعِفنا وَقووا

أَوَ لَسنا كلّنا طيناً وَماءَ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بي هلالا فضل البدر سناء

قصيدة بي هلالا فضل البدر سناء لـ عبد المحسن الكاظمي وعدد أبياتها اثنان و تسعون.

عن عبد المحسن الكاظمي

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم. من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً. ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان. قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.[١]

تعريف عبد المحسن الكاظمي في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن علي الكاظمي (20 أبريل 1871 - 1 مايو 1935) (30 محرم 1288 - 28 محرم 1354) عالم مسلم وشاعر عراقي عاش معظم حياته في مصر. ولد في محلة دهنة في بغداد ونشأ في الكاظمية وإليها ينسب. كان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف. حاول والده أن يدخله التجارة لكنّه لم يَمِل إليها، فتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، واستهواه الأدب فنهل من علومه وحفظ كثيرًا. اتصل بالجمال الدين الأفغاني حين مرّ بالعراق، فطارده العهد الحميدي ففر إلى إيران ومنها إلى عشائر العراق وإمارات الخليج، وللهند ثم إلى مصر، فلاذ بالإمام محمد عبده الذي رحّب به، وأغدق عليه فأقام في مصر في كنفه، ولمّا توفي الإمام، ضافت به الأحوال وأصيب بمرض يقال أذهب بعض بصره، فانزوى في منزله في مصر الجديدة في القاهرة حتى توفّي. تميّز بخصب قريحته وسرعة بديهته وذوق رفيع سليم وألفاظ عذبة رنّانة، وكان يقول الشعر ارتجلاً وتبلغ مرتجلاته الخمسين بيتًا وحتى المئة أحيانًا. يلقب بـأبو المكارم و شاعر العرب ويعد من فحول الشعراء العرب في العصر الحديث. ضاع كثير من مؤلفاته وأشعاره أثناء فراره من مؤلفاته ديوان الكاظمي في جزآن صدرته ابنته رباب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي