تاريخ الآداب العربية (لويس شيخو)/خاتمة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

خاتمة

خاتمة - تاريخ الآداب العربية (لويس شيخو)

أوقفت يد الموت يراع المؤلف الجليل في آخر باب من كتابه.وبذلك دخل هو نفسه في طغمة المأسوف عليهم، العاملين المجدين في حقل هذه اللغة الكريمة.على أنه كم من عبرة، غير الأسى، يترك لنا فيه تشغل اللب لدى مرأى الجهد العظيم الذي قام به، كما هو ظاهر من طيات الكتاب ومن الفهرس التالي، مئات عديدة وألوف مؤلفة من الكتبة وأرباب الكلام المختلفي المنشأ والمتبايني النزعات. حركةٌ عظيمة دفعت جماهير غفيرة مفكرة إلى إحياء هذه اللغة العزيزة بعد أن طال رقادها، كما يعلم الجميع، وبعد أن كرت عليها الأعوام، والهمم عنها منصرفة، والدهر مخنٍ عليها، حتى اليوم الذي هبت فيه روح هذا العصر الجديدة، كما يهب نسيم السحر في فجر صاح تتلألأ ألوان سمائه المذهبة. تتصاعد من كل هؤلاء الناهضين في حلبة البيان أنشودة خلابة تبارك العصر البازغ، وتحيي اللغة، وتملأ النفس أملاً بالمستقبل. أجل أن من رأى سكان الأرض طراً يقدمون للغة العربية جنداً متفانين، من مصريين، وعراقيين، وسوريين متوطنين ونازحين، ومستشرقين من افرنسيين وإنكليز وألمانيين ونمساويين وبلجيكيين، ومن اسوج وهولندة وروسية والعجم والهند وأميركا، ومن إسبانيا وإيطاليا والسودان، من رأى فيهم المسلم والمسيحي، والأسقف والكاهن والراهب والشيخ، من نظر إليهم مجتمعين من كل طبقة وكل ملة وكل بلد وكل عمر، وألفى الموراني والرومي والكلداني والسرياني والأرمني والقبطي، ومحترف الصحافة، وقائل الشعر، ومن وقع طرفه على كل ذلك أخذه العجب، وتملكت منه الدهشة وعلم ما لهذه اللغة المتينة العرى من القوة ومن الجحافل الجرارة التي تسير بخدمتها في حومة الجهاد للحياة، وأيقن أن لها من الغد مجالاً رحباً تجاري فيه أرقى لغات العصر الحية. وما غايتنا من نشر هذا الكتاب إلا إحياء الأمل بإنهاضها إلى هذا المستوى العالي المطلوب.حقق الله الآمال. ( 1 ) الأغاني ( 102: 9 ) والشربيني ( 245: 2 ) والحصري ( 236: 2 ). ( 2 ) في المسعودي ( 237: 2 ) إنها كانت من الرشيد بالمنزلة التي لا يتقدمها أحد من نظرائها. ( 3 ) ياقوت ( 141: 4 ). ( 4 ) ابن خلكان ( 189: 1 ) والمستطرف ( 289: 1 ). ( 5 ) المسعودي ( 403: 2 ) وابن جبير ( 183 ) والشريشي ( 345: 2 ). ( 1 ) أطلب سيرة السيد جرمانوس في المشرق ( 15 ( 1912 ): 456 - 465 ). ( 1 ) ترجمته في المشرق ( 23 ( 1925 ): 36 - 44 ),( 1 ) راجع ترجمة لضرة القس جرجس منش في المشرق ( 17 ( 1914 ): 81 - 89 ). ( 1 ) أفادنا الأستاذ عيسى بعد ذلك أن المترجم توفي بعد الحرب سنة 1925( 1 ) أطلب في المشرق ( 7 ( 1904 ): 865 الخ ) درساً واسعاً عن هذه الترجمة. ( 1 ) كان يخبر الأستاذ غولدسبهر متفكهاً أنه لما سافر وقتئذٍ من يافا إلى القدس ركب حماراً فكان المكاري المسلم إذا ساقه انتهره بقوله امشِ يا يهودي.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي