تحت عين الصباح والأنوار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة تحت عين الصباح والأنوار لـ ابراهيم ناجي

اقتباس من قصيدة تحت عين الصباح والأنوار لـ ابراهيم ناجي

تحت عين الصباح والأنوارِ

ورقيق الأنداء والأسحارِ

في حمى سنتريس شبَّ غلامٌ

شاعريُّ الكلام والأنظارِ

أزرق العين هادئ هدأة البح

ر بعيد الرضى بعيد القرارِ

ساهم يلمح السحائب في الأف

قِ بعين عميقة الأغوارِ

شبَّ في جيرة النسائم والزه

ر وفي صحبة الغدير الجاري

ونضيرِ الحقول والعشب المخضل

ل يكسو شواطئ الأنهارِ

ومصيخاً إلى غناء السواقي

شاكياتٍ سواخرَ الأقدارِ

باكياتٍ على الصبا والأماني

والهوى والنوى وبعدِ المزارِ

غير أن الذي شكا خطبه الأه

لُ وأمسى حديث جارٍ وجارِ

إنَّ ذاك الفتى الوديعَ الطهورَ ال

قلب في رقة النسيم الساري

مغرمٌ بالعصا فلو خلف سورٍ

لتخطى شواهق الأسوار

ولأجل العصا سطا على الأفرع الخض

راء زانت بواسق الأشجارِ

ولأجل العصا سطا على خشب البي

تِ طموحاً حتى لباب الدارِ

ولو أنَّ العصيَّ عزَّت عليه

لتمنَّى حتى عصا التسيارِ

إن تلك العصا لرَمزٌ على القو

ة في قلب ماردٍ جبّارِ

لا يرى القرية الصغيرة كفؤاً

لكبار الآمال والأوطارِ

ساخراً من هدوئها مستعداً

لصراع الخطوب والأخطارِ

أين يمضي للأزهر الشامخ الرأ

س القويّ الباقي على الأدهارِ

مطلع عبده وسعداً ورهط ال

مجد والبأس والعلى والفخارِ

فرح الأهلُ بالغلامِ الذي صا

رَ حديثاً في ندوة السُّمارِ

عمّموه وقفطنوه فأمسى

أمل القوم فارس المضمارِ

ومضى يطلب العلوم وحيداً

موحشاً قلبهُ غريبَ الدارِ

ناظراً في هوامشٍ تأكل العق

ل وتبلي نواضر الأبصارِ

لا يبالي الطول ولا يحفل الأقدا

ر جاءت بكل أمرٍ ضاري

لا يبالي غداة يصغي إلى الشي

خ وللشيخ هالة من وقارِ

أحصيرٌ ممزقٌ أم حريرٌ

مقعد للمجاهد الصبَّارِ

آهِ من هاته الشدائد فهي الن

نار تبلو القلوب في الأخيارِ

إنَّ قلب العظيم ياقوتةً تس

مو سمواً وتزدهي بالنارِ

أي شيء في الدهر كالألم الجب

بار يجلو ضمائر الأحرارِ

عجبي من مجاور ضاق بالأز

هر واحيرة النفوس الكبارِ

ثم أمسى مطربشاً واكتسى البذ

لة ما بين ليلةٍ ونهارِ

ثم ضاقت بهمه مصر فاشتا

ق لغير الأوطان في الأمصارِ

ضمَّ أشياءه إليه وأضحى

في سفينٍ تجوب عرض البحارِ

ثم أمسى مبرنطاً يقصد السي

ن ويغزو مدينة الأنوارِ

والذي يبعث السرور ويدعو

كلَّ نفس للزهو والإكبارِ

رجلٌ ما ازدهته فتنة باري

س وما في باريس من أسرارِ

ظلَّ في ذلك الحمى مصرياً

عربيَّ الحياة والأفكارِ

كلما هبَّت الغواني عليه

ضاق ذرعاً بالغادة المعطارِ

يزفر الزفرة العنيفة ترمي

من لظاها فحمَ الدُّجى بشرارِ

يذكر النيل والأحبة بالني

ل ويشدو برائع الأشعارِ

كرّموا نابغيكمو واعرفوهم

فضياع النبوغ في الإِنكارِ

فزكيّ مباركٌ شعلة في

مصر تهدي شبابها كالمنارِ

قسماً لو يُتاح لي الغارُ كلل

ت بكفي جبينُه بالغارِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة تحت عين الصباح والأنوار

قصيدة تحت عين الصباح والأنوار لـ ابراهيم ناجي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن ابراهيم ناجي

ابراهيم ناجي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي