تأن في الظلم تخفيفا وتهوينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تأن في الظلم تخفيفا وتهوينا لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة تأن في الظلم تخفيفا وتهوينا لـ جميل صدقي الزهاوي

تأَنَّ في الظلم تخفيفاً وتهوينا

فالظلم يقتلنا والعدل يحيينا

يا مالكا أمر هذي الناس في يده

فابيضّ ليلك واسودّت ليالينا

أوضاك أنا جهلنا كل معرفةٍ

زمانَ جاز الورى فيه الميادينا

أرضاك أنا سكتنا عن مطالبنا

يا مالك الأمر ما أرضاك يؤذينا

ليست طريقك محموداً مغبتها

غيِّر إذا شئت في الأحوال تحسينا

ارحم قلوباً لأقوامٍ إذا عطشت

للعدل يوماً سقاها الظلم غِسلينا

لقد ملكت فأسجح إننا فئة

لا شيء غير جمال العدل يرضينا

كم نسوةٍ قتلت ظلما بعولتها

فصرن يهملن دمعاً قبله صينا

يا رقق اللَه منك القلب من ملك

يجمع المال لكن من مساعينا

في عهده صار يُبكى الحيفُ أعيننا

دماً ويضحكه ما كان يبكينا

فكم شبابٍ من الأحرار قد هلكوا

وللإرادات قد صاروا قرابينا

ما ان تهضَّم سلطان رعيته

فالملك قبلك قد ربى سلاطينا

كانوا على الناس آباء أولى شفق

وفي الأرائك أملاكاً خواقينا

وكانت الناس في أيام دولتهم

لا يبخسون على الناس الموازينا

وهل ترى غير عمران ومسعدةٍ

إذا التفتَّ قليلاً نحو ماضينا

قد انقضت دولة بالعدل عامرة

كنا سعدنا على أيامها حينا

لقد نشرت قوانينا موقتة

ولم تولِّ الذي يُجرى القوانينا

قست قلوب ولاة أنت مرسلهم

كأَنما اللَه لم يخلق بها لينا

تراهُمُ أغبياءً عند مصلحة

وفي المفاسد تلقاهم شياطينا

تكدرت بازدياد الجور عيشتنا

حتى غدا ماؤها في كأسه طينا

وضاع في الملك عدلٌ يُستظل به

ما بين إغماض مرشيِّ وراشينا

إن الرعية أغنما يَحدُّ لهم

عمَّالك المستبدون السكاكينا

كم عاهدوا أنهم يأتون معدلة

لكنهم جانبوا الإنجاز لاهينا

يا والي السوء لا تكذب بموعدة

فالكذب ليس بمحمود وإن زينا

في كل يوم تلاقين احتفال ردى

لِلّه ما أنت يا نفسي تلاقينا

يا شمس لا تشرقي بالنور أوجنا

فذاك يملأ غيظاً قلب والينا

وأنت يا ريح إن راعيت جانبنا

فلا تهبِّي على جَهر بوادينا

ماذا على من يشمُّ العدل مكتفيا

بنفحة منه إن عاف الرياحينا

يا عدل إن التفاتاً منك يسعدنا

يا عدل إن ابتساما منك يكفينا

إن غبت عنا فلا عيش يطيب لنا

ولا نسيم الصبا إن هب يسلينا

يا عدل من كانَ محبوباً محاسنه

ما هَكَذا يصرم القوم المحبينا

يا من لياليهم باللهو قد قصرت

تذكروا أننا طالت ليالينا

ما السعي منك لنيل العدل عن كثب

يا نفس إلَّا أمانيٌّ تَمنينا

قد سافر الجهل إلّا عن منازلنا

وأثمر العلم إلا في نواحينا

ما جاءنا الشر إلا من تهاوننا

ما عمنا الظلم إلا من تغاضينا

لو أن في الجهل كل الجاه مدخر

لما ربحنا به دنيا ولا دينا

لابر من فك ما قد شد من عقد

كف الاسار بأيدينا بأيدينا

إن الذين استحبوا قتل أنفسهم

فراً من الضيم ما كانوا مجانينا

الموت أفضل أدنى اللَه ساعته

من الحياة التي أمست تعنِّينا

شرح ومعاني كلمات قصيدة تأن في الظلم تخفيفا وتهوينا

قصيدة تأن في الظلم تخفيفا وتهوينا لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي