تبلج عن إشراق غرتك الصبح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تبلج عن إشراق غرتك الصبح لـ ابن دراج القسطلي

اقتباس من قصيدة تبلج عن إشراق غرتك الصبح لـ ابن دراج القسطلي

تَبَلَّجَ عن إِشراقِ غُرَّتِكَ الصُّبْحُ

وأَسفَرَ عن إِقدامِكَ النصرُ والفَتْحُ

وقَرَّتْ عيونُ المسلمينَ بأَوْبَةٍ

مصادِرُها عِزٌّ ومَوْرِدُها نُجْحُ

كَأَنَّ شُعاعَ الشمسِ من نُورِ هَدْيها

وعَرْفَ نسيمِ الروضِ من طِيبِها نَفْحُ

ضَرَبْتَ بِحِزْبِ اللهِ فِي الأَرْضِ مُقْدِماً

إِلَى مَتْجَرٍ جنَّاتُ عَدْنٍ لَهُ رِبْحُ

فَضَعْضَعْتَ تيجانَ الضَّلالِ بوقْعَةٍ

عَلَى الشِّرْكِ لا يُؤْسى لَهَا أَبداً جُرْحُ

ورَوَّيْتَ من ماءِ الجَماجِمِ والطُّلى

مُتونَ جِيادٍ شَفَّها الظَّمَأُ التَّرْحُ

بوارِقَ مَا أَوْمَضْنَ عنكَ لِناكِثٍ

فأَخْلَفَ من سُقْيا دَمٍ دِيمَةً تَسْحُو

صفائِحَ أَعداها سناكَ فأَشْرَقَتْ

وَلَمْ يَعْدُهُنَّ العفوُ منكَ ولا الصَّفْحُ

وزُرقاً تَعالى لِلْعُداةِ كَأَنَّما

تَطايَرَ من زَنْدِ المَنُونِ لَهَا قَدْحُ

هَوَادٍ إِذَا جَلَّيْنَ عنكَ لِناكِثٍ

فَحَتْمُ المنايا من لَواحِظِها لَمْحُ

وسابِحَةٌ فِي البَرِّ والبَحْرِ لَمْ يَزَلْ

بِبَأْسِكَ فِي بحرِ الدماءِ لَهَا سَبْحُ

إِذا جَمْجَمَتْ يوماً بِهَا منكَ صَوْلَةٌ

إِلَى الشِّرْكِ لَمْ يَمْلِكْ أَعِنَّتَها الكَبْحُ

رفَعْتَ براياتِ الهُدى من صدورِها

هوادِيَ أَدْنَى شَأْوِها الشَّدُّ والضَّبْحُ

فما حَمَلَتْ خَطْباً إِلَى دارِ خالِعٍ

وإِنْ عَزَّ إِلّا كَانَ أَيْسَرَهُ الفَدْحُ

ولا وَطِئَتْ لِلْكُفْرِ أَرْضاً وإِنْ نَأَى

بِهَا الغَوْلُ إِلّا مَسَّها مِنْهُمُ قَرْحُ

فَكَمْ رَوَّعَتْ لِلْغَيِّ فِي عُقْرِ دارِهِ

حِمىً لَمْ يُرَعْ من قَبْلِهِنَّ لَهُ سَرْحُ

بكُلِّ حَمِيِّ الأَنْفِ دونَكَ لَم يَخِمْ

بِهِ ساعِدٌ عَبْلٌ ولا صارِمٌ شَبْحُ

تَحَلَّوا فَنَاطُوا بالْعَوَائِقِ فِي الوَغَى

جيوباً كِراماً حَشْوُهُنَّ لَكَ النُّصْحُ

وكم طَردُوا من تحتِ غيلٍ وغابَةٍ

إِلَيْكَ أُسوداً مَا يُمَلُّ لَهَا ذَبْحُ

وسِرْبِ مهاً أَخلى الهياجُ خدودَها

فأَسفر عن أَحداقِها الضَّالُ والطَّلْحُ

لَوَاهٍ عن الأَكفاءِ عِزَّاً وإِن تَقُلْ

لَهَا بالقنا الخَطِّيِّ خِطْبٌ تَقُلْ نِكْحُ

تركْنَ عميدَ الشِّرْكِ مَا بَيْنَ جفنِهِ

وبَيْنَ غِرارِ النَّوْمِ عهدٌ ولا صُلْحُ

يلوذ بِشُمِّ الراسياتِ وسَحْرُهُ

من الطَّوْدِ شِعْبٌ للمُخاتِلِ أَوْ سَفْحُ

وَمَا كَرَّ إِلّا نادِباً لمعاهِدٍ

لَكَ الفَوَحُ الباقِي بِهَا وَلَهُ التَّرْحُ

ويا رُبَّ عِلْقٍ لَمْ يَسُسْهُ مُوَفَّقٌ

فَوَفَّرَهُ جودٌ وبَدَّدَهْ شُحُّ

تركْتَ لعينَيْهِ مقاصِرَ عِزِّهِ

وأَحْسَنُ مَا حَلَّيْتَ أَوْجُهَها القُبْحُ

وأَوطأْتَ أَيدي الخيلِ بَيْضَةَ مُلْكِهِ

فأَقْلَعْنَ لا قَيْضٌ هُناكَ ولا مُحُّ

وإِنْ حَمَتِ الآجالُ بَعْضَ حُماتِهِ

فإِنَّكَ فِي أَعجازِ ليلِهمُ صُبْحُ

وأَنْتَ رَكزْتَ الملك فِي الأَرضِ مثلَما

يُثَبِّتُ فِيهَا ذُو الجلالِ وَمَا يمحُو

لقد كَدَحُوا نَكْثاً لعهدِكَ منهمُ

فَخُيِّبَ ذَاكَ السَّعيُ وانقلبَ الكَدْحُ

وأَمْسَوا وأَضْحَوا مُوجِفِينَ ببغيِهِمْ

إِلَى نِقَمٍ أَمسَوْا لَهُنَّ وَلَمْ يُضْحُوا

موارِدُ لا مرعى السيوفِ بِعُقْرِها

جديبٌ ولا شُرْبُ الرِّماحِ بِهَا نَشْحُ

سريتَ لَهُمْ بالخَيْلِ فِي ظِلِّ غَيْهَبٍ

من الليلِ مَا يُطْوى عَلَيْكَ لَهُ كَشْحُ

تقابَلَ فِيهِ البدرُ والبدرُ والقنا

وزُهْرُ نجومِ الليلِ والجُنْحُ والجُنْحُ

وسبطانِ من أَملاكِ يعرُبَ أَقْدَما

بأَجنادِها كالنجمِ يَقْدُمُهُ النَّطْحُ

سِراجانِ للإِسلامِ مَا طَلَعَا مَعاً

عَلَى الخطبِ إِلّا بَشَّرَ اليُمْنُ والنُّجْحُ

فهذا حسامٌ فِي يدِ الملك قاضِبٌ

رَسُوبٌ وهذا فِي يمينِ الهُدى رُمْحُ

هو الحاجِبُ المُحْتَلُّ من رُتَبِ العُلا

بِحيثُ تناهى الفخرُ والحمدُ والمدحُ

وأَنْفَسُ نفسٍ فِي الوَرى غيرَ أَنَّهُ

إِذَا لَقِيَ الأَعداءَ فَهْوَ بِهَا سَمْحُ

وصِنْوُ عُلاهُ ناصِرُ الدَّولَةِ الَّذِي

يفوزُ لَهُ فِي كُلِّ مكرُمَةٍ قِدْحُ

فتِلكَ الرُّبى من بَنْبِلُونَةَ والحِمى

منَ الرَّاحِ مُسْوَدٌّ بأَرْجائِهِ الصُّبْحُ

وبيعَةُ شَنْتَ اقْروجُ أَوْرَيْتَ فَوْقَها

سَنا لَهَبٍ فِيهِ لَعَمْيائِها شَرْحُ

وَكَانَ لَهَا الفِصْحُ الأَجَلُّ فأَصْبَحَتْ

لنارِكَ فِصْحاً مَا لَهَا بَعْدَهُ فِصْحُ

فلِلَّهِ عَيْنا من رأَى بِكَ صَرْحَها

ومِنْ جاحِمِ النِّيرانِ فِي سَمْكِهِ صَرْحُ

رفعتَ من الصُّلْبَانِ فِي عَرَصاتِها

وقُوداً لَهُ فِي وَجْهِ رُومِيَّةٍ لَفْحُ

وفَجَّرْتَ فِيهَا من دِماءِ حُماتِها

بُحُوراً لَهَا فِي تاجِ مُلكِهِمُ نَضْحُ

وأَشرعْتَ فِي أَرجائِها كُلَّ ثاقِبٍ

لَهُ فِي شَغافِ القلبِ من قَيْصَرٍ جُرْحُ

طوالِعَ من آفاقِ جيشٍ كَأَنَّهُ

بِخَرْقِ المَلا كِسْفٌ من الليلِ أَوْ جُنْحُ

يضِلُّ مدى الأَبصارِ فِي جَنَبَاتِهِ

ويَحْسرُ عن غاياتِهِ الرِّيحُ والضِّحُّ

فجوزيتَ عن سعيِ البِلادِ بأَنْعُمٍ

ذخائِرُها فَوْزٌ وعاجِلُها فَتْحُ

ووُفِّيتَ أَجْرَ الصابِرينَ مُضاعَفاً

من الدينِ والدُّنيا لَكَ المَنُّ والمَنْحُ

ومُلِّيتَ شهراً للصيامِ نَسَكْتَهُ

بأَشْفاعِ غزو دأْبُها الضربُ والكَفْحُ

ولا زَالَ عِزُّ النصرِ والفتحِ عامِداً

لآيةِ مَا يَنْوِي وآيَةِ مَا يَنْحُو

شرح ومعاني كلمات قصيدة تبلج عن إشراق غرتك الصبح

قصيدة تبلج عن إشراق غرتك الصبح لـ ابن دراج القسطلي وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن ابن دراج القسطلي

أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر. شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر، وكاتب الإنشاء في أيامه. قال الثعالبي: كان بالأندلس كالمتنبي بالشام. وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.[١]

تعريف ابن دراج القسطلي في ويكيبيديا

ابن درّاج القسطلي (347 هـ/958 م - 421 هـ/1030 م) كاتب وشاعر الحاجب المنصور. ولد أبو عمر أحمد بن محمد بن العاصي بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن درّاج القسطلي في المحرم 347 هـ في قرطبة لأسرة أصولها من بربر صنهاجة كانت تسكن قرية «قسطلة دراج» غرب الأندلس. قال عنه الثعالبي في يتيمة الدهر: «هو بالصقع الأندلسي، كالمتنبي في صقع الشام.» أورد ابن بسام الشنتريني في كتابه «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» نماذجًا من رسائله وشعره، ولابن دراج ديوان شعر مطبوع. توفي ابن دراج القسطلي في 16 جمادى الآخرة 421 هـ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن دراج القسطلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي