تأبى الصبابة أن تصيخ لعاذل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تأبى الصبابة أن تصيخ لعاذل لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة تأبى الصبابة أن تصيخ لعاذل لـ السري الرفاء

تَأبَى الصَّبابةُ أن تُصِيخَ لعاذل

أو أن تَكُفَّ غُروبَ دمعٍ هاملِ

عرَفَ المنازلَ باللَّوىَ فبكَى دماً

إنَّ الهَوى فيه اختلافُ مَنازلِ

ومتَى رأَى آثارَ حَيٍّ نازحٍ

حَيَّا وقالَ سُقِيتَ أَوبةَ راحلِ

لاَ يستفيقُ كأنَّ نَفثةَ نابلٍ

بَكَرَت عليه أو سُلافَةَ بابلِ

وسَبِيلُه أن يَستَبِلَّ وقَد رأَى

شَملَ الشَّبابِ طَريدَ شَيبٍ زَائلِ

لَقِيَ العَواذلُ عاطلاً من حِلمِه

فصَددنِ عن حَالِي المفارِقِ عَاطلِ

حُيِّيتَ مِن طللٍ أحابَ دُثورُه

يومَ العَقيق سؤالَ دَمعٍ سائلِ

نَحْفَى وَنَنْزلُ وهو أعظمُ حُرمةً

من أن يُذَالَ براكبٍ أو ناعلِ

ما كانَ أعذَب مُجتناه وأهلُه

بينَ العُذَيبِ وبينَ رِقَّةِ عاقلِ

ومُرادُنا ما بينَ أبيضَ صارمٍ

يَهتزُّ منه وبينَ أسمرَ ذَابلِ

أَسَلاسلَ البَرقِ الذي لحظَ الثَّرى

وَهَناً فوشَّحَ رَوضَه بسَلاسلِ

أَذكَرتَنا النَّشَواتِ في ظِلِّ الصِّبا

والعيشَ في سِنَةِ الزمانِ الغافلِ

أيَّامَ أستُرُ صَبوتي من كاشحٍ

عَمداً وأسرقُ لذَّتي من عاذلِ

هل يُبلِغَنَّ اللَّحظُ إن واصلتُه

مَن ليسَ تَبْلُغُهُ تَحيَّةُ واصلِ

أُكْنِي عن البلدِ البعيدِ بغيرِه

وأَردُّ عنه عِنانَ قلبٍ مائلِ

وَأَودُّ لو فَعَلَ الحيا بِسهولهِ

وحُزونِه فعلَ الأميرِ بآملِ

الواهبُ الغِيدَ الكواعبَ تَغتدِي

مَشفوعةً لُعفاتِه بصواهلِ

والباذلُ النَّفسَ النفيسةَ للقنا

كَرَماً تجاوزَ فيه حَدَّ الباذلِ

إعناقُ عبدِ الله في طُرُقِ العُلى

والنَّحلُ تُعْنِقُ فَضلَه في الباطلِ

حَمَل المغارمَ والحمائلَ بعدَه

والمجدُ حَمْلُ مغارمٍ وحمايلِ

فالدهرُ يمسَحُ منه غُرَّةَ سابقٍ

لاقاه أَوَّلَ سَابقِينَ أوائلِ

لمّا أَبلَّ تباشَرت آمالُنا

بُشرَى العِطاشِ رأَينَ صَفو مَناهلِ

أو كالتِّلاعِ الحُوِّ آنسَ نَورُها

إِيماضُ طَلٍّ للسَّحابِ وَوابلِ

من بعدِ ما فاضَت عيونُ قبائلٍ

حُزناً عليه وغاضَ صَبرُ قَبائلِ

بَرءٌ تدارَكَنا ونحنُ من الجوى

غَرقَى فأَوطأَنا رِقابَ السَّاحِلِ

وافَى فكانَ السَّعدُ أَوَّلَ طالعٍ

بطُلوعِه والنَّحسُ آخِرُ آفِلِ

أَهُمامَ وائلَ أنتَ أولُ سيِّدٍ

تُثْنَى بُسؤدُدِه خَناصرُ وائلِ

والسيفُ سيفُ الله لم تُعَرفْ له

في مُلتَقى الأبطالِ ضربةُ باطلِ

والرمحُ أسرفَ جائراً في جائرٍ

طَعناً ونكَّبَ عادلاً عن عادِلِ

والسهمُ لا يَلقاه عندَ مُروقِه

في الرَّوعِ إلا مُتَّقٍ بمَقاتل

لاَ يَفرَغُ الأعداءُ منك فإنَّهم

بإِزاءِ شُغلٍ في قِراعِك شاغِلِ

نظَرتْ مَعاقلُهم إليك فلم يكُن

لمّا دلَفتَ إليهمُ بمَعاقِلِ

أَلحقتَ شاهقَها المُنِيفَ بأرضِها

فكأنَّما صَبَّحْتَها بزَلازِلِ

كم سطوةٍ لك أخملَت من نابهٍ

وصنيعةٍ لك نَبَّهت من خامِلِ

أُبْرِئتُ إذ جاورتُ رَبَعك نازلاً

فكأنَّني جارُ الرَّبيعِ النازِلِ

وسُقيتُ من جَدواك خمسَ سحائبٍ

جادَت عليَّ بهنَّ خمسُ أنامِلِ

فتواصلَت مِدَحي إليك كأنَّها

أفوافُ وَشْيِ اليُمْنَةِ المتواصِلِ

أنا فارسٌ فيما أقولُ مُحَقَّقٌ

فاسَمع مَقالَةَ فارسٍ من راجِلِ

وَلرُبَّ تعريضٍ لَدَيك نجاحُه

جاءته تصريحُ الغَمامِ الهاطِلِ

ومتَى أنلْتَ على القَريضِ فإننَّي

ربُّ القريضِ وأنتَ ربُّ النائِلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تأبى الصبابة أن تصيخ لعاذل

قصيدة تأبى الصبابة أن تصيخ لعاذل لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي