تجاف عن العتبى فما الذنب واحد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تجاف عن العتبى فما الذنب واحد لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة تجاف عن العتبى فما الذنب واحد لـ ابن المقرب العيوني

تَجافَ عَنِ العُتبى فَما الذَنبُ واحِدُ

وهَبِ لِصُروفِ الدَهرِ ما أَنتَ واجِدُ

إِذا خانَكَ الأَدنى الَّذي أَنتَ حِزبُهُ

فَلا عَجَباً إِن أَسلَمَتكَ الأَباعِدُ

وَلا تَشكُ أَحداثَ اللَيالي إِلى اِمرئٍ

فَذا الناسُ إِمّا حاسِدٌ أَو مُعانِدُ

وَعَدِّ عَنِ الماءِ الَّذي لَيسَ وِردُهُ

بِصافٍ فَما تَعمى عَلَيكَ المَوارِدُ

وَكَم مَنهَلٍ طامي النَواحي وَرَدتُهُ

عَلى ظَمأٍ وَاِنصَعتُ وَالريقُ جامِدُ

فَلا تَحسَبنَ كُلَّ المِياهِ شَريعَةً

يُبَلَّ الصَدى مِنها وَتوكى المَزاوِدُ

فَكَم ماتَ في البَحرِ المُحيطِ أَخو ظَماً

بِغُلَّتِهِ وَالمَوجُ جارٍ وَراكِدُ

وَإِن وَطَنٌ ساءَتكَ أَخلاقُ أَهلِهِ

فَدَعهُ فَما يُغضي عَلى النَقصِ ماجِدُ

فَما هَجَرٌ أَمٌّ غَذَتكَ لِبانُها

وَلا الخَطُّ إِذ فارَقتَها لَكَ والِدُ

وَقَد رُبَّما يَجزي عَلى الصَدِّ وَالقِلى

أَبٌ وَأَخٌ وَالمَرءُ مِمَّن يُساعِدُ

فَبُتَّ حِبالَ الوَصلِ مِمَّن تَوَدُّهُ

إِذا لَم يَرِد كُلَّ الَّذي أَنتَ وارِدُ

وَقُل لِلَّيالي كَيفَ ما شِئتِ فَاِصنَعي

فَإِنَّ عَلى الأَقدارِ تَأتي المكائِدُ

وَلا تَرهَب الخَطبَ الجَليلَ لِهَولِهِ

فَطعمُ المَنايا كَيفَ ما ذُقتَ واحِدُ

نَدِمتُ عَلى مَدحي رِجالاً وَسَرَّني

بِأَن ضَمَّنَتني قَبلَ ذاكَ المَلاحِدُ

وَحُقَّ لِمِثلي أَن يَموتَ نَدامَةً

إِذا أُنشِدَت في الناسِ تِلكَ القَصائِدِ

أَلا لَيتَ شِعري هَل أُجالِسُ فتيَةً

نَماها إِلى العَلياءِ قَيسٌ وَخالِدُ

وَهَل تَصحَبَنّي مِن شُرَيكٍ عِصابَةٌ

لَها طارِفٌ في كُلِّ مَجدٍ وَتالِدُ

عَراعِرُ لَم تَحلل ديارَ اِبنِ مُنذِرٍ

فَتُلقى إِلى الأَعداءِ مِنها المَقالِدُ

مَصاليتُ مَضّاؤونَ قِدماً إِلى الوَغى

بِعَزمٍ وَخَيلاها طَريدٌ وَطارِدُ

هُمُ الناسُ لا يَدري الخَنا أَينَ دارُهُم

وَلا عَرَفَت جيرانُهُم ما الشَدائِدُ

تُفَرِّقُ أَيدي الجُودِ ما في بُيوتِهِم

وَتَجمَعُ فيها السائِراتُ الشَوارِدُ

عَطاؤُهُمُ الراجي أُلوفٌ وَغَيرُهُم

إِذا جادَ فَالإِعطاءُ مِنهُ مَواعِدُ

مَناجيبُ لا حيلانُ يُعزى إِلَيهمُ

وَلا عُدَّ فيهم ذُو كِتابٍ مُعانِدُ

أُولَئِكَ إِخواني وَرَهطي وَأُسرَتي

وَقَومي إِذا ما اِستَنهَضَتني الحَقائِدُ

فَإِن ساءَني مِنهُم عَلى القُربِ مَعشَرٌ

وَأَصبَحَ مِن تِلقائِهِم ما أُكابِدُ

فَقَد باعَتِ الأَسباطُ قَبلي أَخاهُمُ

بِبَخسٍ وَكُلٌّ مِنهُمُ فيهِ زاهِدُ

وَقَد يُخطِئُ الرَّأيَ السَديدَ ذَوو النُهى

مِراراً وَتَنبو الباتِراتُ البَوارِدُ

فَيا ذا العُلى كَم ذا التَجَنّي عَلى القِلى

وَفي العَزمِ حادٍ لِلمَطايا وَقائِدُ

فَقُم نَحصدِ الأَعمارَ أَو نَبلُغ المُنى

بِجِدٍّ فِللأَعمارِ لا بُدَّ حاصِدُ

فَلَيسَ بِصَعّادٍ إِلى المَجدِ عاجِزٌ

نَؤُومٌ تُناديهِ العُلى وَهوَ راقِدُ

وَفي السَعيِ عُذرٌ لِلفَتى لَو تَعَذَّرَت

عَلَيهِ المَساعي أَو جَفَتهُ المَقاصِدُ

خَليليّ كَم أَطوي اللَّيالي وَعَزمَتي

تنَوِّلُني الجَوزاءَ وَالجَدُّ قاعِدُ

وَكَم ذا أُناجي هِمَّةً دونَ هَمّها

نُجومُ الثُرَيّا وَالسُهى وَالفَراقِدُ

وَيُقعِدُني عَمّا أُحاوِلُ نَكبةٌ

جَرَت وَزَمانٌ عاثِرُ الجَدِّ فاسِدُ

وَإِخوانُ سُوءٍ إِن أَلَمَّت مُلِمَّةٌ

بِسوءٍ فَهُم أُسّاسُها وَالقَواعِدُ

يُسِرّونَ لي ما لا أُسِرُّ فَكُلُّهُم

عَلى ذاكَ شَيطانٌ مِنَ الجِنِّ مارِدُ

لَقَد بَذَلُوا المَجهودَ فيما يَسوءُني

وَقَد كُنتُ أَرمي دونَهُم وَأُجالِدُ

فَيا لَيتَ أَنّي حالَ بَيني وَبَينَهُم

جُذامٌ وَخَولانُ بنُ عَمرٍو وَغامِدُ

وَصَفَّدَ أَدنانا إِلى الغَدرِ كاشِحٌ

كَفورٌ بِوحدانِيَّةِ اللَّهِ جاحِدُ

وَأَعجَبُ ما لاقَيتُ أَنَّ بَني أَبي

حُسامٌ لِمَن يَبغي جِلادي وَساعِدُ

عَزيزُهُمُ إِن لُذتُ يَوماً بِظِلِّهِ

رَأَيتُ سَموماً وَهوَ لِلخَصمِ بارِدُ

وَسائِرُهُم إِمّا ضَعيفٌ فَضَعفُهُ

لَهُ عاذِرٌ أَو مُبغِضٌ لي مُجاهِدُ

هُمُ أَلحَموني النائِباتِ وَأُولِعَت

بِلَحمي أُسودٌ مِنهُمُ وَأَساوِدُ

وَهُم تَرَكوا عَمداً جَنابي وَمَربَعي

مِنَ الجَدبِ لا يَرجو بِهِ الخِصبَ رائِدُ

وَهُم شَمَّتُوا بي حاسِديَّ وَذَلِكُم

منَ الأَمرِ ما لا تَرتَضيهِ الأَماجِدُ

وَما لِيَ ذَنبٌ غَير دُرٍّ نَظَمتُهُ

وَأَسناهُ تِيجانٌ لَهُم وَقلائِدُ

وَإِنّي عَلى أَحسابِهِم وَعُلاهُمُ

غَيورٌ وَعَن بَحبوحَةِ المَجدِ ذائِدُ

وَأَحمي عَلَيهم أَن تُدَبِّرَ أَمرَهُم

زَعانِفُ أَهداها عَنِ الرُشدِ حائِدُ

وَلَو قَبِلُوا مِن ذَلِكَ الذَنبِ تَوبَةً

لآلَيتُ أَلفاً أَنَّني لا أُعاوِدُ

فَسُبحانَ رَبّي كَيفَ صارُوا فَإِنَّما

قُلوبُهُمُ لي وَالأَكُفُّ جَلامِدُ

فَلا يَصفَح القَلبُ الَّذي أَنا آمِدٌ

وَلا يَسمَحِ الكَفُّ الَّذي أَنا حامِدُ

أَيا فَضلُ قَد طالَ اِنتِظاري وَلَم يَقُم

شِتاءً وَقَيظاً عِندَ مِثلِكَ وافِدُ

وَقَد زالَتِ الأَعذارُ لا الغَوصُ بائِرٌ

وَلا البَحرُ مَمنوعٌ وَلا الدَخلُ فاسِدُ

وَلا أَنتَ مَحجورُ التَصَرُّفِ في النَدى

عَلَيكَ رَقيبٌ في نَوالِكَ راصِدُ

وَلا في بَني فَضلٍ بَخيلٌ وَإِنَّهُم

إِذا اِغبَرَّتِ الآفاقُ غُرٌّ أَماجِدُ

فَمِن أَينَ يَأتي اللَومُ يا اِبنَ مُحمَّدٍ

وَمَجدُكَ في بَيتِ العُيونيِّ زائِدُ

أَتَرضى بِأَن تَغدُو تَسامى رَكائِبي

حُمولاتُها كِيرانُها وَالمَقاوِدُ

لِحَقِّ مَديحي أَم لِحَقّ مَوَدَّتي

لَكُم أَم لأَنَّ البَيتَ وَالجَدَّ واحِدُ

فَلا تَقطَعَن ما بَينَنا مِن مَوَدَّةٍ

وَقُربى وَخَلِّ الشِعرَ فَالشِعرُ كاسِدُ

وَلا تَنسَيَن ما نالَني في هَواكُمُ

وَقَد ظَفِرَ الساعي وَقَلَّ المُساعِدُ

يَقومُ بِهِ حَيّاً نِزارٍ وَيَعرُبٍ

شُهودٌ وَفي الدَعوى يَمينٌ وَشاهِدُ

لَقَد كُنتُ أَرجو في جَنابِكَ حالَةً

يَموتُ لَها غَيظاً غَيُورٌ وَحاسِدُ

فَهاتِ فَقُل لي ما أَقولُ لِأُسرَتي

فَكُلٌّ عَنِ الأَحوالِ لا بُدَّ ناشِدُ

وَكُلُّهُمُ سامٍ إِليَّ بِطَرفِهِ

يَظُنُّ بِأَنَّ الزارِعَ الخَيرَ حاصِدُ

وَما فَضلُ مَن لا يُرتَجى لِمُلِمَّةٍ

تُلِمُّ وَلا تُبغى لَدَيهِ الفَوائِدُ

فَذو المَجدِ كَالدِينارِ وَالشِعرُ جَوهَرٌ

يحكُّ بِهِ وَالناظِمُ الشِعرَ ناقِدُ

وَلا خَيرَ في مُستَحسَنِ النَقشِ مُطبَقٌ

إِذا حُكَّ نَفَّتهُ الأَكُفُّ النَواقِدُ

فَلا تَتَّكِل يا فَضلُ في الفَضلِ وَالنَدى

عَلى سالِفٍ أَسداهُ جَدٌّ وَوالِدُ

فَلا حَمدَ إِلّا بِالَّذي يَفعَلُ الفَتى

وَلَو كَثُرَت في أَوَّليهِ المَحامِدُ

فَكُن عِندَ ظَنّي فيكَ لا ظَنّ عاذِلٍ

نَهانِيَ عَن قَصديكَ فَالمالُ نافِدُ

فَقَد تَصِلُ الأَرحامُ في عُقرِ دارِكُم

وَتَرتاحُ لِلجودِ الإِماءُ الوَلائِدُ

وَغَيرُ خَفِيٍّ نَيلُ مَن تَعرِفونَهُ

وَهَل لِضياءِ الشَمسِ في الأَرضِ جاحِدُ

فَعِش وَاِبقَ وَاِسلَم واِنجُ مِن كُلِّ غَمَّةٍ

جَنابُكَ مَحروسٌ وَمُلكُكَ خالِدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تجاف عن العتبى فما الذنب واحد

قصيدة تجاف عن العتبى فما الذنب واحد لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها ثلاثة و سبعون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي