تألق النصر فاهتزت عوالينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تألق النصر فاهتزت عوالينا لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة تألق النصر فاهتزت عوالينا لـ علي الجارم

تألَّقَ النصْرُ فاهتزّتْ عَوَالينا

واستَقْبَلتْ مَوْكِبَ البُشْرَى قَوافِينَا

غَنّى لَنا السَّيْفُ في الأعناقِ أغْنيةً

عَزَّتْ على الأيكِ إيقاعاً وتلْحِينَا

هَزَّتْهُ كَفٌّ من الفُولاذِ قَبْضتُهَا

في الهَوْلِ ما عَرَفَتْ رِفْقاً ولا لِينَا

من صَخْرِ خُوفُو لها دُونَ الْوَرى عَضَلٌ

جرى به دَمُ عَدْنانٍ شَرايينا

نفسي فِدَى الفارِسِ المصرِيّ إن خطَرَتْ

به المواكِبُ أو خَاضَ الميادينَا

تلقَاهُ في السِلْمِ ماءً رفَّ سلسَلُهُ

وفي الحُروبِ إذا ما ثَارَ أَتُّونَا

يرى الدِّماءَ عقيقاً سَالَ جَامِدُهُ

ويحسَبُ النقْعَ فيها مِسْكَ دارِينا

ما بَيْنِ عمرو ومينا زانَهُ نَسَبٌ

فمن كآبائِهِ عُرْباً فَراعِينَا

سَلْ مِصْرَ عنهم سَلِ التاريخَ إنَّ بهِ

سِرّاً من المجدِ لا يَنْفَكُّ مكْنُونَا

سُيُوفُهم كُنَّ للطغيَانِ ماحِقَةً

وعدْلُهُمْ كانَ للدنيا مَوازِينَا

وجيْشُهُمْ هزَّتِ الدُّنيا كتائِبُهُ

وحكمهُمْ مَلأَ الآفاقَ تمدِينَا

إنَّا بَني الأُسْدِ أمضَى مِخْلباً ويداً

لَدَى الصِّراعِ وأحْمَى الناسِ عِرْنينَا

إذا دَعَا الحقُّ لبَّتْهُ جحافِلُنا

وإن سَطَا الجَوْرُ ردَّتهُ مَواضِينا

عِشْنَا أعِزَّاءَ مِلءَ الأرضِ ما لمسَتْ

جِبَاهُنَا تُرْبَهَا إلاَّ مُصِلّينَا

لا ينْزِلُ النصرُ إلاَّ فوْقَ رايتنا

ولا تمسُّ الظُّبَا إلاّ نَواصِينَا

ألَيْسَ من أُحْجِياتِ الدَّهْرِ قُبَّرةٌ

رَعْنَاءُ تَزْحَمُ في الوَكْرِ الشَواهينَا

وتائِهٌ مالَهُ دَارٌ ولاَ وطنٌ

يسْطُو على دارِنا قَسْراً ويُقْصِينَا

فيا جبالُ اقذفي الأحجارَ من حُمَمٍ

ويا سَمَاءُ امْطِري مُهْلاً وغِسْلينَا

ويا كواكبُ آنَ الرَّجْمُ فانطلقي

ما أنتِ إنْ أنتِ لم تَرْمِ الشياطينا

ويا بحارُ اجْعَلي الماءَ الأُجَاجَ دَماً

إذا عَلَتْ رَايةٌ يَوْماً لصهيونَا

العَهْدُ عِنْدهُمُ خُلْفٌ ومجحدَةٌ

فما رأيناهُمُ إلاّ مُرَائينَا

ما ذَلِكَ السمُّ في الآبارِ ويْلكُمُ

وَمَنْ نُحارِبُ جُنْداً أم ثَعابينَا

مَرْحَى بدولتهِمْ ماتت لمولدِها

فكانَ ميلادُها حُزْناً وتأبينَا

جاءوا مُهَنِّينَ أرْسالاً على عَجلٍ

فحينمَا نطَقُوا كانُوا مُعزِّينا

وآضَ تَصفِيقُهُمْ نَوْحاً ومندَبةً

وأصبحَ البِشْرُ تقطيباً وتَغْصِينَا

رِوايةٌ ما أقامُوا سَبْكَ حَبْكَتِها

ولا أجَادُوا لها لَفْظاً وتلقِينَا

قد حيَّرتْنَا أمأساةٌ أَمهزلَةٌ

فالسُّخْفُ يُضْحِكُنا والجهلُ يُبكينَا

أهْلاً بِها دوْلةً ضاقَ الفضاءُ بها

فَتْحاً وغَزْواً وإِعْزازاً وتمكينَا

لها قوانينُ من عَدْلٍ ومَرْحَمَةٍ

قد نَفَّذُوا بعْضَها في دَيْرِ يا سينَا

أسْطُولُها يملأُ البحر المحيطَ دَماً

وجيشُهَا يملأُ الآطَامَ تَحصينَا

نفسي فِدَاءُ فلسطينٍ وما لَقِيتْ

وهل يناجي الهوى إلاّ فِلسْطينا

نفسي فِدَاءٌ لأُولَى القبلتين غدتْ

نَهْباً يُزاحِمُ فيه الذئبُ تِنِّينَا

قلبُ العروبَةِ إن تَطعنْهُ زِعنِفَةٌ

كُنَّا لها ولأشقاهَا طَواعينَا

وقلعَةُ الشرقِ إن مُسَّتْ جوانِبُها

خُضْنَا لها جُثثَ القتْلَى مَجَانينَا

وأسْطُرٌ من تَواريخٍ مُخَلَّدةٍ

كانت لمجدِ بَني الفُصْحَى عَنَاوينَا

فقبِّلُوا تُرْبَ حطِّينٍ فإنَّ بهِ

دَمَ البُطُولةِ مِنْ أيام حطينَا

أرْضٌ بذَلْنَا بهَا الأرواحَ غاليةً

داعين للّهِ فيها أو مُلَبّينَا

ومسجِدٌ نزلَ المختارُ ساحتَه

نمُوتُ فيه ونحْيَا مُسْتميتينَا

أنرتَضِي أنْ نَرى مِيراثَنا بَدَداً

وتكتفي بدموعٍ في مآقِينَا

ما قيمةُ النَّفسِ إن هانَتْ لطائفةٍ

اللّه صَوَّرَ فيها الذُّلَّ والهُونَا

وما نقولُ لأبطالٍ لنا سَلَفوا

إذا تَهدَّم ما كانُوا يَشيدونَا

وما نقولُ لعمرٍو حينَ يسأَلُنا

إن لم نُجِبْ قبلَهُ بالسيفِ غازِينَا

أتلكَ أندَلُسٌ أُخْرى فقد نبشَتْ

من حقدِ ساداتِهمْ ما كان مدفُونَا

سُحْقاً لسكِّينِ فرديناند كم ذَبحتْ

واليومَ تشحَذُ أمريكا السكاكينَا

قد شرَّدُوا العُرْبَ واستاقُوا حرائِرَهُمْ

فأينَ فِتيانُنا أيْنَ المحامُونا

من كُلِّ عَادٍ له في الشرِّ فلسفةٌ

أسرارُها عند مُوشَى وابن غُرْيونا

لا يَعْرِفُ الرُّزْءَ في أهلٍ ولا ولدٍ

ولا يرى غيرَ جمعِ المالِ قانونَا

الألفُ تصبِحُ في كفَّيهِ بين رِباً

وبينَ ما لستُ أدريهِ ملايينَا

إن كان يحميهمُ المالُ الذي جمعُوا

فإنَّ خالقَ هذا المال يَحمينَا

قالوا أسُودٌ فقُلنَا في الجحورِ نَعَمْ

فإن خرجتُمْ يَعُدْ كُوهينُ كُوهينَا

بني العُرُوبة هذا اليومُ يومُكُمُ

سيرُوا إلى الموتِ إنّ الموتَ يُحيينَا

وخلفُوا للعُلا والمجدِ خالدةً

تبقى حديثَ اللَّيالي في ذَرَارينا

لقد صَدِئْنا ودُون الغِمدِ منفسَحٌ

فجرِّدُوا حَدَّ مَاضينا لآتينَا

وقَرِّبُوهُمْ قرابيناً مُحَوَّرةً

للسيفِ إن يَرْضَ هاتيكَ القرابينَا

ماذا إذا مَا فَقدنا إرْثَ أُمَّتِنَا

وما الذي بعدَهُ يبقى بأيْدِينَا

ذُودُوا كما يدفَعُ الضِّرغَامُ في غضبٍ

عن العرينِ أُبَاةً شَمريينَا

لا ترهَبُوا القومَ في مالٍ وفي عددٍ

إن الفقاقيعَ تطْفُو ثم يَمْضينَا

إن لم تَصونُوا فَلِسْطِيناً وجبهتها

ضاعت عُرُوبتُنا وانفضَّ نَادينَا

فإنَّ للشرقِ أعْدَاءً ذوِي إحَنٍ

اللّهُ يكفيهِ نجواهُمْ ويكفينَا

لهُمْ سِهامٌ خفياتٌ مسممةٌ

من السياسة تَرْميهِ وتَرْمينَا

كم نمقوا صُوَراً شتَّى وكَمْ خلَقُوا

للغدْرِ والفتكِ أشكالاً أفَانينَا

يا جَيْش مِصْرَ ولا آلوكَ تهنئةً

حققْتَ ظَنَّ الليالي والمُنَى فينَا

وصَلْتَ آخِرَ عُلْيانا بأوَّلِهَا

فما أواخِرُنَا إلاَّ أوالينَا

أعَدْتَها وثبةً بدريَّةً صرعَتْ

دُهَاةَ جيشِ يهوذا والدَّهاقينَا

شجاعَةٌ مزَّقتْ أحلامَ ساستِهمْ

وعلَّمتْ مُترفيهِم كيفَ يصْحُونَا

تسيرُ من ظَفَرٍ حُلْوٍ إلى ظفرٍ

مُبَارَكَ الفتحِ والرّاياتِ ميمُونَا

فيكَ الملائِكُ أجْنَأدٌ مُسوَّمَةٌ

أعْلامُها تتهادَى حَوْلَ جِبْرينَا

وفيكَ من مُهجَاتِ النيلِ ناشئَةٌ

فيها مَطامِحُنا فيها أَمَانينَا

يمشون للموتِ في شوقٍ وفي جَذَلٍ

لأنَّهُمْ في ظِلال اللّهِ يمشُونَا

إن شَكَّ في عَزمةِ المضرِيّ مُخْتَبَلٌ

فبيْن فِتْيانِنا يلْقى البَراهينَا

لا يستطيعُ خَيالٌ وصْفَ جُرْأتِهمْ

ويعجزُ الشعرُ تصويراً وتَلْوينَا

هُمُ رياحينُ مصرٍ نَضْرَةً وشذاً

لا أذْبَلَ اللّهُ هاتيكَ الرياحينَا

صانَ الإلَهُ لجيشِ الشرقِ عزَّتَهُ

وصَانَ أبطالَهُ الغُرَّ الميامينا

شرح ومعاني كلمات قصيدة تألق النصر فاهتزت عوالينا

قصيدة تألق النصر فاهتزت عوالينا لـ علي الجارم وعدد أبياتها ثلاثة و سبعون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي