تبدد الليل مضمحلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تبدد الليل مضمحلا لـ خليل شيبوب

اقتباس من قصيدة تبدد الليل مضمحلا لـ خليل شيبوب

تبدَّد الليلُ مضمحلا

إذ أَفَلَت أنجمُ العلأ

وأقبل الفجر مستهلا

يضاحكُ الأرضَ والسمأ

أطلَّ في الشرق زاهراً

تصبغه حمرةُ الشفق

يخترق الغيم باهرا

بنوره عندما ائتلق

ويرسل النورَ زائرا

يُنبِّهُ الطيرَ في الورق

كأنما الكونُ إذا تجلى

وامتزج الليلُ بالضياء

بقيَّةُ البؤس حين ولّى

في مطلع السعدِ والهناء

وأقبلت ربةُ النهار

في موكبِ النور رافعه

الويةَ النصر والفخار

ورديَّة اللون ساطعه

كأنها والنسيمُ ساري

في الروض يغدو الشذا معه

تاجُ عقيقٍ به تحلى

وزاد حسناً هذا الفضاء

أو مَلكُ عزٍّ وافى محلّا

يغمره الشرقُ بالبهاء

فقمتُ أمشي إلى الحقول

أشاهدُ الشمسَ مشرقه

والنورُ من وجهها الجميل

يسكب في قلبي المِقَه

في مسرحٍ بالضحى حفيل

حيث الرياض المنمقه

إن شئت ورداً أو شئت فلا

وكلها نابتُ الخلاء

تقلَّد رونقاً وطلّا

وابتسمت بسمة الحياء

واستعرض العشبُ فرشه

خضراء مثل الزمرد

إذ نشر الطيرُ ريشه

ملتمعاً فوقها ندي

وبارح الفرخُ عشه

في ملع الجِدِّ والدد

على الربى طائراً تعلّى

مستشرقاً هابط الجِواء

يسبح اللَه مستقلّا

لواحفيه ملكُ الهواء

جئت إلى النهر قاصداً

جمامَ نفسي على حصاه

مسرَّحَ الفكرِ ناشداً

من العلا راحة الحياه

انظر حولي إلى مدى

والشجرُ الخافرُ المياه

يرسم فوق المياه ظلّا

مضطرباً عابس الوراء

قلت لنفسي يا نفس مهلاً

لا ينفع الهمُّ والعناء

فكل هذي الحصى نجومُ

على الرمال استقرَّتِ

والمرجُ وجه السما الوسيمُ

ولانهرُ نهرُ المجرَّةِ

والنبت زاهٍ به عميم

يبعث روحَ المسرَّةِ

والزهرُ فيه يشبه طفلا

ضجيج مهدٍ رحبٍ رخاء

إذا يهب النسيم سهلا

يلعب فيه كما يشاء

الماءُ والنورُ والعبير

والرملُ والنبتُ والحصى

والنسمات التي تسير

والظلُّ إمّا تقلصا

رمزٌ لكنٍ به السرور

على المدى قد تخصصا

وجاءَ هذا عنه مُقِلّا

بكل ما فيه من عَداء

يقتصُّ فيه الإلهُ عدلا

ممن بغى فيه أو أَساء

الكل في الكون لازم

حتى جماد بغير حس

والحيوان المسالم

يسرح في مأمن وأنس

له الفضا والنواسم

وظلُّ دوحٍ ونورُ شمس

واتَّخذ اللَه فيه كِفلا

لما يوافيه من غذاء

يُنتج ولداً له وأهلا

ويُكثِر الخصبَ والنماء

كذاك كل العناصر

تنضمُّ حتى تُوَحَّدا

أواصرٌ في أواصر

أوائل لن تعددا

موصولةٌ بالأواخر

وهي بناءٌ تفردا

لمن بناه فهو مصلّى

يُعبدُ فيه سرُّ البقاء

واللَه فيه عز وجلّا

يدبِّرُ الكلَّ بالسواء

شرح ومعاني كلمات قصيدة تبدد الليل مضمحلا

قصيدة تبدد الليل مضمحلا لـ خليل شيبوب وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن خليل شيبوب

خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب. شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس. سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية. له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان شعره. له: (المعجم القضائي - ط) عربي فرنسي، و (عبد الرحمن الجبرتي - ط) رسالة، و (قبس من الشرق-ط) مقتطفات من شعر تاغور وغيره.[١]

تعريف خليل شيبوب في ويكيبيديا

خليل شيبوب (اللاذقية، 28 يناير 1892 - 1951)، شاعر مصري سوري المولد عاش بالإسكندرية، أسهم في تأسيس جماعة نشر الثقافة بالإسكندرية، وكان أول رئيس لها.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل شيبوب - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي