تأدب بباب الدير واخلع به النعلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تأدب بباب الدير واخلع به النعلا لـ أبو الحسن الششتري

اقتباس من قصيدة تأدب بباب الدير واخلع به النعلا لـ أبو الحسن الششتري

تَأدبْ بِبَاب الدَّيْر واخْلَعْ بِهِ النَّعْلاَ

وَسَلّمْ عَلَى الرُّهبَانِ واحْطُطْ بِهْمَ رَحْلا

وعَظَّمْ بِهِ القسيسَ إِنْ شئتَ خُطوةَ

وكَبِّر بِهِ الشَّمَاسَ إِنْ شِئتَ أَنْ تَعْلا

ودُونَكَ أصْوات الشَّمَامِيس فاسْتَمعْ

لأْلحَانِهمْ واحْذَرْك أنْ يَسلبوا العَقْلا

بَدَتْ فِيهِ أقْمارٌ شُموسٌّ طَوَالعٌ

يطُوفُونَ بالصلبان فاحْذَرك أنْ تُبْلى

فايَّاكَ أنْ تَسْمَعْ لَهُنَّ بِحكمَةِ

وايَّاكَ أْن تَجمَعْ لهنَّ بِك الشَّملا

فان كان هذا الشرط وفَّيتَ حَقَّهُ

بصدْقٍ ولم تُنْقِض عُهُوداً ولا قَوْلا

دَعُوكَ بِقِسّيسٍ وسَمُّوْك رَاهِبَا

وابدوا لك الاْسرَارَ واستحسَنوا الفعلا

وأعطوك مفتاح الكنيسة والتي

بها صورت عيسى رهابينهم شكلا

نعم كل ما قد قلت لي قد سَمِعتُهُ

ولا أبتغي في ذَاكَ ودّا ولا مَيلا

وَلمَّا أتيت الدير أمسَيتُ سيّدا

وأصبحتُ منْ زهوى أجر به الذيلا

سَألت عنْ الخمّارِ أين مَحلَّهُ

وهلْ لي سبيل لِلوصُوُل به أمْ لا

فَقَالَ لي القسيَّسُ ماذا تُريدُهُ

فقُلْتُ أريدُ الخمر منْ عنده أملا

فقَالَ ورأسي المسيحِ ومرْيمٍ

وديني ولو بالدر تبذلْ بِهِ بدْلا

فَقلتُ أزيدُ التَبرَ للدر قالَ لا

ولو كَانَ ذَاك التَبرُ تكتاله كَيلا

فقلت له أعطيك خُفى ومُصحفي

وأعطيك عُكازَا قطعتُ به السبلا

وهَاكَ حَرمدَاتي وهَاكَ شميلتي

وها دستماني والكُشيكل والنصلا

وها سِرّ مَفهوُمي وعُودَ أراكتي

وقنديلَ حضراتِي أنادمهُ ليلا

فقال شَرابي جلَ عما وصَفتهُ

وخمَرتنَا ممّا ذَكَرْتَ لنَا أغلى

فقلتُ لَهُ دَعْ عَنكَ تَعظِيمَ وصفها

فخمرتُكمْ أغلىَ وخرقتنا أعلى

على أننّا فيهَا رأينَا شُيُوخنَا

وفيها أخْذنا عن مشائخنا شُغلا

وفيها لنَا سِرّ ادرناه بَيْننا

وفيها لنَا سِرّ عَنْ السرّ قد جلا

وفيها لنَا العُذالُ لامُوا وأكثروا

وأذاننا في لبسها تَترك العذلا

فلما لبسناها وهمنا بحبها

تركنا لها الأوطان والمال والأهلا

فَقَالَ عَسَى تلك العَبَاءةُ هَاتها

فقد اثبتت نفسيِ لها الصدقَ والعدلا

فقلتُ لَهْ إنْ شئتَ لبسَ عباءتيَ

تَطَهر لَها بالطُّهر واضح لها أهلا

وبدلْ لهَا تِلكَ الملابسَ كُلَّها

ومزّقْ لها الزنار واهجرْ لها الشكلا

فقالَ نَعمْ إني شُغفتُ بِحُبها

سَأجعلُها بيني وبينكُمُ وصلا

فناولنيها قَدْ أبحتُكَ سِرّها

وناولنيها فِي أبَاريقها تجلى

فقُلتُ لَهُ ما هذه الراحٌ مقصدي

ولا أبتغي مِنْ راحَكم هذه نيلا

ولكنَّها رَاحٌ تقادمُ عَهدُها

فما وُصفتْ بَعدٌ ولا عرفت قبلا

اقر بأنّ اللهَ لا رَبَّ غَيرُهُ

وأنّ رسّول الله أفضلهم رُسلا

عليهِ سَلام اللهِ مَا لاح بَارِقٌ

وما دَامَ ذكر اللهِ بينَ الورى يتلى

شرح ومعاني كلمات قصيدة تأدب بباب الدير واخلع به النعلا

قصيدة تأدب بباب الدير واخلع به النعلا لـ أبو الحسن الششتري وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن أبو الحسن الششتري

أبو الحسن علي بن عبد الله النميري الششتري الأندلسي. ولد في ششتر إحدى قرى وادي آش في جنوبي الأندلس سنة 610هـ‍ تتبع في دراسة علوم الشريعة من القرآن والحديث والفقه والأصول. ثم زاد الفلسفة وعرف مسالك الصوفية ودار في فلكهم وكان يعرف بعروس الفقهاء وبرع الششتري في فنون النظم المختلفة الشائعة على زمانه من القصيد والموشح والزجل واشتهر شاعراً وشاحاً زجالاً على طريقة القوم وذاع صيته في الشرق والغرب بدأ حياته تاجراً جوالاً وصحب أبا مدين شعيب الصوفي بن سبعين ثم أدى فريضة الحج وسكن القاهرة مدة لقي أصحاب الشاذلي وزار الشام. توفي في مصر في بعض نواحي دمياط وله (ديوان -ط) .[١]

تعريف أبو الحسن الششتري في ويكيبيديا

أبو الحسن الششتري (610 هـ - 668 هـ) شاعر زجال من الأندلس كان من أهل الزهد وصفه لسان الدين ابن الخطيب في الإحاطة بقوله: «عروس الفقراء، وأمير المتجردين، وبركة الأندلس، لابس الخرقة، أبو الحسن. من أهل شستر، قرية من عمل وادي آش معروفة، وزقاق الشستري معروف بها. وكان مجوداً للقرآن، قائما عليه، عارفاً بمعانيه، من أهل العلم والعمل».[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي