تالله ما الدنيا لمن يتبصر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تالله ما الدنيا لمن يتبصر لـ عبد الله فريج

اقتباس من قصيدة تالله ما الدنيا لمن يتبصر لـ عبد الله فريج

تَاللَهِ ما الدُنيا لِمَن يَتَبَصَّرُ

إِلّا كَطَيفٍ في مَنامٍ يَظهَر

وَالمَوتُ وا وَيلاهُ في ارجائِها

مِنهُ لَنا في كُل يوم مُنذِر

يَسطو عَلى خَلقٍ بِلا ذَنب كَما

يَسطو عَلى بَعض الفَرائِس قسورُ

فَالكُلُّ فانٍ ما عَدا المَولى الَّذي

هَيهاتٍ ان تَفني بَقاهُ الادهرُ

أَينَ السَلاطين الأُلى سادوا الوَرى

بَل أَينَ ذياك الرَشيدُ وَجَعفَرُ

أَين الأُلى شادوا القُصورَ وَعمروا

اسمى رُبوعٍ ذاتِ حُسنٍ يبهَرُ

ذَهَبوا وَهاتيكَ المَباني اصبَحَت

من بَعد اهلَيها خَراباً تَصفُرُ

يا طالَما لِلمُلكِ شادَ دَعائِماً

عَنها سموّاً كُلُّ وَصف يُقصَر

كانَت بِهِ الدُنيا بِغَير سَطحها

وَضعاً إِذا مِنهُ تَحَرَّكَ خُنصُرُ

خَضَعَت لِسدتهِ المُلوكُ وَطأطَأَت

هاماً لَهُ بمزلةٍ تتطهرُ

كانَ الالهُ لَهُ نَصيراً مُسعَفاً

إِذ أَنَّهُ بِسِواهُ لا يُستَنصَرُ

هو روحُ لُطفٍ في الحَقيقَةِ إِنَّما

يَومُ الوَغى لِذَوي الفُجورُ غَضَنفَرُ

ما اِستَلَّ في الاِعداءِ ابيض مُرهَف

إِلّا غَشاهُم مِنهُ مَوتٌ احمَرُ

كَم من جُيوشٍ في الحُروبِ امامَهُ

راحَت عَلى اعقابِها تَتَقَهقَرُ

فَكَأَن املاكَ السَماءِ وَجُندَها

طُرّاً لَهُ يَوم التَزاحُف عَسكَرُ

شَهمٌ كَرمُ الراحَتَينِ فَفَضلُهُ

عَمَّ الوَرى بِمَآثِر لا تُحصَرُ

لِذَوي الحَوائِجَ يَوم بَذل طالَما

من كَفِّهِ كانَت تَفيضُ الابحُرُ

مُتَسَربِلٌ بِالحِلمِ في اخلاقِهِ

يَعفو لِمَن يَهفو إِلَيهِ وَيَغفِرُ

وَإِلى رَعاياهُ يَحن فُؤادُهُ

كَأَبٍ شَفوق قَلبَهُ يَتَأَثَّرُ

فَتَبيتُ وَهي قَريرَة اجفانُها

في ظِلِّهِ وَالعَينُ مِنهُ تَسهَرُ

تلت يَدا المَوتِ المُريعِ فَكَم لَنا

اقواس حَتفٍ كُل يَوم يوتَرُ

عَبَثَت يَداهُ بِطود مَجدٍ راسِخٍ

فَاندك من اِعلى الذَرى يَتَحدرُ

بَدر هوى من افقه في قَبرِهِ

وَمن العَجائِبِ ان بَدراً يُقبَرُ

اوّاهُ من يَوم اتاناه نَعيُهُ

فيهِ وَذاكَ من الاله مقدرُ

يَومٌ بِهِ رُزىءَ السَلام وَاهلُهُ

وَالكُل فيهِ آسِف يَتَحَسَّرُ

لَبستُ بِهِ كل العِباد تَأَسُّفاً

ثَوبَ الحدادِ وَقَلبَها يَتَفَطَّرُ

وَالاِرضُ كادَت ان تَميد تَفَجُّعاً

فيهِ وَاركان العلى تَتَدمرُ

بَل فيهِ الوية الفُخار تَنكسَت

مِنها الرُؤوسُ كَأَنَّها تَتَفَكَّرُ

وَالناسُ هارِعَة بِكُل لَجاجَةٍ

من كُل فَجٍّ شاسِع تَتَجَمَّرُ

يَتَحَدَّثونَ عَن المُصاب بِما جَرى

وَالكُلُّ مِنهُم دَمعُهُ يَتَقَطَّرُ

عَنا مَضى ذاكَ الكَريم لِرَبِّهِ

لكِنَّهُ طيَّ القُلوبِ مُصَوَّرُ

وَلَنا عَزاءٌ بِالمُفَدّى نَجلُهُ

فَهو الهمام وَفَضلُهُ لا يُنكَرُ

ما ماتَ من اضحى تَقولا فِرعُه

بَل ذاكَ حيٌّ في الاِنامِ موقِر

شَبل اتى عَن خيرِ لَيث باسِل

تَعنو لَهُ شَم الاِنوفِ وَتصغَر

رُقت شَمائِلُهُ فَطابَ عَبيرُها

نَفحاً كَما قَد طابَ مِنهُ العُنصُر

لَم يشدُ من شادٍ بِعاطِر ذِكرِهِ

في مَحفَل الا غَدا يَتَعَطَّر

سِرت بِهِ مِنّا النُفوسُ وَهَيمَنَت

وَالكُل مِنّا بِالمُنى مُستَبشِر

فَاِسلَم وَسد مَولايَ في عَرش العُلى

مُتَحَكِّماً في ما تَشاءُ وَتَأَمرُ

وَتَعزَّ عَن فَقدِ لافضَل والِد

لاقى الاله اليَومَ وَهوَ مبرَّر

مَبرور سَعيٍ قَد دَعاهُ خالِقٌ

لِنَوالِ اجر دائِم لا يبتَر

فَسَعى وَلَبى لِلمهيمن دَعوَةً

وَلَهُ المَلائِكَ بِالسُعود تبشَر

وَالآن في جَنات عدنٍ اذ غَدا

يَلقى المُنى حَيثُ النَعيمُ الاِوفَرُ

اوحى لِجِبريلَ الاله مُؤَرِّخاً

بِالسَعدِ بشر فازَ هذا القَيصَرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تالله ما الدنيا لمن يتبصر

قصيدة تالله ما الدنيا لمن يتبصر لـ عبد الله فريج وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن عبد الله فريج

عبد الله فريج أفندي. أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره. أهدى أشعاره صاحب السعادة: ادريس بك راغب وقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له: لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُ له أريج الازهار في محاسن الاشعار.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي