تاريخ الآداب العربية (لويس شيخو)/استدراك

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

استدراك

استدراك - تاريخ الآداب العربية (لويس شيخو)

فاتنا أن نذكر بين المتوفين من نصارى الشام في هذه الحقبة الثانية بعض الأدباء المعدودين فها نحن نخص بهم الأسطر الآتية:توفى قبل الحرب الكونية في 27 شباط 1912 في دار مطرانية الروم الأرثوذكس في زحلة الأستاذ الدمشقي ( جرجس مرقس ) رحل إلى روسية فحل في عاصمتها موسكو ضيفاً كريماً.فعرفت الدولة فضله وانتدبته إلى تعليم اللغات الشرقية في جامعتها فلبَّى طلبتها وأصاب هناك سمعة طيبة وثبت في منصبه 25 سنة ونشر في مجلات روسيَّة مقالات عديدة في الأمور الكنائسية الشرقية وخدم الكنيسة الأورثذكسيَّة بمعاكسة أخوية القبر المقدس اليونانية وكان ساعياً في نشر رحلة البطريرك مكاريوس زعيم الحلبي إلى روسية.وقد أثابته الدولة الروسية بمنحه رتبة جنرال مع عدة أوسمة شرفيَّةوفي الشهر التابع لدخول تركيا في الحرب في 27 ك1 سنة 1914 فقد الوطن أحد رجاله المعدودين ( تامر بك ملاط ) ولد سنة 1856 في بعبدا وتلقى العلوم في مدرسة مار عيدا هرهريا الأكليريكية فأتقن علومها الدينية والأدبية حتى اللاهوت استعداداً لقبول الدرجة الكهنوتية وتعلم اللغة السريانية فبرع فيها.ثم عدل عن الكهنوت إلى التعليم في مدارس لبنان وبعد مدة انتظم في سلك أساتذة مدرسة الحكمة في بيروت وعكف على دراسة الفقه فانتدبته الحكومة اللبنانية إلى خدمتها فخدمها في عدة وظائف في محاكم كسروان وزحلة والشوف في عهد متصرفي لبنان واصا باشا ونعوم ومظفر إلى أن اعتزل الأشغال وأصيب بمرض طويل انتهى بوفاته.وكان تامر بك كاتباً مجيداً وشاعراً مطبوعاً نشر شقيقه شلبي بك ديوانه سنة 1925 فقدَّمه على ديوانه الخاص.وفيه عدة قصائد تشهد له بجودة القريحة.وقد استحسنا له قوله في الزهد:

واللبيبُ اللبيب من خاف يوماً

واتقى الله في جميل الفعالِ

وانتحى توبةُ إذا زل يرجو

في زوال الحياة حسن المآلِ

وفي معظم جلبة الحرب العمومية ودع الحياة أحد وجوه نصارى بيروت الطيب الذكر ( المركيز موسى دي فريج ) توفاه الله في 17 أيار 1916.درس في مدرسة اليسوعيين في غزير اللغات ومبادئ العلوم ثم تعاطى التجارة وحصل على ثروة واسعة وكان من أنصار الآداب والعلم مع تأصله في روح الدين.عدته الجمعية العلمية السورية المنشأة في أواسط القرن التاسع كأحد أركانها.له في نشرتها المطبوعة خطب وقصائد ومقالات أدبيةوفي العام التالي في 8 تشرين الأوَّل 1917 خسر العراق أحد كهنته الأفاضل المعروفين بنشاطهم في خدمة التاريخ والعلوم الدينية ( القس بطرس نصري الكلداني ) الذي سبقت ترجمته في المشرق ( 21 ( 1923 ): 657 - 660 ) كان مولده في الموصل سنة 1861 وتخرج تحت نظارة أرباب طائفته ثم في مدرسة انتشار الإيمان في رومية.ولما رجع إلى الموصل تخصص لخير مواطنيه بكل الخدم الكهنوتية ولا سيما بالتعليم والتأليف فدرس العلوم الدينية العليا في المدرسة البطريركية الاكليريكية وصنف كتباً عديدة في اللاهوت والفلسفة والتاريخ تجد جدولها في آخر ترجمتهوممن كان حقهم أن يذكروا في هذه الحقبة الثانية من القرن العشرين فذكرناهم سابقاً في عداد ذوي القرن التاسع عشر ( المعلم سعد العضيمي ) نشر سنة 1872 ديواناً مدح فيه أعيان ذلك الزمان وذكر حوادثه فنقلنا قطعاً عنه في الطبعة الأولى من الآداب العربية في القرن التاسع عشر ( ص 50 - 51 ) وقد عاش زمناً طويلاً حتى بلغ العشر الثاني من القرن العشرين^

القسم الثالث

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي