تاريخ الآداب العربية (لويس شيخو)/المطابع والمطبوعات

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

المطابع والمطبوعات

المطابع والمطبوعات - تاريخ الآداب العربية (لويس شيخو)

وكانت المطابع السورية في هذه البرهة سيارة الآداب تجري على حريتها دون أن يضغط عليها المراقبون ويقصوا أجنحة أطيار الأفكار.فكان الصحافيون يعلنون الأخبار الجارية ويعبرون عن آرائهم في إصلاح الأمور وتلافي الشرور لا تأخذهم في ذلك لومة لائم وفي تلك الأثناء اتسعت مجلة المقتطف في أبحاثها وكبر حجمها بعد إلغاء مجلة الجنان لكنها وجدت في طريقها عثرات بمقاومة بعض الحساد فانتقلت إلى مصر سنة 1886 وجرت على سننها إلى السنة الجارية 1925 وهي السنة الخمسون من عمرها.وأنشئت بعد ذلك مجلة الطبيب كان يحررها بشارة زلزل والشيخ إبراهيم اليازجي ولم يطل عمرها على ثلاث سنوات.فقامت بدلاً منها مجلة أخرى باسمها حررها المرحوم الدكتور اسكندر البارودي.ونشر الروم الأرثوذكس مجلتهم الهدية خمس سنين وظهرت في مجلتنا الشفاء والصفا وخدمتنا الآداب بضعة أعوام.وكانت مجلة المشرق آخر ما بزغ في ختام القرن التاسع عشر من المجلات في بيروت ظهرت في غرة السنة 1898 وغايتها خدمة الدين العلوم والآداب خصوصاً نشر الآثار الشرقية.نفع الله بها أهل الوطن ومحبي الدين والأدب.وكذلك بوشر بعدة جرائد منها لسان الحال ظهرت سنة 1877 ثم جريدة المصباح كان ينشئها المرحوم نقولا النقاش ثم جريدة التقدم كان صاحب امتيازها يوسف الشلفون.وجريدة الأحوال لصاحبها الأديب خليل أفندي البدوي.وأنشئت الصحافة اللبنانية فظهرت في بيت الدين جريدة لبنان الرسمية ثم الروضة ( 1894 ) ثم لبنان لصاحب امتيازها جناب إبراهيم بك الأسود ثم الأرز في جونية لطيي الذكر الشيخين فيليب وفريد الخازن. وطبعت عدة مطبوعات مفيدة منهال تاريخية ومنها أدبية.وكانت مطبعتنا الكاثوليكية في مقدمة المطابع فنشرت بهمة مديرها وآباء كليتنا مطبوعات جليلة لا تزال معدودة من خيار المنشورات العصرية.ومما وجهت إليه عنايتها الكتب المدرسية لتكون في أيدي الأحداث قدوة ودليلاً. على أن إدارة المعارف في الآستانة أخذت تنشئ القوانين الصارمة لتقييد حرية المطبوعات ولم تزل تضايقها شيئاً بعد شيء حتى بلغت في ضغطها حداً لا يكاد يتصوره غير اللذين قاسوا مضضه.ولعل ذلك الضنك الذي بلغ الروح التراقي كان من أقوى أسباب الانقلاب العثماني.ومن المطبوعات الجديرة بالذكر التي صدرت في ذلك الوقت في بيروت دائرة المعارف باشر بها المعلم بطرس البستاني ولم يتم منها إلا نصفاً.وكذلك طبع ديوان الأخطل وديوان الخنساء وديوان أبي العتاهية وأقرب الموارد للشيخ سعيد الشرتوني وفرائد اللآل في مجمع الأمثال للشيخ إبراهيم الأحدب وتاريخ ابن العبري وشرح المتنبي للشيخ إبراهيم اليازجي ومجموع مجاني الأدب وشروحه وكتاب ألف ليلة وليلة منقحاً وكتب أخرى عديدة جعلت لبيروت بين المستشرقين سمعة طيبة حتى ضربوا المثل بحسن مطبوعاتها.وكان الحظ الأوفى في ذلك للمسيحيين وخصوصاً للكاثوليك.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي