تأس ولا تجزع فقد ضي الأمر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تأس ولا تجزع فقد ضي الأمر لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة تأس ولا تجزع فقد ضي الأمر لـ ابن هتيمل

تأسَّ ولا تَجزَع فَقَد ُضيَ الأمرُ

ولَيس يَضيرُ الشَّمسَ إن كَسَفَ البدرُ

وإن غاب نَجمٌ عنكَ أزهرُ غائمٌ

فَحَولَك مِن إخوانِه أنجمٌ زُهرُ

عَليكَ بِحسنِ الصَّبرِ ما مِن مُصيبَةٍ

وإن عَظُمَت إلاَّ أعاضَ بها الصَّبرُ

وواللهِ ما الدُّنيا وزَهرةُ عَيشِها

يَدومُ ولا خَيرٌ يَدُومُ ولا شَرُّ

إذا الدَّهرُ أفنَى الخَلقَ كَرُّ خُطوبِه

وَلم يبقَ حيٌ مِنهُم فَنيَ الدَّهر

فلا تكتَرَث مِن عَثرةٍ غَلَطَت بِها

صُرُوفُ اللَّيالي فالزَّمانُ لَهُ عَثرُ

فإنَّ رَسُولَ اللهِ أحمدَ قَد جَرى

لَهُ وعلَيهِ الخَوفُ والخذلُ والنَّصرُ

وطارَت قُريش الأبطحَين لِثأرِها

إلى أن قَضتها أُحدُ ما أسلَفَت بدر

ويَومُ حُنَينٍ أعجَبَته جُنُودُه

بِكثرَتِها لَم يُغنِها ذَلِكَ الكُثر

وبالشّعبِ لَم تَظفرَ لَقيطٌ وحاجِبٌ

وأوسٌ بن لامٍ وابنُ عمِّهما عَمرو

وما سُرّ في يَومِ السُّرُور قتادَةٌ

وأيُّ سُرورٍ دَونَه القَتلُ والأَسر

وفي كَنَفي صنعاء سيقَ لجابِرٍ

بكسرَةِ عزِّ الدّين مِن حَسَنٍ كسر

وبالأمسِ جاءًَتكَ الحُروبُ كتائِبٌ

تُكاثِرُ عَدَّ القَطرِ أو دُونُها القَطر

فَوَلَّت فُرادَى يَهزِمُ الألفَ واحدٌ

ومِن عَجَبٍ أن يَهزِمَ المِائة العَشر

بِنفسي قَتيلاً أسلَمَته إلى الرَّدى

نُفوسٌ أخَفَّتها السَّفاهَة والذُّعر

أشاحَ بها عِندَ الفِرارِ فَقَلَّصَت

وما طَعنُها وخضٌ وما ضَربُها هَبرُ

وما بي إلاَّ جَيلَةٌ و عَبيدَةٌ

فَكُلٌّ له عُذرٌ وما لَهُم عُذر

أكانُوا نياماً أم بأعينهم عَمىً

فَلم يُبصِروه أم بآذانهم وَقر

تَقَدَّم صَدرَ الزَّحفِ والكَرُّ هَمُّه

فلاقَى الذي لاقى وهَمُّهُم الفَرُّ

فَلَمّا تَراءَى المُعلَمُونَ وآنسَت

قُرُومُ الفحولِ الهَدرِ فانعَدَم الهَدرُ

تَداعوا كَما طارَ الجداء وأذعنُوا

كَسِربِ القَطا لَمّا تَيَمَّمَه الصَّقر

هَنيئاً لِبطنِ الأرضِ ما حَلَّ بَطنَها

وثُكلاً لِظهرِ الأرضِ ما سُلِبَ الظَّهرُ

ويا بأبي وجهاً ثَوَت قسَماتُه

بِقبرٍ لهُ في كُلِّ جارحةٍ قَبرُ

بِبَلقَعَةٍ يُمسي ويُصبح شَخصُهُ

بَعيداً وما بَيني وما بينَه شِبر

بَني ذَروةٍ تُنقَونَ مِن أهلِ عصرِكُم

خياراً كما ينقى من الخَسَفِ التَّمر

إذا طالَ عمرُ المرءِ منكم فَحَدُّه

مَناهَزَةَ العِشرينَ وانقَطَعَ العُمر

كأنَّ اللَّيالي تَبتَغيكُم بِثأرِها

مِنَ القَتلِ أو للموتِ عِندَكُمُ وَترُ

ولا بِدَعٌ إن نالَكُم مِن عَدُوِّكم

ومِن قومِكُم في الحَربِ داهيةٌ بكر

فَمِن قَبلُ قد أردَى عليَّ ابنُ مَلجَم

وقد حَزَّ رأساً مِن حَسينكم شَمرُ

وقد جَرَّعت بَكرٌ كليباً حِمامَهُ

ولاقى شُعوباً من بني أسدٍ حُجرُ

أبا قاسمٍ إن كانَ للحشرِ روعةٌ

فسيّان عند الناسِ يَومُك والحشر

عصَيتُك عن قهرٍ وفَكَّكت عن يَدي

فَغادَكَ لِلحينِ المنيَّةُ والقَهرُ

وطائفتا بَغيٍ سَرى الجهلُ فيهما

فذي تَغلَبُ فيما أراهُ وذي بَكر

وكَم سائلٍ مستَفهِم مِن حَذارِه

عليكَ أعبدَ اللهِ غاضَ أمِ البَحرُ

وواللهِ إنَّ العِزَّ ذُلٌّ لأهلِهِ

إذا لَم تكن فيها وإن الغنَى فَقر

أرَى الأرضَ يبساً وهيَ مُخضَلَّة الرُّبا

وفيها أنيسٌ وَهيَ مُوحِشَةٌ قَفرُ

أظَلُّ وقد ألوَى بِمنزِلِكَ البِلى

أحُومُ كأنّي طَائِرٌ ما لَه وكر

وحَسبُكَ أنّي بَعدَ مَوتِك مُنطَوٍ

عَلَى اليأسِ مِن رُوحي وأنَّ يَدي صِفر

لِمَن تُنظَمُ الأمثالُ بعدَكَ أو لِمن

يُشادُ المذاكي أو لِمن يُنظَمُ الشِّعر

شرح ومعاني كلمات قصيدة تأس ولا تجزع فقد ضي الأمر

قصيدة تأس ولا تجزع فقد ضي الأمر لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي